تجرؤ بعض الصغار ممن ينسبون أنفسهم لرجال الدين, على معتقدات مواطنين آخرين مشاركين معهم في مواطنة واحدة متساويين في الحقوق والواجبات, كان هو سبب اختياري لعنوان موضوعي هذا. وكان آخرهم المدعو, سعد السبر, بتجرئه على معتقد الآخر, شريك الوطن, الفاعل والأكثر صدقا وولاء منه وممن هو على شاكلته. ونقول له ولأمثاله ,ناصحين, كما قال الشاعر: إذا رمت أن تحيا سليما من الردى *** ودينك موفور وعرضك صين لسانك لا تذكر به عورة أمريء *** فكلك عورات وللناس أعين وعيناك إن أبدت إليك معايبا *** فدعها وقل ياعين للناس أعين وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى *** ودافع ولكن بالتي هي أحسن نحن اليوم أحوج من أي وقت مضى, لتمتين اللحمة الداخلية بين أبناء الوطن الواحد , فلا يجوز أن يستمر مثيري الفتن من بعض "المتشيخين" الصغار, في تطاولهم على مواطنين آخرين مشاركين في الوطن الواحد كونهم مختلفين معهم مذهبيا, ولا بد أن تتدخل السلطات للجم أي متطاول يتجرأ على أي مواطن آخر , كي يعي أننا في دولة قانون تحترم حقوق مواطنيها المعنوية "وهي الأهم" قبل المادية, وأن يفهم المعتدي أن هناك حدودا وحرمات لدى كل إنسان, لن يقبل المساس بها مهما يكن, فلا يجوز أن يترك الرعاع ممن يدعون ,المشيحة الدينية, بإساءاتهم لآخرين مختلفين معهم مذهبيا أو حتى عقديا, ونقول لهم إن كنتم تعتقدون أنكم تملكون الحقيقة بنسبة 90%, فغيركم يعتقد امتلاكها أيضا وبنسبة99%, وأن الآخر قد يصبر ولكنه لن يستمر صمته كثيرا, في حال لم تلجم أفواه السفهاء وتحتكم لقيم الإسلام القويم الذي لا يقبل التعدي على الآخرين, وأن يحتكم الجميع للمواطنة التي تكفل رعاية الحقوق , حتى يسود القانون, لا الفوضى. إننا بحاجة ملحة لقانون يجرم التعدي على الآخر الشريك في الوطن, مذهبيا كان أو عرقيا, قبليا أو مناطقيا , وجميعها قد يهون أمرها , إلا المساس بالمعتقد , الذي نعتبره كما غيرنا ,خط أحمر, لا يمكن السكوت عنه. ونحن نثق بتدخل الدولة كما عودتنا بوأد الفتن ولجم مثيريها, الجاهلين لما يهذوا به من إساءات تمس معتقدات مواطنين يعتزون بها كما هم يعتزون بمواطنتهم وولائهم الأصيل المثبت, خلاف شلة المتطاولين, والوقائع ليست خافية على أحد. بقلم الكاتب / محمد بن عبد الله آل قريشه