طال عبر (إرسال) الجماهير المسيئة بالتوبة والإستغفار .. ووجه رسائله لجميع الرياضيين حرم فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني الإساءات التي يتداولها الوسط الرياضي عن ياسر القحطاني أو غيره من اللاعبين أو الإداريين، وقال:" بدون شك وبعد التأمل والدراسة لهذه الظاهرة وما حصل من أهازيج أنها تدخل تحت الشتم، وشتيمة المسلم وقذفه وسبه والتعريض به محرم، بل عده العلماء من الكبائر". وطالب الشيخ القرني الصحيفة الإماراتية التي كتبت عنوانا مسيئا لياسر القحطاني، بالاعتذار عما صدر منها، وأضاف: " كما أن على الجمهور الذي في المدرجات أن يستغفروا ويتوبوا إلى ربهم وألا يعودوا إلى هذا، لأن الله نهانا عن التنابز بالألقاب وهذا هو التنابز بالألقاب، والتعريض والشتم والسب، ويقول(ذكرك أخاك بما يكره) والإنسان المقابل لك صاحب القضية يكره أن تقول هذا اللفظ ويكره أن تقول هذه الأهازيج، وكما قال الشافعي (لسانك لا تذكر بها عورة امرئ.. فكلك عورات وللناس ألسن.. وعيناك إن أبدت إليك معايب.. بقوم فقل ياعين لله للناس أعين)، وبدون شك إن لم يكن هذا محرم أجل ماهو؟! هذا من الغيبة ومن الشتم ومن السب وكلها تقع في دائرة التحريم الإسلامي". وبدورنا في (صحيفة الداير) ونحن ننقل هذا الوعظ والإرشاد نشير إلى ان صحيفة (الامارات اليوم) اعتذرت عن الإساءات لياسر وألغت العنوان من موقعها على الانترنت، كما أن الجهات المعنية في اتحاد كرة القدم الاماراتي بصدد اتخاذ اجراءات رادعة مستقبلا. وزاد فضيلته: " يا إخوة يا رياضيين أنتم قبل أن تدخلوا في هذه الأندية أنتم مسلمون وأنتم تحملون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنتم محاسبون عند الله، خافوا الله في ألفاظكم وفيما تقولونه وما تكتبونه، والله لتقفون عند أعمالكم وألفاظكم وأهازيجكم وأشعاركم، قال تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)". وأضاف الدكتور القرني في حديثه لبرنامج (إرسال) بالقناة الرياضية السعودية :" بعد تأمل رأيت أنه من الواجب أن نشارك إخواننا وأبناءنا في الوسط الرياضي، وهم أبناء وإخوة ومن أمتنا وبلدنا ونحمل علم لا إله إلا الله محمد رسول الله، وواجب علينا النصح لأنني مثلما رأيت مثل هذا الخبر ومثل هذا التشهير الذي يحرمه الشرع والمروءة والشهامة وما يحمله الإنسان من مبادئ، وأريد أن أوجه رسالة عامة للجميع بأن يتقوا الله سبحانه وتعالى في إخوانهم المسلمين وأن يعفوا ويحفظوا ألفاظهم، وأن يتميزوا بالخلق القويم الذي ربانا عليه الإسلام وخلق الأدب الرفيع والذوق، والروح الرياضية وبما يسمونه بالذوق وما يسمونه بالرقي الحضاري، أو سمها ما شئت من المروءة، هذه هي القيمة التي نتفاخر بها بين العالم والأمم، فإذا تجرد الإنسان منها أصبح صفرا ولا قيمة له". وأضاف:" ضاق صدري وكل مسلم أن وجدنا مثل هذا التشهير بأي أخ سواء كان الأخ ياسر أو غيره ممن لهم حق الإسلام وحق الأخوة، خاصة إذا مابرز في علم أو أدب أو رياضة وأصبح نجما وله مكانة فيأتي حساده وينهالون عليه سبا أو شتما أو تعريضا، أو مثل هذه الألفاظ نهى الله سبحانه وتعالى عنها (ولا تنابزوا بالألقاب) وقال (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا)، وقال تعالى(ولا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم)، وقال سبحانه وتعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)". وقال فضيلة الشيخ عائض القرني: "سبق أن وجهت رسائل للوسط الرياضي ورد مشكورا سمو الأمير نواف بن فيصل برسالة وتقبلها تقبلا حسنا، وهذا كان واجاب علينا شرعا حتى أن بعض المشائخ جزاهم الله خيرا وهم أكبر مني سنا قالوا إن الواجب ألا تتخلوا عن الإخوان والأبناء في الوسط الرياضي، لأن الرياضة هي رسالة قبل أن تكون مسلاة أو ملهاة أو لعب أو لهو، بل هي رسالة عالمية وخاصة من بلاد الوحي، ونرجو أن نتقي الله عز وجلا وأن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا لأننا سوف نحاسب على ألفاظنا". وعن تدخل ميول الإعلاميين فيما يكتبونه، قال:" قرأت وأنا أتابع ومتعجب حتى من الإخوة الذين يعلقون على اللقاء الذي قدمه الأخ عبدالعزيز العصيمي ويقولون إن هواي هلالي، يا أخي هوانا إسلامي والهلالي والنصراوي كلهم أبناؤنا وإخواننا ونحن نحمل رسالة الإسلام، ولكن عجبي ممن يحمله الهوى والحبية القاتلة إلى أن يجرح في الآخرين ويشهر بهم ويتشفى وكأنه أمام عقائد إسلام غير الإسلام، والواجب أن نمارسها بروح رياضية وبرحابة صدر وأخوة إسلامية وبأدب جم, وأنا أستحي أن أقرأ لشباب مسلمين يكتبون هذه الألفاظ من الاتهام ومن السب ومن القذف ومن الشتم، وما يفكر هذا الأخ أن القلم الذي يكتب به كما قال سبحانه وتعالى (ستكتب شهادتهم ويسألون) ويقول سبحانه ( ويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) واللفظ والكتابة والتصرف كل سيسأل عنه الإنسان، ثم لماذا يترك الإنسان في حياته عمود من السب أو كلمة جارحة أو بيت شرود فيه ذم وهجاء، لماذا الإنسان يلطخ سمعته؟! والأصل أن الساب يسب نفسه وليس المسبوب، لأن المسبوب في الأخير يستفيد من تكفير السيئات".