سأتناول في هذه المقالة اصنافاً ثلاثة، هم في نظري ممن ينطبق عليهم مصطلح الارجاف، شكلوا ثالوثاً خطيراً، صار مع مر الايام لوبيا، كشر عن أنيابة للاجهاض على المجتمع وثوابته، والتشويش عليه. المجتمع السعودي بطبعه مجتمع محافظ بالفطرة، شرائحه الطبقية متماسكة، أسس على التقوى، لا ينكر ذلك إلا مكابر أو منافق معلوم النفاق، كيف لا؟! وهذه الدولة المباركة قامت على التوحيد منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، الذي وضع اساس كيانها على منهج الكتاب والسنة، شعار علمها الشهادتان، وسيف العدل، لهما دلالاتهما الدينية، تحقق لهذه البلاد الخير الوفير والأمن الوارف، بفضل الله أولاً، ثم بتجسيد معاني هذين الشعارين، حتى اصبحت مملكتنا واحة أمنٍ واطمئنان، يحسدها الاعداء، أخذ قادة هذه البلاد خلفاً عن سلف بعهد حفظ شرع الله المطهر وتطبيق حدوده لا يضرهم من ضل، عاهدوا الله على جعل القرآن والسنة المطهرة منهجهم في تسيير دفة البلاد، ابوابهم مفتوحة، لم تكن بلادنا منغلقة على نفسها كما يتصور البعض، هي تساير العصر وتقف امام تحدياته، تسابق الزمن في مواكبة متطلبات النهضة الشاملة، امام هذا التقدم وهذا الأمن، وأمام رغبة القيادة بتحقيق الرفاهية للمواطن، برز في مجتمعنا المحافظ، فئات يغلب عليها التطرف في الطرح، بين شد وجذب، فئة شطحت برأيها نحو التفريط، وفئة شطحت بنفسها نحو الافراط، وفئة ثالثة شطحت بنفسها نحو حب الشهرة لتوشحها ثوب الدين، هذه الفئات الثلاث التي ذكرت، تمثل في نظري خطراً عظيماً على المجتمع. اصحاب الفئة الأولى، شنوا حملة ظالمة على عادات وتقاليد المجتمع بالتندر والسخرية ودعاوٍ زائفة، فتنوا بحضارة الغرب وسلبياته، تنضح كتاباتهم بها وتفوح رائحة الكراهية والسخرية، منحوا لأنفسهم حق الوصاية على المرأة، وكأن هذه المسكينة في زنزانة، يجترون الماضي عند كل صغيرة وكبيرة، يريدونها متحررة من الحجاب الذي يعدونه من الاغلال يطالبونها بالتنكر لمبادئها واخلاقها الشريفة، يحاكون بذلك المجتمعات المتحررة، يريدونها سلعة رخيصة، لم يسلم علماء هذه البلاد المعتبرون من اقلامهم، عندما صنفوهم بعلماء السلطة حيناً وبالمتشددين بفهمهم ومعيارهم القاصر للتشدد حيناً آخر، لا تخلو كتاباتهم من الدعوة لسيئ الاخلاق، اعتقد انهم اصبحوا مناديب سامية لقوى خارجية، تريد المكر والعداء لهذا المجتمع وقيادته، مردوا على الكذب والنفاق، يتنكرون لعروبتهم ودينهم، طابع السخرية متجسد في كتاباتهم،( بنو يعرب، والاسلاموي) هذه بعض مصطلحاتهم على سبيل التندر. واصحاب الفئة الثانية:ركبت هوى الشيطان، فضلت واضلت، وكفرت وفجرت، فأساءت لدينها ووطنها وقيادتها واستغلها الأعداء هنا وهناك، لتحقيق استراتيجياتهم السيئة لهذه البلاد، هذه الفئة تلقت فتاواها من أدعياء مضللين، وقلبوا ظهر المجن لعلمائهم المعتبرين المرتضين من قيادة هذه البلاد، أما اصحاب الفئة الثالثة، فهم المتشيخون الذين ابتلى بهم المجتمع في الآونة الاخيرة وصاروا يتسابقون على الفتيا بالقنوات الفضائية واستغلتهم الاقلام المريضة لمصادمة المجتمع بهم، تركوا المخولين بالفتيا من القيادة، وركضوا خلف هؤلاء الميسرين بزعمهم! اغتر هؤلاء المتعالمون المتشيخون بأنفسهم وزاحموا العلماء المعتبرين المخولين للفتيا من ولي الأمر، افتوا بجواز حل السحر بالسحر، وجواز ارضاع الكبير، وافتوا بعدم وجوب صلاة الجماعة في المساجد، وافتوا بسماع الاغاني، وافتوا بالاختلاط المفضي الى الخلوة المحرمة، واصروا على فتاواهم الشاذة، واستكبروا استكباراً، لا نعلم في قادم الايام ما لديهم؟ ربما غداً يحللون بعض المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة، هؤلاء المتشيخون لا يقلون خطراً عن المتعولمين الذين افتوا للمتشددين بالتكفير والتفجير والخروج على ولاة الامر، ولا عن اولئك المتحررين المفتونين بحضارة الغرب، بل اراهم الاخطر لتدثرهم بالدين شكلاً، في ظني - وبعض الظن اثم - أن هؤلاء المتشيخين مولعون بحب الذات والشهرة، يتسابقون على الظهور الاعلامي ويقاتلون في سبيل ذلك، وهو أمر مشاهد ومحسوس لا مشاحة فيه، وازعم ان هؤلاء بفتاواهم الشاذة، يقفون صفاً واحداً مع اولئك الجفاة والغلاة في سبيل اثارة الفتنة والصدام بين فئات المجتمع، وسيستمر هؤلاء واولئك بمزايداتهم، ما لم يصدر توجيه، يمنع التطاول على الفتيا، ولزوم احترام اهلها، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، فالمجتمع يعيش بين سندان هؤلاء الجفاة والمتشيخين، ومطرقة الغلاة المتشددين، فهم جميعاً المرجفون الذين يزعمون انهم أوصياء على المجتمع، لانقاذه من براثن التخلف بزعمهم!، هؤلاء الضلال من الكتاب، والغلاة الجهلة، والمتشيخون يسيرون في فلك قاعدة (خالف تعرف!) اطروحاتهم وفتاواهم وغلوهم، ترهات وشطحات غير مقبولة من السواد الاعظم لافراد مجتمعنا المحافظ، هم بذلك الطرح والفعل يشوشون عليه، ويجرونه لمستقنع التفرق؟ يجدر بهم ان يخافوا الله في مجتمعهم، الذي سئم من تصرفاتهم، التي تقدم خدمة - خمس نجوم - لاعداء هذه البلاد. نرجو من الله ان يعيد هؤلاء جميعاً الى جادة الصواب ليكونوا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وليس ذلك على الله ببعيد، فهو سبحانه الفعال لما يريد، وهو على كل شيء قدير.