قد نكون نحن السعوديين الأكثر جدلا وجدالا في المنطقة, يثبت ذلك عدد قنواتنا الإخبارية وبرامجنا التلفزيونية المباشرة واستضافتها لضيوف - بحد تعبيرها أنهم مثيرون "للجدل"- . نحن نتجادل لا أحد ينكر ذلك ولكن ذلك هو فقط ما نفعل. قلة قليلة هم من تستطيع أن تحكم أنهم يتحاورون, ينتجون أفكارا من الأخذ والرد في الكلام, يركزون محاورهم على الأفكار بعيدا عن النوايا وقريبا جدا من الأهداف. متلازمة "لا تعمم" التي تمرسنا في استعمالها هي مجرد عذر يتيح لنا عندما ندرك الحقيقة المرة لما يقال أن نضع أنفسنا - شخوصا كنا أم جماعات - خارج تلك الدائرة المصابة. هي فقط وسيلة أخرى لنهرب بها من مواجهة مشاكلنا فتجد كثيرا من النقاشات تنحر على مقصلة "لاتعمم" والتي يتمسك أربابها بها ليحولوا مسار النقاش من الحقيقة المرة إلى الجدل البيزنطي الشهير في التعميم والتبعيض. "لا تعمم" هي برأيي كارثة الكوارث وآفة الحوار وحيلة من لا حيلة له وعندما ترى ان "محاورك" يقول لك "لاتعمم" إعلم تمام العلم أنه قد خلي وفاضه من الافكار واتجه الآن لفكرتك ليطعنها ويمثل بها ويخرج نفسه من دائرتها. محمد آل سرار البلاد