حرصت مجلة العربي الكويتية ان تنتقي من باب «وجهاً لوجه» جمهرة مهمة من هذه الحوارات التي سبق نشرها في أعدادها الماضية على مدى العشرين سنة الماضية أي منذ عام 1991م وأخرجتها في كتاب حمل عنوان (حوارات العربي) يوضح فيه الدكتور سليمان العسكري في مقدمة الكتاب: ان فترة العشرين عاماً الماضية شهدت أحداثاً خطيرة وهامة كانهيار الاتحاد السوفيتي وبروز ما يسمى النظام العالمي الجديد وظهور كتلة الاتحاد الأوروبي وحضور ما يسمى بالعولمة إلى دول العالم الثالث ويمضي الدكتور العسكري قائلاً: ان الحوارات التي يضمها هذا الكتاب تفترض حداً من الندية القائمة بين الوجهين وليس حواراً صحفياً يكتفى أحد الطرفين بالقاء الأسئلة بينما يتموقع الطرف الآخر في دور المجيب، فأحدهما يطرح وجهة نظره بطريقة سؤال، بينما يطرح الآخر وجهة نظره البديلة بطريقة الجواب، بطريقة تدل على الاحترام المتبادل لا على المنازعة أو الصراع. الكتاب يعد وثيقة مهمة لآراء كوكبة من ألمع رجالات الفكر والسياسة والأدب والفن وهو يبرز درجة الوعي المعرفي بين المتحاورين بل يصل إلى صياغة جديدة للأفكار المطروحة ووجهات النظر المتبناه من قبل المتحاورين. أما أبرز المتحاورين فهم محمد جابر الأنصاري يتحاور مع غازي القصيبي، وسامي خشبة يتحاور مع نجيب محفوظ، وسعاد الصباح تتحاور مع نزار قباني، وجهاد فاضل يتحاور مع منصور رحباني ومروان صالح يتحاور مع الطيب صالح، ونصر أبو زيد يتحاور مع محمود أمين العالم، وعبدالله أبو هيف يتحاور مع عبدالملك مرتاض، ومحمد المخزنجي يتحاور مع حارث سيلاديتش، وعلي المقري يتحاور مع عبدالله البردوني، وزكريا عبدالجواد يتحاور مع مسعود البارزاني وجلال طالباني، وسليمان العسكري يتحاور مع بطرس غالي، وأبو المعاطي أبو النجا يتحاور مع ثروت عكاشة، وفاروق عبدالقادر يتحاور مع علي الراعي، ومحسن الرملي يتحاور مع باولو كويلو، وجهاد فاضل يتحاور مع محمد أركون. إن كتاب (حوارات العربي) الصادر عن سلسلة كتاب العربي يؤسس لقواعد فن الحوار وكيفية تقديم وجهات النظر بين المتحاورين ويطرح أفكاراً هامة قابلة للبحث والنقاش دون ان تسقط في مستنقع الشخصنة.