* قرأت التغطية المنشورة في هذه الصحيفة الغراء عن الأمسية الثقافية التي أقيمت مساء الأربعاء في نجران بحضور وتشريف من الأديب والمفكر السعودي الدكتور تركي الحمد ، وكم هي سعادتي مما رأيته في التقرير والذي يعكس نجاح تلك الأمسية والأنشطة المصاحبة لها ..! * وحضور الأدباء والمفكرين أمثال الدكتور الحمد وتقديمهم للمحاضرات وتبادل الحوارات والنقاشات مع أبناء المنطقة لا شك أنه أحد الإضاءات الهامة في إثراء العملية الثقافية في أي منطقة بغض النظر عن تطابق التوجهات أو الرؤى، وتعد هذه المحاضرات والأمسيات من أهم روافد التنمية الفكرية لأي بلد ، ولكنها ليست كل شي ..! * ويجب أن نعترف بأن الحركة الأدبية في منطقة نجران تبقى مجرد ( محاولات) ، وجهود ذاتية من شباب المنطقة يستحقون الشكر والثناء عليها ، ولكنها تفتقر إلى العمل المؤسسي في ظل غياب ( النادي الأدبي) عن القيام بما هو مأمول منه في احتضان كل هؤلاء الشباب وتقديم الدعم المناسب لهم بما يساعد في خلق بيئة ثقافية تنويره تساعد بدورها في نقل المنطقة من الظل إلى الحضور الجميل والمؤثر في سماء الحياة الأدبية والثقافية على مستوى المنطقة العربية ..! * ومن الأشياء التي يجب أن لا نغفلها أو ننساها في زحمة هذه التطلعات والمحاولات الجميلة نحو مستقبل ثقافي مشرق لأبناء المنطقة، وهي أن الحراك الثقافي في المنطقة يعتبر (حديث عهد)، حيث لم يمض على تأسيس النادي الأدبي سواء أقل من ست سنوات ، ولا يوجد نتاج حقيقي أدبي حتى الآن وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها ، وما يزال أبناء المنطقة ذوي الطموحات الأدبية يتلمسون طريقهم في سلم الثقافة والأدب ، وبالتالي من المنطق أن لا نطالب النادي والقائمين عليه (بتكسير الدنيا) في مدة تعتبر قصيرة جدا مقارنه ببقية المناطق ..! * ولكن مع كل هذا يجب على النادي الأدبي ومسؤوليه أن لا يغفلون عن قول كلمتهم خلال المرحلة القادمة ويسارعون الخطى إلى تفعيل دور النادي نحو الأجيال من أبناء المنطقة والبدء عاجلا في البحث والتنقيب عن الخامات والمواهب الأدبية الجيدة بين شباب المنطقة سواء في المدارس أو غيرها ، والعمل على رعايتها وتقديم الدعم المناسب بما يساعد في تشجيعهم على سلوك طريق الأدب والثقافة ، لعلنا نحظى في المستقبل بأسماء أدبية تزيد نجران توهجاً .. ! * أيضا على جميع الجهات المعنية بقطاع الشباب والمهتمة بالشأن الأدبي والثقافي والفنون في المنطقة سواء النادي الأدبي أو جمعية الثقافة والفنون أو ملتقي نجران الثقافي ولا ننسى إدارة التربية والتعليم ومكتب رعاية الشباب والأندية الرياضية كذلك ، أن توحد الجهود وتعمل على خلق منظومة ثقافية مترابطة القيم والهدف حتى لو اختلفت الرؤى فيما بينهم في بلوغ ذلك الهدف ، والابتعاد عن الانزلاق في وحل الخلافات التي تبعثر الجهود وتحجب أشعة الشمس عن بلوغ الزوايا المظلمة في ضمير أي مجتمع .. ! * وعلى الرغم من أنني لا أعرف من هم هؤلاء الشباب أعضاء ملتقى نجران الثقافي وأصحاب هذه الفكرة الجميلة ، ولكني لا أملك أمام هذا العمل الذي يقومون به والجهد الملحوظ في النهوض بالحركة الثقافية للمنطقة إلا أن أُبدي إعجابي وتقديري ، ولا أخفيكم سرا أن قلت أنني ومن خلال مروري على بعض المواقع في الشبكة العنكبوتيه وملاحظتي للآراء والحوارات في المنتديات حول الحراك والأنشطة الثقافية في المنطقة ، شعرت وكأن (الملتقي) هو النادي الأدبي الحقيقي لأبناء منطقة نجران ..! * كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية