عندما تذكر الوطنية، أجد نفسي ضعيفا أمامها، وقلمي يجدها فرصة ليسيل لعابه على صفحات الزمن، فيروي قصة عشق سكن في داخلي طفلا، وعشت حلاوته شابا، وسأبقى أتلذذ بحبه ما حييت ... إن الوفاء كلمة ثمنها بخس في حق الوطن، الذي جعل عقولنا تبتسم للحياة، ففتحنا أبصارنا محدقة حولنا، لنرى عظمة الدنيا، فترتسم على شفاهنا بسمة نطبع بها قبلة على جبين هذا الوطن، الذي أعطى لنا أولوية بين الشعوب، لنحيا بكبرياء وشموخ ... إننا لا نملك إلا أن نعتصب بعلمه المصون لنرفع هاماتنا في يوم عرسه الوطني، فنصدح بأعذب الألحان، ونطرب لتغريد الأصداء من حولنا، شادية بموطن العز والفخر ... إن ما نعيشه اليوم من أفراح (وطنية لا عصبية)! فالعصبية: أفق ضيق محدود، لا يتسع إلا لرأي واحد، غالبا ما يسعى لجاه بائد، أو سمعة تالفة، وهي على النقيض تماما مع الوطنية:التي تكون واسعة الأفق، تحوينا جميعا في بوتقة واحدة، يعيشها صغارنا والكبار معا، لا تلين لبراءة الأطفال، ولا تخضع لعظمة الشيوخ، فهي جبروت يهيمن على مشاعرنا، فتجري دما في أجسادنا، وعشقا في قلوبنا، وسيطرة على عقولنا ... إن وطنيتنا باختصار : ورث في أجيالنا، يزحف بنا في أعماق الوطن، ونحن ننطلق في رحلة سعيدة تسمو بنا نحو التقدم والرقي والبناء ... وأخيرا : سنبقى نعيش بفرح غامر على قرع الطبول التي تنشد في أسماعنا : سارعي للمجد والعليا ... *مدير مركز التدريب الطلابي بنجران محرر جريدة اليوم السعودية رئيس تحرير مجلة بيان نجران رئيس فرقة ok المسرحية