كآبة الموت تعلو هاماتنا.. حين خطف جزء من أرواحنا.. ويبصق الحزن على ملامحنا.. ليحفر على صفحات وجوهنا.. سكونا رهيبا!! فتجري دموعنا كسلاح أخير لا يفيد.. ثم تسكن لا لشيء بل لأننا خبأناها خلف الجفون! نحاول جاهدين رغم الهزيمة أن نشق الابتسامة شقا.. نجامل.. حتى لا نطعن القلوب البريئة من حولنا بحزن لا يرحم! الحزن.. ينثر سواده هيمنته رغم البياض من حولنا.. وما اتفه قدراتنا حين نعجز عن رده.. فنتشبث في السماء بدعاء.. فربما أطاح بالحزن.. ليقهقه الفرح انتصاراً.. لكن.. هزمنا وعادت جيوش الفرح مشيعة بدموع انكسار وانقباضه أفئدة!! نتحسن قلوبنا فكثيراً من أوردتها يغطيها البياض!! فاليوم.. يحرز الموت انتصاراً جديداً ضدنا..!! فقد أهاننا الحزن دمعا.. ورمى بالسواد ما حولنا فعشنا الحداد.. "أبو عادل" هكذا نحن حين جف نبعك واغتالك الحديد.. ومعه اغتال انسنا.. يطأنا الخميس بمرارة الفقد الذي احتسى منه الجميع قدحه..! لم يكن أهلك.. وزوجك.. وصغارك من يذوقون مرارته.. بل.. حتى نحن من عرفك تجرعنا علقمه.. وكأن عشيرتك غدت يتيمة كأبنائك؟!! فقد انغرس خنجر الحزن في قلوبنا كما نحر قلوب بنياتك.. وسقطنا في قاع لم يرفعنا منه سوى إيمان بالقضاء يمنحنا سلوان ضعف منذ أن حثونا التراب على جسدك.. "أبو عادل" كل ما نعرفه أننا نسينا قلوبنا حولك.. وفي المساء حين يخدع الأنام نبتهل برجاء: رباه في عليين أسكنه.. رباه في عليين أسكنه..