دائما عندما يسألنا السائل ماذا يوجد في نجران ؟ نرد بسرعة , الأخدود وقد ورد ذكرها في القران الكريم في سورة البروج . تلك إجابتنا التقليدية و يرد كذلك ذكر الأخدود في جميع النوادي وعلى المسارح وفي الندوات وكل ما يخص منطقة نجران . ألا تعلمون بأننا نمد يد العون إلى ذو نواس الملك الحميري الذي احرق المؤمنين في ذلك الأخدود وقبرهم فيه أيضا . ومازلنا على ما فعل ذو نواس باقون لم نقم بجديد فما زالت المدينة كما هي من ذلك الحين على حالها لم تقربها يد بشر سوى بعض المجهودات الخجولة من بعض المنقبين . ألا تعلمون أن الأخدود الموقع الحالي هو مدينة كاملة مطمورة بالرمال جراء السيول القديمة والحديثة . وقد حماها الرب بأشجار الأراك التي تحفها من كل جانب . للأسف لم نقم بأي جديد ولم نشارك بأي شي تجاه هذا الرمز الديني والتاريخي والحضاري سوى استخدام أسمة فقط . وبهذا يصبح ابرهه الحبشي أفضل منا فهو قطع البحور والقفار لكي يثار للمؤمنين ويخلص نجران من براثن الملك الحميري اليهودي . وكذلك قساوسة روما و أوروبا والعالم أفضل كذلك ففي ذكرى الأخدود السنوية يقومون بقداس كنائسي على أرواح أولئك المؤمنين . هل تتخيلون إن الأخدود غير مدرجة على قائمة التراث العالمي في اليونسكو وهي بهذا الحجم التاريخي والأدهى والأمر بان هناك من يشكك بوجودها أصلا في منطقة نجران كما زعم الأستاذ عبد الرحمن الأنصاري . الأخدود هو اهم معلم تاريخي بالمنطقة بل من أهم معالم الجزيرة العربية بعد الحرمين الشريفين ويجب إجراء المسوح الجغرافية والقيام بحملات التنقيب عن الآثار و رفع الرمال المتراكمة والأنقاض و صيانة قبور المؤمنين و القيام بانشاء مدينة عصرية على نفس الموقع دون المساس بحرمة المكان ومحاكة المدن التى تم اكتشافها في بعض البلدان العربية ودعوة البعثات العلمية من المنضمات العالمية والجامعات و مراكز الأبحاث المختصة بالتراث العالمي و تهيئة المكان لاستقبال الاف من الزوار لذلك المعلم البارز عبر إنشاء فنادق محيطة ومتحف متطور و غيرها من الخدمات وكل تلك الإجراءات تتم بإشراف حكومي وشعبي . أوجه عتبي الشديد على هيئة السياحة بالمنطقة على دورها المتواضع جدا , والتى لم نرى منها أي جهد يذكر تجاه الأخدود ذلك الرمز الذي تعمنا بركته كل مساء فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث القرى المحفوظة من أن القرى المحفوظة هي مكةوالمدينة وإيليا ونجران وما جاء فيه نصا من أنه ما من ليلة إلا وينزل على نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الأخدود . لا يفوتني أن أوجه الشكر للدكتور حسين بن عايض آل حمد على اهتمامه بمعالم المنطقة عبر ردوده المفحمة على المشككين في وجود الأخدود المذكور بالقران بمنطقة نجران عبر مقالاته في صحيفة عكاظ . م / سلطان عبدالله آل هتيله صحيفة نجران نيوز الالكترونية