الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إطلالة على الزمن القديم    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    فعل لا رد فعل    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحقيقة في كتابك «نجران منطلق القوافل» وننتظر الاعتذار
قضية التشكيك في موقع الأخدود تتفاعل .. آل حمد يرد على الأنصاري:
نشر في عكاظ يوم 06 - 04 - 2010

قرأت ما نشر في صحيفتنا الغراء جريدة عكاظ بعددها 15905 الصادر في 28/3/1431ه على لسان الدكتور عبدالرحمن الأنصاري حول تشكيكه في وجود الأخدود بنجران عدا كونه المعني بسورة البروج من القرآن الكريم، وحيث احتوى الرد على معلومات غير دقيقة ولا تستند إلى مصادر تاريخية بل تعارض كل ما عرفه الجميع من أن الأخدود موجود في نجران وأنه يقصده السياح من داخل الوطن وخارجه، ولكون الموضوع يتعلق بأثر تاريخي مهم على مستوى الوطن، ولكون ما صدر عن الدكتور يعتبر إهدارا لثروة سياحية وطنية وخشية من الالتباس على القراء والمهتمين كان لابد من الإيضاح بشكل مدعوم بالحقائق والوثائق من القرآن والسنة والتاريخ.
ولقد كنت أتمنى على الدكتور عبدالرحمن الأنصاري أنه اكتفى بما ورد في محاضرته من تشكيك وما تم مني من رد، إلا أنه أعاد ما أشار إليه في المحاضرة وكأنه يرى أن ما صدر عنه يجب التسليم به وعدم إخضاعه للنقاش والتفنيد والحقيقة أنني أتساءل عن الدافع الذي دعى الدكتور الأنصاري إلى التشكيك في ذلك الأثر الكبير الموجود في وطننا ويقوم بتجييره للشام أو فارس، غير آبه بحجم الخسارة التي ستنتج عن ذلك التشكيك وما يلحقه بمخزون الوطن الأثري وبالتالي الحضاري والثقافي والاقتصادي، فبدلا من أن يقوم بما يقوم به أمثاله في البلدان الأخرى من إبراز لمكانة أوطانهم وإيضاح دورها عبر مسيرة الحضارة الإنسانية، من خلال مثل ذلك الأثر نجده على العكس يتجاهل ما أثبتته المصادر التاريخية والأحاديث النبوية والآيات القرآنية، إضافة إلى المصادر العالمية الأخرى التي تتحدث عن هذا الأثر وكيفية حدوثه وأن مكان حدوثه في نجران.
بل إن الدكتور يتجاهل ويخالف ما جاء في بعض مؤلفاته التي تشير إلى أن النقوش في جنوب الجزيرة العربية تثبت أن الملك الحميري ذو نواس (يوسف أسار) كان يهوديا. وأنه من قام بحصار نجران وإحراقهم وأنهم كانوا عند ذاك موحدين وليسوا أصحاب تثليث كما جاء في مؤلفه ((نجران منطلق القوافل)) الصفحة 22 و23 و25، وسأوردها نصا فيما سيأتي، لعلها تكون منهية لهذه الكبوة، حفاظا على المخزون الحضاري والثقافي والاقتصادي لوطننا الغالي مع الاحترام الشديد لأستاذنا الكبير حفظه الله.
ولكي لا يكون هناك التباس على القارئ أو إيراد للمعلومات بشكل عام فإنني سأتتبع النقاط التي وردت في رد الدكتور الأنصاري وأرد عليها مع ذكر الدليل لكل فقرة على حدة.
أولا:
ما أورده الدكتور تحت عنوان السطر الأول وشمعون الأرشمي، فقد أشار إلى أنه لم تدل النقوش العربية الجنوبية إلى اعتناق الملك الحميري ذو نواس (يوسف أسار) للديانة اليهودية، وأن نصارى نجران الذين أحرقوا في الأخدود كانوا عند ذاك يؤمنون بالتثليث.
وأقول إن النقوش في جنوب الجزيرة العربية أشارت إلى اعتناق ذو نواس الديانة اليهودية، كما ورد في مؤلف الدكتور الأنصاري ((نجران منطلق القوافل)) الصفحة 22. كما أن أهل نجران كانوا موحدين عندما وقعت أحداث الأخدود (الصفحة 23 من مؤلفه المشار إليه)، وبهذا فإن الدكتور ينفي في رده ما يثبته في مؤلفه، فما هو يا ترى الداعي لهذا التناقض. وعلى كل سأورد النص الحرفي لذلك عند الحديث عن ما ورد تحت عنوان رأي المفسرين.
ثانيا:
ما أورده الدكتور تحت عنوان نصارى نجران، وما أشار إليه من حديث عبدالله الزبيري وأن الرسول كان يود أنه كان بينه وبين وفد نجران حجابا فلا يراهم. ولم يوضح الدكتور لماذا حسبما جاء في المصدر وكان لا يليق بالدكتور إغفاله.
وأقول إن ذلك كان بسبب أن وفد نجران عند حضورهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم كانت تظهر عليهم الأبهه في لباسهم وعلى إبلهم وخيلهم فكانوا يرتدون مقصعات الحبرات وهي البرود والثياب النجرانية الفاخرة التي تشتهر بها نجران عند ذاك، وتعتلي رؤوسهم العمائم العدنية الفخمة، قال الحافظ ابن إسحاق قال بعض من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ ما رأينا وفدا مثلهم.
قال محمد بن جعفر بن الزبير فلما سلموا على رسول الله لم يرد عليهم وكلموه فما كلمهم فانطلقوا حتى أتوا عثمان وعبدالرحمن بن عوف، وكانا معرفة لهم، إذ كانا يبعثان العير إلى نجران في أغراض التجارة، فوجداهما في مجلس مع بعض الصحابة، فأبلغاهما ما حدث وطلبا رأيهما أيعودوا إلى نجران أم يرجعوا إليه، فقالا لعلي بن أبي طالب، وكان في المجلس: ما ترى يا أبا الحسن؟ قال: يخلعوا حللهم ويلبسوا ثياب سفرهم ثم يرجعوا إلى الرسول، ففعلوا ثم أتوه صلى الله عليه وسلم فرد السلام وتكلم إليهم وسألهم وسألوه، ثم طلب المباهلة فخافوا وطلبوا إليه أن يبعث معهم من يراه من أصحابه، قال محمد بن جعفر فبعث معهم أبوعبيدة بن الجراح. ثم وفد عليه أهل نجران بعد أن أسلموا دون قتال وفيهم قيس بن الحصين ذو القصة الذي ذكره عمر بن الخطاب في عرض كلامه عندما قال (لا تزاد امرأة في صداقها عن كذا وكذا ولو كانت بنت ذي الغصة) فلما وقفوا على الرسول صلى الله عليه وسلم سلموا عليه وقالوا نشهد أنك رسول الله وأنه لا اله إلا الله.
هذا ومن ما قاله مالك بن نمط بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (نصية من همدان من يام وخارف وشاكر آهل السود والقود أجابوا الرسول عهدهم لا ينقض ما أقامت لعل وما جرى اليعفور)، يعني الشمس والغيم.
قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم (بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية) قالوا لم نكن نغلب أحدا قال (بلى قد كنتم تغلبون من قاتلكم)، قالها أربعا قالوا عند الرابعة كنا نغلب من قتلنا يارسول الله أنا كنا نجتمع ولا نفترق، ولا نبدأ أحدا بظلم، قال عليه الصلاة والسلام (صدقتم) وأمر عليهم قيس بن الحصين ذو الغصة.
وإنه ليكفي يا دكتور أهل نجران شرفا أن ترحم على بعضهم ودعا الله أن يكون أمة واحدة ووصف البقية بالصدق وأكبر من هذا وذاك أنهم دخلوا الإسلام اقتناعا وإيمانا لا بالسيف والقتال. (انظر البداية والنهاية الصفحة 131 والكامل في التاريخ المجلد الأول الصفحة 646 وتاريخ الطبري الجزء الثاني الصفحة 377).
ثالثا:
ما أورده الدكتور في رده تحت عنوان رأي المفسرين الفقرة(1) أشار إلى أنه لم يؤكد أن الأخدود في الشام أو فارس، وإنما أشار إلى أن ذلك رأي المفسرين.
وأقول إن الدكتور بإيراده ذلك ينطلق من قناعته التي أشار إليها في رده بقوله (إن كانت وقعت الحادثة في نجران) أي أنه أصبح يشكك في إمكانية وقوعها في نجران وأن تكون الثالثة مع الشام وفارس أيضا.
وأقول لا يا دكتور إنها وقعت في نجران وآثارها شاهدة ومعلومة على الواقع، وتعتبر معلما سياحيا منذ وقوع الحادثة، كما أن قبر بطلها عبدالله بن الثامر معلوم وموجود بجوارها من الناحية الشمالية الشرقية ويعلم ذلك أهل الدار والمكان. منذ بدايات القرن السادس الميلادي أي قبل 1485 عاما. ودليل وقوعها ووجودها في نجران حديث ابن عباس وحديث عبدالله بن عمر بن الخطاب (انظر الكامل في التاريخ المجلد الأول الصفحة 646 وكنز العمال في سنن الأقوال والأفعال الحديث رقم 35118).
أوردت ذلك ليكون سندا شرعيا وعلميا (على طلب الدكتور) وسأورده نصا في الفقرة التالية ذات الرقم «ثامنا».
أما في ما يخص وجود الأخدود في الشام (والشام بها ثلاث دول) وفارس فإن اهتمام تلك الدول بالآثار يعتبر سابقا لكثير من دول العالم، ورجالها وعلماؤها أحرص من الجميع على مواقعهم الأثرية وتراثهم الحضاري، وقد استفادوا من اهتمامهم ذلك ثقافيا وسياحيا منذ قرون، ولو كان ببلادهم شيء من ذلك لتم إبرازهم لها والرد على هذا لا يحتاج كثير عناء.
رابعا:
ما أورده الدكتور في الفقرة(3) من رده وما أشار إليه من أن قولي بأن الأخدود تقع في نجران يعتبر من الأساطير ولا يثبته أدلة أثرية ولا تاريخية ولا من القرآن ولا من السنة.
فأقول سأورد الأدلة التي تدل على وقوع الحادثة وأنها في نجران، أدلة أثرية وتاريخية ومن القرآن والسنة على التوالي، راجيا أن يطلع عليها القراء الأعزاء لئلا يلتبس عليهم الأمر. أما قناعة الدكتور فتعود إليه فقد يكون وراء الأكمة ما وراءها. وإليكم الأدلة على التوالي:
فأما ما يثبت ذلك أثريا فالأثر قائم وأثر المحرقة يشاهد بالعيان لا يحتاج إلى كثير عناء، والموقع معروف منذ 1485 عاما عند أهل الدار باسم أصحاب الأخدود وتحيط به القرى من الناحية الشمالية على بعد أقل من مائتين متر فقط، وهي مأهولة وبها مزارع قبل وقوع حادثة الحريق توارثوا ذلك وعلموه. كما أن النقوش أثبتت ما قام به الملك ذو نواس ضد أهل نجران بسبب إيمانهم وتوحيدهم، كما أثبتت أنه كان يهوديا. كما سيتم إيضاحه لاحقا في الفقرة خامسا.
أما ما يثبت ذلك تاريخيا فجميع كتب التاريخ التي تعتبر مصادر التاريخ العربي والإسلامي تثبت ذلك وهي:
1. كتاب المغازي لوهب بن منبه، وهو أحد التابعين وكانت وفاته سنة 110ه أي قبلنا نحن المتناقشين ب1320 عاما.
2. كتاب السير والمغازي لمحمد بن إسحاق وهو شيخ رجال السيرة وكانت وفاته سنة 151ه أي قبل 1280 عاما.
3. كتاب السيرة النبوية لابن هشام المتوفى سنة 213ه أو 218ه أي قبل 1213 عاما.
انظر الجزء الأول الصفحة 48 50 فقد جاء فيها ما يؤكد أن أخدود نجران هو الأخدود الذي وقعت فيه حادثة الإحراق للمؤمنين وأنه المعني بما جاء في سورة البروج.
4. تاريخ الطبري لمحمد بن جرير الطبري، فقد جاء في الجزء الثاني منه الصفحة 379 ما يؤكد أن أخدود نجران هو المعني بما ورد في سورة البروج.
5. البداية والنهاية للحافظ ابن كثير المتوفى سنة 774ه فقد جاء في الجزء الثاني منه الصفحة 129 131، ما يؤكد بأن الأخدود الذي نزلت الآيات الأولى من سورة البروج به، هو أخدود نجران وما عمله الملك ذو نواس من حادثة الحريق للمؤمنين.
6. الكامل في التاريخ لابن الأثير المولود سنة 555ه والمتوفى سنة 630ه فقد جاء به في المجلد الأول الصفحة 274 277، ما يؤكد أن الأخدود المعني بما جاء بسورة البروج هو أخدود نجران، وأن الغلام اسمه عبدالله بن الثامر وهو المعروف لدى أهل نجران بأنه بطل قصة الأخدود وقبره معلوم لديهم توارثوا ذلك منذ 1485 عاما وهو معلوم ومشهور.
أما ما يثبت ذلك من القرآن والسنة فأقول إنه كما تعلم أيها القارئ الكريم من أن السنة تفسر القرآن الكريم وعلى هذا الأساس أثبت القرآن في سورة البروج حادثة الحريق وأن المحرقين مؤمنون قال تعالى «قتل أصحاب الأخدود() النار ذات الوقود() إذهم عليها قعود() وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود... الخ» الآيات)
ثم جاءت السنة لتفصل كيفية وقوع الحادثة وتحدد الشخوص والمكان.
أ‌- فهذا حديث ابن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يثبت أن الأخدود في نجران وأن أصحابه مؤمنون موحدون قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم (... ما من ليلة إلا وينزل على نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الأخدود ولا يرجعون إليها بعد هذا أبدا). انظر كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال الحديث رقم 30118.
أفبعد هذا الحديث لا يوقنون؟! وعليه فهذا سند شرعي وعلمي.
ب‌- حديث صهيب الرومي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو حديث طويل يشتمل على تفاصيل قصة الأخدود من الراهب والغلام والملك وحادثة الاحراق وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه الحديث رقم (3005) كما رواه الترمذي الحديث رقم (3339) كما رواه النسائي الحديث رقم (199/4)
ج- ما جاء في رواية عبدالله بن عباس حبر الأمة رضي الله عنه من أنه كان بنجران ملك من ملوك حمير يقال له ذو نواس واسمه يوسف وأورد قصة الأخدود وحادثة الحريق والغلام وأن اسمه عبدالله بن الثامر. (انظر كتاب ابن الأثير المجلد الأول الصفحة 276).
د- ما جاء في رواية محمد بن إسحاق المتوفى سنة 151ه من أن الله تعالى أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم الآيات الواردة في سورة البروج وأنها تخص ما فعله ذو نواس وجنده في نجران. (انظر السيرة النبوية لابن هشام الجزء الأول صفحة 50).
ه- ما جاء في رواية وهب بن منبه اليماني ورواية محمد بن كعب القرظي ورواية محمد بن إسحاق وجميعها تشير إلى أن حادثة الأخدود وقعت في نجران وأنه الأخدود المعني بما جاء في سورة البروج. (انظر الطبري الجزء الثاني الصفحة 379).
خامسا:
أما ما أشار إليه الدكتور في رده الفقرة(4) حيث قال: كيف ثبت للدكتور ال حمد أن الملك الحميري (يوسف اسار يثأر) المعروف في المصادر العربية بذي نواس أنه كان يهوديا.
فأقول لقد ثبت ذلك من المصادر التاريخية، أم أنك يا دكتور تريدنا أن نلغي كل تلك المصادر التي ألف بعضها قبل 1200 عام، كما ثبت من النقوش التي وجدت في جنوب الجزيرة العربية وأرجو أن تعلم أيها الأستاذ الكبير بأنه لم يطلق عليه اسم يوسف إلا بعد أن تهود وكان اسمه قبلها (زرعه) فهل أنت تجهل ذلك أم تتجاهله، وإليك مصادر ما أشرت إليه من نقوش وسرد تاريخي فيما يلي:-
1. الكامل في التاريخ المجلد الأول الصفحة 274 النص الحرفي (فذهبوا ينظرون حين قال لهم ما قال، فإذا رأس لختيعه مقطوع، فخرجت حمير والحرس في أثر ذي نواس حتى أدركوه حيث أراحهم من لختيعه، واجتمعوا عليه، وكان يهوديا).
2. تاريخ الطبري الجزء الثاني في الصفحة 379 والنص الحرفي (حتى ظهرت الحبشة على بلادهم في زمن انو شروان وكان سبب ظهورهم أن ذا نواس الحميري ملك اليمن في ذلك الزمان كان يهوديا).
3. مؤلفكم يا دكتور ((نجران منطلق القوافل)) الصفحة 22 والنص الحرفي (ويعد الملك الحميري الوحيد الذي أشارت نقوش جنوب الجزيرة العربية إلى اعتناقه الديانة اليهودية) ما هو رأيك في ذلك؟!
4. مؤلفكم يا دكتور المشار إليه سابقاً الصفحة (23) والنص الحرفي (وانتهى الحصار والمفاوضات إلى دخول القوات الحميرية بقيادة الملك ذي نواس اليهودي الديانة إلى نجران، وذلك في مطلع القرن السادس الميلادي).
ولا أحسب عدم أخذكم يا دكتور بتلك المصادر سيشمل مؤلفكم أيضا؟
سادسا:
ما أورده الدكتور أثناء رده في الفقرة (5) وقوله (ما صلة قس بن ساعدة بنصارى نجران في ما يخص العقيدة إلخ...)
فأقول هو أسقف نجران وكان موحدا وقد لعب دورا كبير بالنسبة للدين المسيحي في نجران ببقائه ومن معه على التوحيد الذي جاء به عيسى عليه السلام، أما كون الذين جاؤوا بعده أو عاصروه من النصارى كما في الحبشة والشام أو في نجران فد تثلثوا فلا يخرجه من المسيحية يا شيخنا. ثم أسألكم يا دكتور هل تنصر ورقة بن نوفل؟
أما الحديث وقول الدكتور بأن النص (أمة وحده) فأؤكد ما قلته سابقا بأن النص كما رواه عبدالله بن عباس رضي الله عنه (أمة واحدة). (انظر مختصر سيرة الرسول للشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكذلك البداية والنهاية الجزء الثاني الصفحة 235).
أنا أرجعك يا دكتور لمصادر وأنت تتكلم دون سند لماذا يا ترى؟!
سابعا:
أما ما ورد في الفقرة (7) من رد الدكتور وقوله إن قصة الشهيد الطفل تؤكد أن الحادثة قد حدثت لقوم يؤمنون بالله العزيز الحميد ولكنها لا تشير إلى مكان وقوع الحادثة.
فأقول إنه جانب الدكتور الصواب، فالشهيد الطفل وأمه وأخواه كانوا من ضمن شهداء أخدود نجران برواية حبر الأمة الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنه في حديثه المخصص لحديث صهيب الرومي عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد والإمام مسلم.
ثامنا:
ما أشار إليه الدكتور الأنصاري في رده بالفقرة (8) وقوله إن اعتمادي على كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي عند استعراض حديث القرى المحفوظة وأن ذلك لا يعد سندا علميا ولا شرعيا.
وأقول إن الدكتور لا يشكك في أخدود نجران فقط، بل أصبح لا يعترف بالمصادر التاريخية والجغرافية الإسلامية فهي لديه لا تعتبر سندا.
وأكرر أن ياقوت الحموي أولى منك في أن يدعي بأن الأخدود في الشام لكونه أحد علماء الشام، لكنه لم يفعل بل أرجع الحق لأصحابه.
ولكي أقيم الحجة فإنني سأخرج الحديث بنصه من أحد كتب الحديث كما أراد الدكتور لكي يصبح السند شرعيا وعلمياً.
فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (القرى المحفوظة أربع.. مكة والمدينة وايلياء ونجران، وما من ليلة إلا وينزل على نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الأخدود ولا يرجعون إليها بعد هذا أبدا) أنظر كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال الحديث 35118. وورد في عمدة الأخبار في مدينة المختار للمحقق العلامة أحمد بن عبدالحميد العباسي الصفحة 58 كما ورد في آثار البلاد وأخبار العباد، بالإضافة إلى المصدر السابق معجم البلدان.
وبهذا فإنه قد ثبت بالنقوش والتاريخ والقرآن والسنة وجود الأخدود بنجران وأنه المعني بسورة البروج.
وأكرر بأني رأيت إيراد كل هذه الأحاديث والروايات وتعمدت الإكثار من المصادر لأطلع القراء الكرام عليها لئلا يلتبس عليهم الأمر ومنافحة عن أثر حضاري وطني مهم.
تاسعا:
ما أشار إليه الدكتور في الفقرة (9) من رده في ما يتعلق بأن ربطي السورتين الفيل وسورة البروج والاحتلال الحبشي لجنوب الجزيرة العربية وسقوط دولة حمير ومحاولة هدم أبرهه للكعبة أن ذلك ربط غير منطقي. فأقول للدكتور إنه ربط منطقي وواقعي، فالأحباش وأبرهة على رأسهم احتلوا جنوب الجزيرة وأسقطوا دولة حمير بسبب حادثة أخدود نجران، ولولا ذلك على الواقع لما فكر ولا تمكن أبرهة من القيام بتلك المحاولة. وأما قول الدكتور (أهذا مبلغك من العلم) فأقول يا أستاذنا الكبير جدا إنني لم أبلغ من العلم إلا قليلا، ولكنني أستند في نقاشي ودراستي معك في هذا الموضوع إلى القرآن والسنة والمصادر التاريخية والأثرية، موضحا اسم المصدر والصفحة ورقم الحديث، إلا أنك يا دكتور لا تستند إلا إلى رأيك وعدم الالتفاف إلى أي مصدر حتى لو يكون من مؤلفاتك. وهذا فيه ما فيه.
ولكون الأخدود وحادثته ليست مكتشفة حديثا، بل تم تدوينها منذ حدوثها ولم تكن في العصر الحجري بل كانت قبيل ظهور الإسلام بما يقارب 70 عاما على رواية عبدالله بن عباس و95 عاما كما تشير بعض المصادر التاريخية ثم إنها لم تكن في الصحراء أو بعيدا عن القرى المأهولة بل بجوار الأحياء والقرى المأهولة منذ وقوع الحادثة، ولا تبعد عنها أكثر من 200 متر توارث تاريخها أهل قرية القابل وأهالي نجران منذ حدوثها ومعلومة لديهم. كما أن البلاد التي أشرت إليها الشام وفارس لو كان بها من يدعي وجود الأخدود بها وهم من سبقونا بالاهتمام والدراسة للآثار لكان هناك ما يبرر هذا التشكيك في المصادر التاريخية السردية والمتوارثة المثبتة بالقرآن والسنة، كما تم إيضاحه ولكن على ما يقول المثل الشعبي (أرويه طويق ويصد عنه).
أنا لست ضد البحث والتحقيق والاكتشاف والتنقيب والحفريات لكن للشيء المجهول وغير الثابت والظاهر للعيان، أما عندما يكون عن أثر حضاري يعلمه الجميع ثابت معروف عن طريق التناقل الوراثي وعن طريق المصادر الموثوقة سواء العالمية أو التاريخية العربية والإسلامية والقرآن والسنة ثم نشكك في وجوده فإن ذلك يعتبر إهدارا لثروة وطنية كبيرة، ولهذا فإني أطالبك يا أستاذنا بالاعتذار للوطن.
د. حسين عايض آل حمد عضو مجلس إدارة النادي الأدبي في نجران


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.