صديقي الكويتي إلى حد ما كان غاضبا من التعليم في الكويت، وكان يمكن له أن يغلق الهاتف وسأسمع صراخه وهو في الكويت، رغم تنبيهي بأني لا أعمل في وزارة التربية والتعليم الكويتية، وأن لا صلة لي بها لا من قريب ولا من بعيد. ومع هذا استمر صراخه هاتفيا، يقول صديقي الكويتي: هل تصدق منذ 5 سنوات فقط أقرت الوزارة مسمى وظيفة جديدة في تعليم السنوات الأولية، وهي أخصائية نفسية مهمتها أن تحل مشاكل الطلاب والطالبات النفسية، وتساعد بعض الطلاب والطالبات المصابين «بالتلعثم أو التأتأة»؟ لم أفهم أسباب غضبه، أو لم أجد ما يبرر غضبه، فإن كان ولا بد من الغضب فمن المفترض أن نغضب نحن؛ لأننا إلى الآن لم نوجد أخصائيا نفسيا، ومازال البعض يسخر من الطلاب المتأتأين، وفي أحايين نادرة يشارك المعلم الضحك على من يتلعثم بالكلام. أخبرت صديقي الكويتي «أن تصل متأخرا أفضل من ألا تصل»، وأن عليه إنهاء هذا الغضب غير المبرر إلى حد ما، لكنه عاد ليشرح أسباب غضبه قائلا: «إن الدول الأخرى لديها أخصائيون نفسيون منذ 25 سنة؛ لأن العالم اكتشف أن علاج «التلعثم» للطفل الذي لم يتجاوز 8 سنوات أسهل بكثير ممن تستمر معه إلى ما بعد هذه السنوات، وإن مؤسسات التعليم منذ أن اكتشفوا سهولة علاج الأطفال في هذا السن استحدثت وظيفة أخصائي نفسي في مدارس التعليم الأولي منذ 25 عاما، فيما نحن لم نبدأ إلا منذ 5 سنوات، التعليم متخلف عندنا يا أبو إبراهيم». بعد أن التقط أنفاسه، قال لي: ماذا عن التعليم لديكم؟ أخبرته أن المؤسسات لدينا تحاول قدر المستطاع، وأن مشكلتنا الآن مع الجن، فهم سبب كل الحوادث المرورية، هم أيضا يحاولون إقناع نسائنا بالعمل بدل التسول، كذلك هم سبب الاغتصاب والسرقات والتزوير في الأراضي والقتل، حتى «بزارينهم» يلعبون في مجاري الأنفاق، فتغلق بسببهم، لهذا تغرق مدننا، «الله يشغلهم بأنفسهم»، كما شغلونا عن التقدم. ظن أني أسخر كعادتي، فقال ساخرا: والحل؟ قلت له: أملنا بالراقي الجديد الصديق خلف الحربي، نحن ننتظر أن يتخرج من دورته الجديدة، ليعلن الحرب على الجن، إذ ذاك سنفكر بكل الأمور المؤجلة، أما الآن فنحن متورطون بالجن الذين يلعبون بنا ويدفعونا لفعل كل الشرور، فيما ضمائرنا مطمئنة لأننا لا نفعل الشرور بإرادتنا. صالح إبراهيم الطريقي عكاظ