كل عام وأنتم بخير بمناسبة دخول شهر رمضان أعاده الله على جميع المسلمين وهم في أحسن حال وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. تلقيت رسالة إلكترونية من أحد الأصدقاء معنونه للتفكير والعمل ختمها بقوله: دع هذه الرسالة قيد التداول بين أكبر عدد من الموظفين علّ ذلك يدعوهم للتفكير وبالتالي للعمل والتغيير. كان صديقي ينظر لماذا تقدم الآخرون وتخلفنا في شتى مجالات الحياة, وضرب أمثله لعدة دول كيف نالهم التقدم والرقي رغم قلة مواردهم. وأن الفرق بين البلدان الفقيرة والغنية لا يعود لتاريخها وقدمها بل بعقول أبناءها وإخلاصهم وتفاينهم. وضرب مثلا ً على مصر والهند التي يقدر عمرها 2000 عام وهي فقيرة, أما كندا واستراليا ونيوزلندا لم تكد موجودة قبل 150 سنة ومع ذلك تعتبر دول متطورة وغنية. ولا يمكن رد أسباب الفقر أو الغنى لتلك الدول إلى مواردها الطبيعية المتوفرة. لليابان مساحة محدودة 80% من أراضيها عبارة عن جبال غير صالحة للزراعة أو لتربية الماشية, ولكنها تمثل ثاني أقوى اقتصاد في العالم. فهي عبارة عن مصنع كبير عائم يستورد المواد الخام لإنتاج مواد مصنعة يصدرها لكل أقطار العالم. مثال آخر هو سويسرا فبالرغم من عدم زراعتها للكاكاو إلا أنها تنتج أفضل شوكلاته في العالم ومساحتها الصغيرة لا تسمح لها بالزراعة أو بتربية الماشية لأكثر من أربعة أشهر بالسنة, إلا أنها تنتج أهم منتجات الحليب وأغزرها في العالم. إنها بلد صغير ولكن صورة الأمن والنظام في العمل التي تعكسها جعلها أقوى خزنة في العالم. لم يجد المدراء من البلاد الغنية من خلال علاقتهم مع زملاءهم في البلدان الفقيرة فروق تميزهم من الناحية العقلية ومن ناحية الإمكانيات عن هؤلاء في البلاد الفقيرة, اللون العرق لا تأثير لها. فالمهاجرون المصنفون كسالى في بلادهم الأصلية ويعتبرون القوة المنتجة في البلاد الأوروبية. إذاً اين يكمن الفرق؟.. الجواب يكمن في السلوك المتشكل والمرسخ عبر سنين من التربية والثقافة عند تحليل سلوك الناس في الدول المتقدمة نجد أن الغالبية يتبعون المبادئ التالية في حياتهم:- 1- الأخلاق. 2- الإستقامة. 3- المسئولية. 4- إحترام القانون والنظام. 5- إحترام حقوق باقي المواطنين. 6- حب العمل. 7- حب الإستثمار والإدخار. 8- السعي للتقدم والأعمال الخارقة. 9- الدقة. أما في البلدان الفقيرة لا يتّبع هذه المبادئ سوى قلة قليلة من الناس في حياتهم اليومية. لسنا فقراء بسبب نقص في الموارد أو بسبب كون الطبيعة قاسية معنا. نحن فقراء بسبب عيب في سلوكنا وبسبب عجزنا للتأقلم وتعلم المبادئ الاساسية التي جعلت وأدت إلى تطور المجتمعات وغناها. إنني من خلال نشر هذه المبادئ أطلب من كل شريف أن يمعن النظر في تخلفنا عن اللحاق بالشعوب المتقدمة, وأن نبدأ حياة جديدة من اليوم ولا يكن تأخرنا فيما مضى سبباً في إستمرار مصيبتنا, بل يجب أن تكن حافزاً ودافعاً للجميع للبدء والإنطلاق نحو حياة أفضل نرسم بها مستقبل أجيالنا القادمة. حمد حسين رديش صحيفة صوت الاخدود