بعض الناس يتأثرون بالأحداث التي تحيط بهم أو أخبار العالم التي تحدث حولهم بشكل انفعالي يؤثر في حياتهم اليومية ، وهناك أشخاص يتعاملون مع أفظع الأحداث بعقلانية وموضوعية مما يجعل الآخرين يتهمونهم بالبرود , ويبدو أن شخصية كل إنسان تعبر بأسلوبها الخاص . وهذا الموضوع ليس مجرد موضوع يحكى بل هو مشكلة متعاظمة من مشاكل الحياة القائمة وواقعنا المعاش . فكل منا يحلل شخصية الآخر حسب اهوائة وعواطفه بعيدا عن الواقعية التي يحكمها الحدث مما يثر الكثير من المشاكل وعدم التقاء الآراء أثناء النقاش أو الوصول إلى نتيجة مرضية للجميع أو الاقتناع والاعتراف بالآراء الأخرى وفي حالة عدم التوافق قد يجعل البعض يحمل العداء للآخرين . الحوار العقلاني والنقاش الهادئ وشرح المشكلة بالتفصيل من شأنه خلق حلقة هادفة في مخرجاتها يستفيد منها الجميع . والأجمل انه في حالة عدم الوصول لحلول والتوصل إلى رضا احد الأطراف أن لا يتعدى هذا الحوار مكان انعقاده أو حلقته حتى لا يكون هناك تنافر بين الفرق المتحاورة ولا مانع من تواصل اللقاءات بين الفينة والأخرى فربما يكون هناك ما لم ينطق به احد فيما سبق من لقاءات . الإصرار على العناد والتعنت وإجبار الآخر على رأي معين فيه شيء من الإجحاف في حقه . سماع الجميع للجميع وتحكيم العقل أمر لابد منه ، ويجب أن يكون هناك تأهيل مكثف في هذا المجال عن طريق التوعية وإعداد الناشئة وتعويدهم على هذا النهج ليكون عنوان من عناوين المستقبل . الخلاصة : (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) [آل عمران: 103].