إذا كان ولي العهد السعودي الراحل الامير سلطان بن عبدالعزيز عرفبلقب "سلطان الخير"، فان ولي العهد السعودي الجديد ووزير الداخلية الأمير نايف بنعبدالعزيز معروف في بلاده بلقب "نايف الأمن والأمان ". كيف لا؟ وهو الذي كان مسؤولاعن استقرار الامن في السعودية لنحو اربعين عاما، وهو الذي جعل الاسرة المالكةوالسعوديين يشعرون بالامان في اوقات الشدة، خصوصا عندما ضرب الارهاب الديني المتطرفضرباته الموجعة قبل نحو ست سنوات. فهو واجهزته الامنية لاحقوا عناصر تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في المملكة وخارجها الى ان تخلص الشعب السعودي من اخطارها. وباعتقادي ان "الامن والامان" كان احد ابرز العوامل التي اهلتالامير نايف لولاية العهد في السعودية، وخلقت اجماعا لدى حكماء الاسرة المالكة علىترشيح الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجعلت المواطن السعودي يبايعه علىذلك. ففي وسط عالم عربي تشتعل فيه الاحتجاجات والثورات، بل وحتى الحروبالداخلية، تشعر الاسرة المالكة والمواطن السعودي انهما بحاجة اشد الان لمن يؤمن لهاستمرار الامن والامان. فبعد الحرب "الثورية" الطاحنة، والمدعومة اطلسيا، والتي انهتديكتاتور ليبيا بعد ان ادمت الشعب الليبي ودمرت له بلده، تشتعل ما يشبه الحربالاهلية في اليمن على الحدود الجنوبية للملكة بين نظام رئيس لا يقل تهورا عن العقيدالقذافي القتيل، وشعب يقتل كل يوم بالعشرات. وتلوح في الافق بوادر حرب اهلية - لا سمح الله - في سوريا، بالقربمن الحدود الشمالية للسعودية، يدفع اليها النظام بعناده، مثله مثل القوى الخارجيةالتي تريد تحويل سوريا من دولة "مقلقة" الى دولة "قلقة". وفي شرق المملكة، وفي داخل بيتها الخليجي، تشجع ايران على اثارةالاضطرابات في البحرين وتسعى لفرض وصايتها على شيعة اهل الخليج. وسط كل هذه الاجواء المضطربة والمحيطة بالسعودية، فان مشاعر منالقلق تلقي بظلالها على المملكة الممتدة الاطراف وعلى مواطنيها، ابناء الاسرةالمالكة وابناء الشعب. لذلك فان الامن والامان هو الاهم في السعودية في المرحلة القادمة،والشعور بهما هو ما يجعل السعودي حاكما ومحكوما مؤمنا بأن لا يؤمنه له سوى الاميرنايف. وما يعزز ذلك تعيين امير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيزوزيرا للدفاع في المملكة. فهذا التعيين رغم انه لم يكن مفاجئا للمواطن السعودي، وكان يدورحوله الكثير من الكلام منذ شهور طويلة، الا انه برأي جاء هذه الايام مناسبا معتحديات المرحلة القادمة في السعودية والتي تتطلب الحفاظ على "الامنوالامان". فالامير سلمان - كما اعرفه ويعرفه الكثيرون من المواطنين واهلالحكم – معروف عنه حزمه وعدم تساهله في القضايا الامنية والاجتماعية التي تمس بلادهومواطنيه. فهو كان اميرا لمنطقة الرياض، وكان مسؤولا عن امن وقضايا نحو ثمانيةملايين مواطن ومقيم في هذه المنطقة التي مساحتها تساوي نحو ثلاثة امثال مساحةلبنان، وكان مرجعا مسؤولا لكل قضايا ومشاكل ابناء الاسرة المالكة. وهو رجل دولةمعروف، في العالم العربي وفي دول العالم التي زار اغلبها كانوا يعاملونه كرجل دولةوشريك في الحكم ومن اهل القرار في السعودية. وحين يختلف البعض من اهل الحكم فأنهم يلجئون اليه لابداء الرأيوالمشورة. ولم يكن حاكما واميرا لمنطقة الرياض فقط، بل كان مقربا كثيرا من الناس فيالمملكة من مواطنين ومقيمين، ممن يلجئون إليه حين تعترضهم المشاكل وتضيع عليهمحقوقهم. يعطي العدل للناس وبشكل حازم لا تهاون فيه. اختيار العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوزير داخليتهالأمير نايف، الذي كان ايضا نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، وليا للعهد، يؤكد بعدنظر الملك صاحب القرار الذي اجزم انه مدرك بان الاولوية السعودية في المرحلةالقادمة هي المحافظة على الامن والامان لبلاده التي تحيط بها دول مجاورة وشقيقهتهزها الاضطرابات. واعتقد ان تعيين الامير سلمان بن عبد العزيز في احد المناصبالثلاثة الاهم في السعودية يؤكد الحاجة لهذه الاولوية. فوزارة الدفاع هي الركنالاساسي في الحفاظ على امن المملكة وامانها والدفاع عنها، خصوصا ان من سيساعدالامير سلمان في مسؤولياته الجديدة رجل عسكري محترف تربى في احضان هذه الوزارة وقادالجيش السعودي في أخر حربين خاضهما وهما حرب تحرير الكويت عام 1991 - حين كان قائداللقوات المشتركة – والحرب الاخيرة ضد المتمردين الحوثيين في اليمن الذي تسللوا الىالاراضي السعودية واشعلوا حربا عند حدودها الجنوبية قبل تمكن الجيش السعودي منطردهم الى بلادهم، وهو الامير خالد بن سلطان الذي عين نائبا لوزير الدفاع بعد انكان لسنوات مساعدا للوزير للشؤون العسكرية. سليمان نمر [email protected]