أكدت مصادر ليبية وثيقة الصلة بشركات طيران فرنسية، لموفد "روسيا اليوم" الى ليبيا أشرف الصباغ، أن الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي كان يهدف بالدرجة الأولى في الحرب ضد نظام العقيد معمر القذافي إلى القضاء على القذافي شخصيا والتخلص منه بشكل نهائي. والقصة تعود إلى عام 2010 عندما عرض ساركوزي على الزعيم الليبي مباشرة صفقة طيران ضخمة من مقاتلات "رافال" الفرنسية المحدثة تصل قيمتها إلى عدة مليارات. إلا أن القذافي اشترط أن تقوم فرنسا بإصلاح ترسانة المقاتلات الفرنسية من طراز (ميراج) التي بحوزة ليبيا بدون مقابل. وكذلك إصلاح بعض الأسلحة القديمة في ليبيا وإعادة بيعها لباكستان. وفسر مراقبون ذلك بأن الرئيس الفرنسي كان يدرك مدى احتياج القذافي للدعم الفرنسي من أجل التحرك بحرية في المجتمع الدولي. وفي الوقت نفسه كان القذافي يعرف أن باريس في صراع مع واشنطن بعد أن بدأ الدفء يعود إلى أوصال العلاقات الليبية الأمريكية. وبالتالي كانت الصفقة من حيث التوقيت والأهداف مناسبة للطرفين. وأكد المصدر لموفد "روسيا اليوم" أن ساركوزي وافق على شروط القذافي، واستقبلت ليبيا أكثر من 25 خبيرا فرنسيا مع أسرهم، ووفرت لهم الإقامة الكاملة في طرابلس. وقام بعض مدراء الشركات الليبية – الفرنسية المشتركة بزيارات إلى باكستان لفتح الطريق أمام الأسلحة القديمة أو غير الصالحة التي تم إصلاحها في ليبيا. وبالفعل، وفقا للمصدر، أوفى ساركوزي بشروط القذافي، إلا أن العقيد القذافي غير رأيه ورفض صفقة المقاتلات الفرنسية (رافال)، معللا ذلك بأنها باهظة الثمن، ما أوقع ساركوزي في مأزق أمام حكومته وشركات السلاح الفرنسية. واعتبر المصدر أن رفض القذافي للصفقة دفع ساركوزي لتبني الحملة ضد نظام القذافي في البداية إلى أن أصبح ساركوزي هو المحرض الأول على التخلص من القذافي شخصيا. وألمح المصدر بأن القوات التابعة للمجلس الانتقالي الليبي لم تكن قادرة على التخلص من القذافي بدون مساعدات ضخمة تصل إلى 90% من جانب أجهزة الاستخبارات والقوات الخاصة الفرنسية والأمريكية والبريطانية.