من الممكن أن ينهار أكثر معالم الجذب السياحي في الهند شهرة، تاج محل، خلال سنوات قليلة، إلا إذا تم تدعيم أسسه بشكل عاجل. ورغم أنه يعد مقبرة للموتى، فإن تاج محل، الذي يعود إلى 358 عاما مضت، هو ضريح من المرمر الأبيض بناه الإمبراطور المغولي شاه جهان، خامس الحكام الذين قدموا بالأساس كغزاة من السهول في وسط آسيا. وكان المغول هم القوة المسيطرة على شبه القارة الهندية في معظم الفترة من القرن السادس عشر حتى القرن الثامن عشر، وقد وصلت الإمبراطورية إلى قمة ازدهارها الثقافي في عهد الإمبراطور شاه جهان. وكان جهان قد شيد التاج ليكون ضريحا لزوجته الأثيرة إلى قلبه، أرجوماند بانو، الشهيرة باسم ممتاز محل. وقد سجل شعر البلاط بأس الإمبراطور لدى موت زوجته عام 1631، في الثامنة والثلاثين من عمرها، وهي تضع مولودها الرابع عشر من زوجها الإمبراطور وتقول القصيدة: «لقد زال لون الشباب عن وجنتيه، وتوقفت زهرة ملامحه عن الترعرع». كان يبكي كثيرا حتى إن «عينيه المغرورقتين بالدموع طلبتا المساعدة من المشاهدين». ولتكريم زوجته، قرر شاه جهان بناء ضريح رائع يخلد على مر العصور. وقد أدار عملية تأسيس مجموعة المباني والحدائق التي هدفت إلى أن تعكس الرؤية الإسلامية للفردوس لمدة تزيد على خمسة عشر عاما. ويجذب هذا المبنى الذي جاء ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي والذي يعد أيضا إحدى عجائب الدنيا السبع، نحو أربعة ملايين زائر سنويا إلى مدينة أغرا الشمالية التي تبعد ثلاث ساعات بالسيارة عن العاصمة الهندية دلهي. كما جذبت الصورة الرومانسية عن الحب التي يمثلها هذا النصب التذكاري نجوم السينما ورؤساء الدول وأشخاصا من العائلات المالكة من أنحاء العالم كافة. ونظرا لأنه تم تشييده من خلال المزج بين العديد من الأساليب المعمارية، الخاصة بوسط آسيا والهند، وكذلك الهندوسية والإسلامية والفارسية والأوروبية، فقد كان لهذا النصب التذكاري الإسلامي رونق عالمي يجذب العالم أجمع.