بخطة جديدة ورغبة أكيدة وفرصة وحيدة، يخوض المنتخب الأرجنتيني مباراته أمام المنتخب الكوستاريكي غدا الإثنين في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى في الدور الأول لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي تستضيفها بلاده حاليا. ورغم الترشيحات القوية والتوقعات الهائلة التي صاحبت راقصي التانجو الأرجنتيني في هذه البطولة والآمال العريضة لجماهير وأنصار الفريق في استعادة اللقب الغائب عن بلاد دييجو مارادونا منذ 18 عاما، جاءت بداية أصحاب الأرض بأسوأ مما تخيل أكثر المتشائمين. وسقط المنتخب الأرجنتيني في فخ التعادل 1-1 مع نظيره البوليفي في المباراة الافتتاحية ثم أفلت من الكمين الكولومبي في المباراة الثانية وخرج بنقطة التعادل السلبي ليتوقف رصيده عند نقطتين فقط من أول مباراتين له في المسابقة ويصبح مهددا بالخروج المبكر من البطولة على أرضه. وفي المقابل، نجح المنتخب الكوستاريكي في استعادة توازنه سريعا بعد الهزيمة 0-1 أمام منتخب كولومبيا في المباراة الأولى وحقق فوزا غاليا 2-0 على بوليفيا في المباراة الثانية ليحتل المركز الثاني في المجموعة برصيد ثلاث نقاط وبفارق نقطة واحدة خلف كولومبيا ونقطة واحدة أمام الأرجنتين بينما يتذيل المنتخب البوليفي المجموعة برصيد نقطة واحدة قبل مباراته المقررة اليوم الأحد مع المنتخب الكولومبي. وبغض النظر عن نتيجة مباراة اليوم بين بوليفيا وكولومبيا، لم يعد أمام منتخب التانجو الأرجنتيني سوى فرصة واحدة لضمان التأهل إلى دور الثمانية في البطولة وهي الفوز على كوستاريكا لأن الهزيمة ستطيح بأصحاب الأرض أما التعادل فيضعه في حسابات معقدة تبدو فيها الآمال شبه معدومة ومستحيلة. لذلك يرفع المنتخب الأرجنتيني في مباراة الغد شعار "أكون أو لا أكون" فالفوز يعيد للفريق بعض توازنه وبريقه ويعيده مجددا لدائرة المنافسة على البطولة التي خسر المباراة النهائية لها في نسختيها الماضيتين أمام غريمه اللدود المنتخب البرازيلي. أما التعادل أو الهزيمة فيطيح بنجوم التانجو من البطولة بقيادة مديرهم الفني سيرخيو باتيستا ونجمهم الشهير ليونيل ميسي الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم خلال العامين الماضيين. ولا يختلف اثنان على صعوبة المهمة التي يواجهها التانجو الأرجنتيني في مباراة الغد نظرا لحاجته الماسة إلى الفوز بينما سيكون التعادل كافيا للمنتخب الكوستاريكي من أجل حجز البطاقة الثانية من هذه المجموعة إلى دور الثمانية في حالة فوز أو تعادل كولومبيا مع منتخب بوليفيا أضعف فرق المجموعة. لذلك، يتعين على المنتخب الأرجنتيني التحلي بأكثر من سلاح في مواجهة الغد إذا أراد التأهل لدور الثمانية، أبرز هذه الأسلحة بالطبع هو الهجوم المكثف والمنظم والفعال بعدما سجل الفريق هدفا وحيدا في مباراتيه الماضيتين. ويحتاج الفريق لهز الشباك أكثر من مرة خشبة مفاجآت المنتخب الكوستاريكي الذي يشارك في هذه البطولة بدعوة وبفريق شاب (تحت 22 عاما) مطعما بعدد محدود من اللاعبين الكبار. كما يحتاج التانجو الأرجنتيني إلى سلاح آخر وهو توخي الحذر، وليس فقط من هجمات كوستاريكا وإنما أيضا من محاولات الفريق الكوستاريكي لإهدار الوقت والتكتل الدفاعي في مواجهة أصحاب الأرض. لذلك، لجأ باتيستا إلى تجربة تغيير جديد أكثر عمقا في خطة لعب الفريق استعدادا للمباراة المصيرية المقررة غدا. واعتمد باتيستا في تغييره بخطة المباراة على وضع نجمه الشهير ميسي في مكان متأخر خلف خط الهجوم ليمنحه مزيدا من الحرية في التحركات بعيدا عن الرقابة اللصيقة من مدافعي كوستاريكا. وينتظر أن يتنازل باتيستا في هذه المباراة عن خطة اللعب المعتادة 4/3/3 ليطبق الخطة الجديدة 4/2/3/1 والتي سيعتمد فيها على جونزالو هيجوين كرأس حربة صريح بينما سيلعب من خلفه ميسي كمهاجم متأخر على أن يستعين بالمهاجمين آنخل دي ماريا وسيرخيو أجويرو كساعدي هجوم. بينما لن تشهد التشكيلة الأساسية للفريق أي تغييرات في مركز حراسة المرمى وخط الوسط حيث سيواصل باتيستا الاعتماد على حارس المرمى المتألق سيرخيو روميرووالمدافعين بابلو زاباليتا ونيكولاس بورديسو وجابرييل ميليتو وخافيير زانيتي. وينتظر أن يشهد خط الوسط تغييرا أيضا حيث سيدفع باللاعب فيرناندو جاجو من البداية إلى جانب خافيير ماسكيرانو. في المقابل، يسعى المنتخب الكوستاريكي إلى استغلال الدفعة المعنوية التي نالها من الفوز على بوليفيا لتفجير مفاجأة كبيرة ربما تصبح كبرى مفاجآت كوبا أمريكا على مدار تاريخها. وإذا نجح المنتخب الكوستاريكي الشاب في التعادل أو الفوز على التانجو سيحرم البطولة من جزء كبير من بريقها بخروج أصحاب الأرض ولكنه سيشعل في نفس الوقت مفاجآت البطولة الكروية الأقدم على مستوى العالم بالنسبة للمنتخبات. ومن المنتظر أن يخوض المنتخب الكوستاريكي المباراة بأعصاب هادئة للغاية لاسيما وأن الفريق ليس لديه ما يخسره حيث شارك في البطولة في اللحظات الأخيرة بعد انسحاب اليابان المدعوة الأساسية واعتذار أسبانيا بطلة العالم. ولذلك ستكون مباراة الغد مواجهة ضارية بين هجوم وطموح التانجو الأرجنتيني وهدوء وثقة الفريق الكوستاريكي.