جاء في بيان صدر عن مجلس التعاون الخليجي يوم الاثنين 18 ابريل/نيسان انه سيعقد في العاصمة الاماراتية ابو ظبي يوم الثلاثاء اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول المجلس مع وفد الحكومة اليمنية، وذلك في اطار جهود الوساطة التي يبذلها المجلس لحل الازمة اليمنية. واكد وزيرالخارجية اليمني ابو بكر القربي للصحفيين على هامش مؤتمر حول القرصنة عقد في دبي الاثنين ان اللقاء الذي جرى بين المعارضة اليمنية ووزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض كان بداية لعملية ستقود في نهاية المطاف الى انتقال السلطة.
وجدير بالذكر ان الوضع الامني في اليمن لا يزال متوترا للغاية. فقد افادت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر طبية بانه اصيب ما لا يقل عن 88 شخصا يوم الاثنين في اشتباكات وقعت في مدينة الحديدة المطلة على البحر الاحمر بعد ان اطلق افراد الشرطة النار على المحتجين واستخدموا الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. ويذكر ان المظاهرات في الحديدة نظمت احتجاجا على استخدام القوة لقمع المظاهرة في صنعاء يوم الاحد الماضي. على صعيد اخر يعقد مجلس الامن الدولي يوم الثلاثاء 19 ابريل/ نيسان أول اجتماع له حول الازمة السياسية في اليمن مع دخول الاحتجاجات المناهضة للحكومة شهرها الثالث، بحسب ما افاد دبلوماسيون في المجلس.
وأوضح الدبلوماسيون أن الاجتماع الرسمي الأول لمجلس الأمن حول اليمن الذي اقترحته المانيا سيبدأ مساء الثلاثاء، مضيفين أن مسؤولا رفيعا من إدارة الشؤون السياسية في الأممالمتحدة سيقدم تقرير إحاطة إلى مجلس الأمن الذي قد يصدر بيانا عن اليمن في ختام الاجتماع.
من جهة اخرى اعلن في صنعاء يوم الاثنين عن تشكيل تكتل سياسي جديد اطلق عليه اسم "العدالة والبناء"، يضم عدداً من الوزراء المستقيلين من الحكومة، بالاضافة الى شخصيات قيادية أعلنت استقالتها من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم.
ويضم تكتل العدالة والبناء قياديين مستقيلين من اللجنة العامة للحزب الحاكم هما محمد أبو لحوم رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المؤتمر الشعبي العام، ويحيى محمد الشامي رئيس دائرة الرقابة والتفتيش في الحزب الحاكم ، وثلاثة وزراء استقالوا من حكومة تصريف الأعمال، هم هدى البان وزيرة حقوق الإنسان وخالد الوزير وزير النقل ونبيل الفقيه وزير السياحة، وعددا من البرلمانيين المستقيلين من كتلة الأغلبية أبرزهم عبدالعزيز جباري وعبدالكريم الأسلمي وعبده محمد الحذيفي وغيرهم، إضافة إلى عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي والسفراء المستقيلين بعد الأحداث الدامية التي تعرضت لها الاحتجاجات السلمية.
وبهذه المناسبة ألقى محمد أبو لحوم كلمة في مؤتمر صحفي وصف فيها الاعتداءات المتكررة لرجال الأمن على الشباب المحتج بالإجرامية، مضيفا انه لا يكفي تقديم الجناة للعدالة ولكن يجب العمل على إسقاط النظام.
ورفض التكتل أي مبادرة لا تنص على تنحي الرئيس علي عبدالله صالح ولا تستجيب لمطالب الشعب في التغيير، مؤكدين على ضرورة إنجاح ثورة التغيير السلمية، مشددين على أن التكتل سيعمل مع بقية الشركاء السياسيين من أجل بناء يمن جديد خال من الفساد.
من جانبه رحب محمد قحطان الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك بتكتل "العدالة والبناء"، معتبرا ان الاعلان عن هذا التكتل الجديد خطوة في الاتجاه الصحيح، وسيشكل مع كتلة "الأحرار" البرلمانية التي استقالت من الحزب الحاكم، رافداً وطنياً من شأنه أن يعزز الثورة السلمية للشعب اليمني، ويسحب المشروعية عن الفساد الذي تمارسه قيادة السلطة، ويفتح أفقا جديدا وأصيلا للشراكة الوطنية، وتضافر الجهود الخيرة والبناءة في سبيل بناء اليمن الجديد.