أظهر تقرير أمريكي أرقاماً مرعبة بشأن حجم الأموال المنهوبة من جيوب العراقيين ومن تلك المخصصة لأعادة اعمار العراق، فيما يشير إلى أن العراق غارقاً في بحيرة من الفساد بعد عدة سنوات من تولي حكومة نوري المالكي إدارة البلاد. وبحسب هذه الأرقام فإن الولاياتالمتحدة أنفقت 60.5 مليار دولار على مشاريع لاعادة اعمار العراق خلال السنوات العشر الماضية الا أن سدس هذه الأموال تمت سرقتها أو تم تبديدها، أي أن 10 مليارات دولار تم نهبها في السنوات العشر الماضية، وبمعدل مليار دولار سنوياً. وقال تقرير حكومي امريكي نشرت تفاصيله جريدة "التايمز" البريطانية أن غالبية مشاريع اعادة اعمار العراق التي تم تنفيذها أو بدأ العمل بها خلال السنوات الماضية كانت أصلاً "لا يحتاجها العراقيون أو أنهم لا يريدونها". وقال المحقق العام الخاص ستيوارت بون، في تقرير قدمه للكونجرس الأمريكي ان المشاريع التي تم تنفيذها خلال السنوات لم يتم التشاور بها بصورة كافية ومناسبة مع العراقيين، فضلاً عن أن الكثير منها كان يتوقف في منتصف الطريق، أو لا يتمكن العراقيون من الحفاظ عليه بعد اكتماله. وأشار التقرير الأمريكي المكون من 171 صفحة الى أن ثمة دروس في أفغانستان والعراق يجب الاعتبار والتعلم منها في أي عملية اعادة اعمار مقبلة، ومن بينها ان الكثير من المشاريع في العراق تمت قبل ان يستقر الأمن ولذلك تضررت لاحقاً. وأورد التقرير العديد من الأمثلة على عمليات السرقة والاحتيال التي تعرض لها العراقيون من خلال مشاريع الاعمار، ومن بينها ما قامت به شركة تدعى "أنهام" وتتخذ من فرجينيا بالولاياتالمتحدة مقراً لها، حيث باعت لاحد المشاريع مفاتيح تحكم ب900 دولار للقطعة الواحدة، ليتبين أن ثمن المفتاح هو 7.05 دولار فقط، كما وردت الى العراق أنابيب مقابل 80 دولار للقطعة الواحدة التي يبلغ ثمنها الحقيقي 1.41 دولار فقط!. كما أشار التقرير الى عملية احتيال كبيرة قادها ضابط سابق في الجيش الأمريكي وبلغت قيمتها ملايين الدولارات، حيث قدم رشاوى ضخمة من أجل الحصول على عقود توريد مياه معبأة وبضائع أخرى، وقد انتهت التحقيقات في هذه العملية الى صدور 22 ادانة بحق متورطين. وتحدث التقرير عن عملية توريد 3600 سرير لسجن في مدينة ديالى العراقية، وقال ان هذه العملية كلفت دافعي الضرائب الأمريكيين 40 مليون دولار، لتنتهي هذه الأسرة الى القمامة. وكان الكونجرس الأمريكي قد قدر التكاليف العسكرية والدبلوماسية للحرب على العراق والاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين بأنها نحو 767 مليار دولار. وبدأت في العراق احتجاجات واسعة منذ عدة شهور تطالب باسقاط حكومة المالكي حيث يتهمها المتظاهرون الذين ينزلون الى الشوارع بأنها غارقة في الفساد، وأنها تقوم بعمليات اعتقال خارج نطاق القانون.