يُعدُّ عنصر القوى البشرية من أبرز العناصر الرئيسة في تطبيق خطة الحج، كما أنه العمود الفقري للخدمات الصحية، ويعول عليه الكثير في تقديم الخدمات الطبية المنشودة لحجاج بيت الله الحرام من خلال المرافق الصحية في العاصمة المقدسة، والمشاعر المقدسة، والمدينةالمنورة، ومنافذ الدخول. وطبقًا لإستراتيجية خطة القوى العاملة والمستجدات والمتغيرات والتوسع في إضافة وتطوير وتحسين الخدمات الصحية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، قامت وزارة الصحة بإعادة هيكلة برنامج القوى العاملة المشاركة في برنامج الحج هذا العام عبر تكليف حوالى 19,926 مرشحًا من أطباء وفنيين وإداريين للعمل في المرافق الصحية في المشاعر المقدسة، والمدينةالمنورة، والمنافذ. كما قامت وزارة الصحة باستقطاب بعض التخصصات من داخل المملكة لرفع مستوى الأداء في المرافق الصحية في المشاعر المقدسة، والمدينةالمنورة، حيث جرى هذا العام العمل على توفير الأعداد المستهدفة من القوى العاملة لدعم المرافق الصحية في مناطق الحج، كما تمت الاستعانة بثمانين طبيبًا من أخصائي واستشاري من مختلف التخصصات الطبية النادرة (عناية مركزة، وطوارئ، وقلب، وتخدير، ومناظير جهاز هضمي)، وثلاثين أخصائي وفني علاج تنفسي، وعشرة فنيي مناظير جهاز هضمي، ومائة ممرضة عناية مركزة وطوارئ. وتم تدعيم منطقة المدينةالمنورة خلال الفترة من منتصف ذي القعدة إلى السابع من ذي الحجة، والفترة من 13 ذي الحجة إلى 30 ذي الحجة ب"375" طبيبًا من مختلف الفئات والتخصصات الفنية كقوى عاملة إضافية لتغطية العمل. كما جرى وضع خطط احتياطية لتوفير قوى عاملة تحت الطلب تحسبًا لأي طارئ لا سمح الله يتم استدعاؤهم عند الضرورة. من جهة أخرى وفرت وزارة الصحة أسطولاً متكاملاً لسيارات الإسعاف المختلفة التي سيتم تطبيق نظام المراقبة والتحكم فيها عن بُعد، حيث تم توفير 80 سيارة إسعاف كبيرة عالية التجهيز للعمل في موسم حج هذا العام من المناطق الصحية المختلفة في المملكة لنقل المرضى بين المرافق الصحية في المشاعر والعاصمة المقدسة والمدينةالمنورة، إضافة إلى السيارات المتوفرة في الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة منها 55 سيارة إسعاف لدعم المرافق الصحية بالمشاعر المقدسة والمحاور الرئيسة والطرق السريعة و25 سيارة إسعاف مجهزة بسائقيها لدعم الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة، وكذلك سيتم تشغيل 95 سيارة إسعاف صغيرة ستعمل 85 منها في المشاعر المقدسة، و10 سيارات إسعاف لمنطقة المدينةالمنورة. وتعد تجربة سيارات الإسعاف الصغيرة من التجارب الرائدة المتميزة لوزارة الصحة خلال مواسم الحج الماضية، تسعى الوزارة إلى تطويرها؛ نظرًا للنجاح الملحوظ للخدمة التي تقدمها ضمن الخدمات الطبية الميدانية العاجلة، لما تمتاز به من صغر حجمها، وسهولة حركتها، وفاعليتها في نقل الحالات وسرعة الوصول إلى المواقع والمرافق الصحية، وقدرتها على السير في ممر المشاة من عرفات إلى منى، مرورًا بمشعر مزدلفة، وتقديم العلاج الميداني للحالات المرضية التي لا تحتاج إلى خدمات متطورة، وسرعة نقل الحالات من المراكز الصحية إلى المستشفيات. كما تم تزويد سيارات الإسعاف بالاحتياجات اللازمة للقيام بالمهام والأعمال المناطة بها، وجميع التجهيزات الطبية المتطورة، وأجهزة إنذار، وأجهزة لاسلكي لسهولة الاتصال، وسرعة توجيهها إلى الحالات والمواقع من خلال غرفة القيادة الخاصة بمجمع الطوارئ بالمعيصم، بالإضافة إلى تزويدها بالقوى العاملة المطلوبة لتشغيلها من الأخصائيين والفنيين القادرين على التعامل مع الحالات الطارئة والميدانية. وقد جرى توزيع سيارات الإسعاف الصغيرة على المرافق الصحية في المشاعر المقدسة، ومناطق الحج بما يتماشى مع حركة تنقلات الحجاج، وكثافة وجودهم وأماكن استراحات الحجاج في مزدلفة.