سجلت صفقات الصقور في المملكة أرقاماً قياسية، وكشفت عن شغفٍ ومحبة للطائر الذي رافق الأجداد في الحل والترحال، ويشكل هواية تراثية للسعوديين جيلاً بعد جيل. وكان نادي الصقور السعودي قد نظم مزاداً هو الأول من نوعه للصقور المطروحة محلياً، وذلك في أكتوبر الماضي، وحظي بإثارة وتنافس استثنائيين لاقتناء الصقور، حتى شهد في إحدى لياليه صفقة بيع فرخ شاهين ذي سمات نادرة وفريدة بقيمة 650 ألف ريال، من طرح ظهرة حفر الباطن شمال شرق المملكة، في سابقة هي الأولى من نوعها، ليكون الشاهين الأغلى في العالم. وشهد المزاد عدداً من الأرقام القياسية، فلأول مرة يسجل مزاد سعودي بيع عدد كبير من الصقور تحت سقف واحد، وفي فترة وجيزة، بلغت 102 صقراً بيعت في عشرين ليلة مزاد، ولقيت إقبالاً واسعاً من الصقارين الذين توافدوا على مقر النادي في ملهم شمال مدينة الرياض، وتجاوزت مبيعات المزاد الإجمالية حاجز العشرة ملايين ريال. وتعد المملكة إحدى الدول ال 11 المدرجة ضمن لائحة اليونسكو للدول المربية للصقور، وموطناً لأنواع مختلفة منها، وممراً لأخرى مهاجرة، حيث تشير تقديرات إلى أن نحو عشرين ألف صقر يحلق فوق سماء المملكة، ومبيعاتها على الأرض بملايين الريالات، يساندها مهرجان سنوي يجمع هواة الصقارة هو الأضخم من نوعه في العالم، وهو مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور. ومن شأن هذه الأرقام أن تجعل المملكة مركزاً عالمياً وموطناً للصقور والصقارين، الذين يمارسون هوايتهم منذ قرون خلت، وثَّقتها النقوش الأثرية، التي أثبتت أن إنسان الجزيرة العربية استأنس الصقور منذ القدم مقارنةً بحضارات أخرى، قبل أكثر من 9 آلاف سنة قبل الميلاد. وتشكل مبيعات الصقور والمزادات، التي ينظمها ويشرف عليها نادي الصقور السعودي، متنفساً للهواة الذين يستفيدون منها في فتح آفاق جديدة للبيع والشراء والاستثمار ودعم الاقتصاد الوطني، والعمل على الحد من الأسواق السوداء وعمليات تهريب الصقور، إضافةً إلى دعم الهواية كإرث عريق متجدد، ضارب في القدم والأصالة. فيما تحث الإنجازات والأرقام القياسية التي تحققت في مزادات نادي الصقور على مواصلة التنسيق والتجهيز والاستعداد لإطلاق مزادات قادمة، لاسيما مع عودة الحياة لطبيعتها تدريجياً بعد تداعيات جائحة كورونا، الأمر الذي من شأنه أن يسهل عملية التنقل لزيارة هذه الفعاليات، واستقطاب زوار للمزادات من دول المنطقة والعالم، تعزيزاً لريادة المملكة ومكانتها على خارطة عالم الصقور.