إن كنا في المملكة العربية السعودية قد احتفلنا بمرور خمس سنوات على إطلاق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رؤية 2030، فإن احتفالنا جاء متزامناً مع لقاء سموه في التلفزيون الرسمي ، والذي كشف من خلاله الكثير عن الرؤية والمراحل التي وصلت إليها . والمتابع لبرامج الرؤية منذ انطلاقتها يجد أن المملكة قد حققت قفزات نوعية ونهضة تنموية شاملة ، فكسر الاعتماد على النفط وتنوعت مصادر الدخل ، ونمى رأس المال البشري في المملكة، وفتح باب الاستثمار الخارجي واستقطبت أقوى الاستثمارات العالمية ، وعرفت صناعة السياحة ، وبرزت مناطقها ، وشهدت القطاعات والمؤسسات الحكومية إصلاحات في هياكلها ، وتنوعت البرامج والخدمات الاجتماعية والثقافية . وكسبت قوة اقتصادية ومكانة عالمية أخرى من خلال إطلاقها عدد من المشاريع العملاقة ك " نيوم " ، و " البحر الأحمر " و" القديّة " ، وشكلت مدينة " ذا لاين " بتخطيطها الذكي نموذجاً يحتذي به العالم ، لكونها ستكون مدينة خالية من السيارات والشوارع والانبعاثات الكربونية . وبالعودة لحديث سمو ولي العهد للتلفزيون الرسمي ، فإننا نجد أن سموه قد تحدث عن الرؤية وأهدافها قبل حلول عام 2030، وتناول التوجه للإعداد لرؤية 2040 ، وكان صريحاً وواضحاً في اجاباته ، فكشف عن مصلحته من الرؤية بقوله : "مصلحتي أن ينمو الوطن السعودي وأن يكون المواطن راضياً" ، وهو ما يؤكد حرصه حفظه الله على سلامة الوطن وازدهاره وخدمة المواطن وسلامته ، ورد على الاتهامات بالتسرع بقوله : " إذا كانت أمامنا فرصة ولم نعمل عليها بحجة عدم التسرع فنحن متقاعسون" ، ونفى وجود أي توجه لفرض ضرائب على الدخل في المملكة ، قائلاً : " لن يكون هناك ضرائب على الدخل بتاتاً في السعودية " ، وأكد على أن الحد الأقصى لفرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 15% لمدة 5 سنوات، وهو قرار مؤقت. وقبل الختام أقول إننا نعيش مرحلة تنموية شاملة ، يقودها بجهود حثيثة وخطوات متسارعة ، عراب رؤية 2030 ، وحامل رايتها صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان- يحفظه الله- ، وعلينا أن نعمل على دعمها ومؤازرتها فهي تحمل مجموعة من التطورات والاصلاحات ، التي تبشر بعصر جديد من التحولات ونقطة تغيير مهمة في التاريخ السعودي . للتواصل [email protected]