لم يترك فيروس كورونا جانباً من جوانب الحياة اليومية إلا وأثر فيه بشكل أو بآخر، حيث امتدت تأثيراته إلى السياسة والاقتصاد والعبادة والرياضة، وهي تأثيرات تتكشف تفاصيلها ومشاهدها كل يوم في أطراف المعمورة. وتعتبر الأفراح والزواجات أبرز المناسبات الاجتماعية التى تعرضت للتأجيل فى ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية التى تتخذها أجهزة الدولة لمكافحة ومجابهة فيروس كورونا المستجد حيث فرض انتشار فيروس كورونا التغيير على مظاهر إقامة الأفراح في جميع مدن مملكتنا، فلم يعد ممكناً إقامة الحفلات في القاعات المنتشرة في أرجاء البلاد واقتصرت الأعراس على الحضور العائلي فقط والتقاط الصورالتذكارية دون إقامة أي مظهر من مظاهر الحفلات الجماعية. مع العلم أن هذه المظاهر الاجتماعية تعتبر من الإرث الثقافي المتوارث، حيث يحرص الأهالي على إقامتها وتوثيقها، ودعوة الأهل والأصدقاء والمعارف لحضورها في صالات الأفراح أو داخل البيوت. ولكن منذ انتشار فيروس كورونا توقفت حركة الناس، ومنعت التجمعات، ومعها منعت الاحتفالات وتنظيم حفلات الزفاف، كل شيء تم تأجيله، لكن إلى متى؟ وهل ستعود الأفراح إلى ما كانت عليه قبل الجائحة ؟ أم أن الإرادة ستتغلب على العادة ؟ ومع كل هذه التساؤلات المطروحة إلا أنّ الظروف لم تكن يوماً حائلاً أمام إرادة الناس ، فقد قرأنا وسمعنا عن الكثير من الزواجات التي تمت خلال هذه الفترة حيث استغل مئات الشباب حالة الحضر لإتمام أعراسهم بعيداً عن التكاليف الباهظة التي تسببها الأفراح بسبب التكلفة العالية لإيجار الصالات وإقامة الحفلات . إن فكرة إتمام مراسم الزواج دون إقامة الحفلات وإلغاء السفر للخارج، بدأت تلقى تجاوباً من بعض الأسر، فقد أسهمت الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس «كورونا» في خفض تكاليف الزواج، وتجنيب الشباب اللجوء إلى البنوك للاقتراض منها، بعد قرار الجهات المختصة إغلاق صالات الأفراح والصالونات النسائية والرجالية، إذ قصر مواطنون ومقيمون حفلات زواجهم على أفراد الأسرة من الدرجة الأولى، دون فرق موسيقية أو ولائم مكلفة. وعطفاً على بدأ فإن هناك تكاتفاً ووعياً متنامياً بين جميع أفراد المجتمع لتطبيق القرارات التي أصدرتها حكومتنا الرشيدة والمتعلقة بمكافحة فيروس كورونا»، فهل سترتفع درجة الوعي عند الناس وإلغاء حفلات الزواج،الباهظة الثمن التي كانت سبباً في تدهور الحالة الاقتصادية للكثير من الشباب مما انعكس سلباً على استقرار حياتهم الزوجية فكانت الشرارة لحدوث المشاكل الأسرية التي أصبحت تغص بها جنبات المحاكم فقد لاحظنا مؤخراً أن هذه الزواجات تمت بدون أي مقدمات وبدون حضور الجماهير الغفيرة ولا البذخ في المأكل والملبس وستكون بإذن الله زواجات يغلب عليها الاستقرار والعيش السعيد وهذا مصداقًا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: :( أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَئُونَةً ) فهل نحن فاعلون ؟!