على مدار العام لا تهدأ صالات الأفراح والاستراحات عن حفلات الزواجات في الشمال، إلا في فصل الشتاء الذي تنخفض فيه أعداد المتزوجين ولكن لا تنخفض فيه تكاليف ليلة الزواج التي تتجاوز تكاليفها الكرنفالية السبعين ألف ريال بغض النظر عن المهر وحفل الخطبة والملكة وكلها يدفعها العريس. وعلى الرغم من أن تكاليف الزواج الباهظة تزداد صعوبة بعد إلغاء «العانية» التي كان يدفعها أغلب الحضور للعريس، وهو ما دفع المتزوجين الجدد للاستدانة من أجل تغطية العرس ومصاريفه سواء من البنوك أو معارض السيارات ومحلات التأثيث، إلا أن بعض الشباب يرون أن فكرة تبسيط الأعراس لا تلقى قبولا في منطقة الحدود الشمالية، وأن المبادرين للأعراس العائلية قلة. ويلفت عبدالله العنزي إلى أن العرس العائلي عبارة عن حفل مبسط في استراحة خاصة وحضور معدود وعدد ذبائح لا يتجاوز الأربع، ليذهب العريس ليزف عروسه من بيتها بسيارته حتى منزلهم المتفق عليه، ويضيف أن فئة الشباب لا تمانع في تطبيق هذه الأفكار، لكن المجتمع لم يتعاون في هذا الصدد. فيما يرى صالح الشمري من سكان رفحا أن الزواج العائلي يلغي مظاهر البذخ السائدة حاليا، وأن البساطة تتماشى مع ما جاء به الشرع وفيه تخفيف من كاهل العروسين وبداية موفقة لبناء أسرة دون ديون، وأضاف نرى زواجات اليوم تبدأ بالدفع وتنتهي بالدفع ابتداء من مراسم الخطبة والملكة مرورا بتأثيث الشقة وانتهاء بليلة العرس، حيث يضغط أهل العروس على أصحابه حتى يكون زواجهم مميزا حسب زعمهم، ولايهمهم ما بعد العرس من المطالبات المالية التي قد تلحق بالمعرس من الدائنين.