قاد فخر الدين بن يوسف فريق الصفاقسي التونسي للتتويج بكأس الكونفيدرالية الأفريقية "كأس الاتحاد الأفريقي" للمرة الرابعة في تاريخه رغم هزيمة الفريق التونسي أمام مضيفه مازيمبي الكونغولي الديمقراطي 1-2 اليوم السبت في إياب نهائي البطولة التي جرت بمدينة لومومباشي الكونغولية. واستفاد الصفاقسي من فوزه 2-0 في لقاء الذهاب الذي جرى بين الفريقين بتونس الأسبوع الماضي ليفوز بمجموع المباراتين 3-2 وكان الصفاقسي توج باللقب من قبل ثلاث مرات أعوام 1998، 2007، 2008. جاءت المباراة قوية ومثيرة خاصة من جانب مازيمبي الذي استغل مؤازرة عاملي الأرض والجمهور ونجح في افتتاح النتيجة مبكرا عن طريق لاعبه المالي شيباني تراوري في الدقيقة العاشرة، قبل أن يضيف زميله التنزاني على ساماتا الهدف الثاني في الدقيقة 24، وقبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة نجح فخر الدين بن يوسف في إحراز هدف الصفاقسي الوحيد، ليرسم البسمة مجددا على شفاه الجماهير التونسية التي تعرضت لخيبة أمل شديدة بعد فشل المنتخب التونسي في التأهل لنهائيات كاس العالم بالبرازيل عام 2014 على يد المنتخب الكاميروني. ومن المقرر أن يلتقي الصفاقسي مع الأهلي المصري بطل دوري أبطال أفريقيا في بطولة كأس السوبر الأفريقي مطلع العام المقبل، وتعد هذه هي المرة الثانية التي يتنافس فيها الفريقان للحصول على لقب السوبر بعدما التقيا من قبل عام 2009. بدأت المباراة بضغط هجومي من مازيمبي من أجل تعويض نتيجة مباراة الذهاب التي خسرها الفريق 0-2 مستغلا عاملي الأرض والجمهور الذي ملأ مدرجات ملعب مدينة لومومباشي معقل الفريق الكونغولي، قابلها لاعبو الصفاقسي بمحاولات لتهدئة اللعب وتناقلوا الكرة في منتصف الملعب من أجل امتصاص حماس أصحاب الأرض. نجح مازيمبي في استثمار اندفاعه الهجومي بعدما افتتح النتيجة مبكرا في الدقيقة العاشرة عن طريق لاعبه شيباني تراوري الذي استغل الخطأ الفادح الذي ارتكبه رامي الجريدي حارس الصفاقسي بعدما سقطت من يده الكرة التي سددها سينجلوما داخل منطقة الجزاء لتتهيأ الكرة أمام تراوري الخالي من الرقابة الذي لم يجد صعوبة في إيداعها الشباك محرزا أولى أهداف اللقاء. بدأ الصفاقسي تنظيم صفوفه بعد مرور ربع ساعة، وحاول المشاركة في الهجمات، ولكنها لم تشكل خطورة على موتيبا كيديابا حارس مرمى مازيمبي في ظل رعونة مهاجمي الفريق التونسي. ولاحت أول فرصة حقيقية للصفاقسي في الدقيقة 19 بعدما وصلت كرة أمامية إلى ادريسا كوياتي المحترف الإيفواري في صفوف الفريق التونسي لكنه تباطأ في استلام الكرة ليبعدها كيديابا من أمامه ويحولها إلى ركلة ركنية. استشعر لاعبو مازيمبي الخطورة ليواصلوا محاولاتهم الهجومية مجددا وتوغل مابوتو مابي أخطر لاعبي الفريق داخل منطقة الجزاء قبل أن ينجح علي المعلول مدافع الصفاقسي في إبعاد الكرة لركلة ركنية في الدقيقة 23. بعدها بدقيقة واحدة استغل لاعبو مازيمبي حالة الارتباك التي ظهر عليها دفاع الصفاقسي ليحرز الفريق الكونغولي هدفه الثاني عن طريق علي ساماتا الذي تلقى الكرة على حدود منطقة الجزاء بعد مجموعة من التمريرات القصيرة والسريعة بين لاعبي الفريق ليقوم بإسقاط الكرة خلف الجريدي الذي تقدم من مرماه لملاقاته لترتطم الكرة بباطن العارضة قبل أن تسكن الشباك محرزا الهدف الثاني. هدأ إيقاع اللعب من جانب مازيمبي عقب الهدف الثاني ليأخذ الصفاقسي زمام المبادرة ويهدر فرصتين مؤكدتين عن طريق فخر الدين بن يوسف حيث جاءت الأولى في الدقيقة 26 بعدما تلقى كرة عرضية من الناحية اليسرى سددها برأسه وهو منفرد تماما بالمرمى لكنها جاءت غير متقنة لتمر خارج الملعب، ثم جاءت الأخرى بعدها بدقيقتين بعدما تلقى تمريرة أمامية سددها برأسه أيضا لكنها علت العارضة. واستغل مازيمبي المساحات الشاغرة خلف دفاع الصفاقسي الذي اندفع للهجوم لينفرد سينجلوما بالجريدي في الدقيقة 44 ويسدد كرة قوية وهو على بعد خمسة أمتار فقط من المرمى لكن الجريدي نجح في إبعادها بصعوبة بالغة عن مرماه بقبضة يده، قبل أن يسدد مابوتو كرة أخرى من خارج المنطقة بعدها بدقيقتين ولكنها جاءت في منتصف المرمى ليمسكها الجريدي بثبات، لينتهي الشوط الأول بتقدم مازيمبي 2-0. جاءت بداية الشوط الثاني هجومية أيضا من جانب مازيمبي الذي أضاع أول فرصة خطرة في هذا الشوط في الدقيقة 48 عن طريق لاعبه المزعج أشانتي الذي سدد كرة بقدمه اليمنى داخل منطقة الجزاء لترتطم بدفاع الصفاقسي وتتحول إلى ركلة ركنية، قبل أن يعاود نفس اللاعب اختراقه لدفاع الصفاقسي ويسدد كرة قوية أمسكها الجريدي في الدقيقة 51. استمرت توغلات أشانتي في الناحية اليمني ليرسل كرة أرضية إلى سينجلوما الذي مررها بدوره إلى مابوتو الذي سدد تصويبة قوية خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 55 لكنها علت المرمى بقليل، قبل أن يسدد أشانتي كرة قوية أخرى بعدها بدقيقة أبعدها الجريدي ببراعة عن مرماه. في المقابل ضاعت أول فرصة من الصفاقسي في الدقيقة 60 بعدما سدد فرجاني ساسي ضربة رأس قوية إثر تلقيه الضربة الركنية التي احتسبت لفريقه لكنها مرت بعيدة عن المرمى. وشهدت الدقيقة 73 فرصة خطيرة من أيلونجو الذي حل بديلا لأشانتي، بعدما سدد كرة قوية بقدمه اليسري أبعدها الجريدي، قبل أن يكرر نفس اللاعب المحاولة مجددا وسدد كرة قوية اصطدمت بدفاع الصفاقسي قبل أن ترتطم بالعارضة وتتحول إلى ركلة ركنية. بعدها بدقيقة واحدة أنقذ محمود بن صالح الصفاقسي من تلقي الهدف الثالث بعدما شتت الكرة التي سددها سينجلوما برأسه قبل أن تتخطى خط المرمى. وفي الوقت الذي تهيأ فيه الجميع لانتهاء المباراة 2-0 لمازيمبي واللجوء إلى ركلات الترجيح بعدما تساويا في نتيجة مباراتي الذهاب والعودة فاجأ فخرالدين بن يوسف الجميع بإحرازه هدف الصفاقسي الوحيد بضربة رأس بارعة قبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة، ليتوج الصفاقسي بلقب البطولة للمرة الرابعة في تاريخه.