عبدالمحسن محمد الحارثي كَثُر الهرج والمرج ( القتل) في الآونة الأخيرة ، فيُصبح الإنسان على حادثة قتل ، ويُمسي بها ، والسَّبب هو : عدم القُدرة على السيطرة على الأعصاب ، وقد يكون هناك نقصاً في العقل ، فمن يمتلك القُدرة على السيطرة الكاملة على عقله ؛ يستطيع أنْ يُسيطر على أي شيء آخر . قال تعالى :( والكاظمين الغيظ والعافين عن النّاس …) وكظم الغيظ بسبب موقف سلبي حدث ، وقد عالج هذا العاقل الموقف ، بكل حكمة وتدبّر ، حيث عفا وتسامح وتغافل. إنَّ أعظم مُخاطرة أنْ تعيش حياة خالية من المخاطر .. لذا ابتسم دائماً وتقبّل المشكلة بصدقٍ وسلام ، وتعلَّم كيفيّة التعايش معها. لكنَّ الكثير من الناس يقولون أنّ عيبهم الأساسي هو : سُرعة الغضب ، وعدم الانضباط . قال – صلى الله عليه وسلم- :( الحلم بالتحلّم ، والعلم بالتعلّم )، فما أحوجنا أنْ نتحلّم باستمرار حتّى يُصبح سجيَّةً فينا. وقال عليه السلام:( كُن هيِّن لين قريب سهل)، كما قال عليه السلام :( وإذا غضب أحدكم فليسكت…) إنها التربية الصادقة من نبي الله للبشر ، فهي نوع من التغافل وعدم التصعيد ، يقول ابن الجوزي:( ما يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام … والعاقل الذكي من لا يُدقِّق في كل صغيرة وكبيرة…). هكذا هُم العُقلاء عباراتهم شهد وشاهد لهم ، يقول الشافعي: ( الكيس العاقل هو الفطن المتغافل). وهذا ما أكّده الفيلسوف ماكسول، حينما قال:( الانضباط هو القدرة على الصواب ؛ حتّى عندما لا ترغب في فعله). وهذا الانضباط هو نوع من التغافل المقصود وليس الغفلة ، فلو مارسنا الانضباط في كل مكان ؛ لانخفضت الجريمة وتقلّص موشِّر الانحراف بنسبة 95٪ . إنَّ عظمة الرجال تُقاس بمدى استعدادهم للعفو والتسامح من الذين أساؤوا إليهم ، فإذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة؟! يقول جاك كانفيلد:( تسامح وتصالح مع نفسك ، واْسْكِتْ للأبد صوت تلك الأفكار السلبية…). سيطر على سلوكك ، وتجنّب أنْ تلقي بالمسؤولية على أحد غيرك ، وتحلَّ بروح الضبط والتحكُّم بانفعالاتك وسلوكياتك وأفكارك ، وامنح الكرامة والاعتبار لكل البشر. إيّاك أنْ ترى نفسك أفضل من باقي الناس ولو بشعرة! اغفر واعفُ وأصلح قال تعالى:( وإذا ما غضِبوا هُم يغفرون)!! [email protected]