عزيزي رئيس التحرير.. من منا لم يقف ذات يوم حائرا امام مفترق طرق؟ وكم من انسان اتهمنا في مروءتنا ثم هرع مهرولا يدعي نضارة خلقه؟ ولو خلدنا لانفسنا لوجدنا ان لكل البشر ضعفهم ومن يبحث عن صديق بلا نواقض لن يجد ما يبحث عنه نحن نحب بغض النظر عن اخطائنا وينبغي لنا ان نحب اصدقاءنا بهذه الطريقة فلا يستطيع شخصان ان يكونا صديقين وقتا طويلا اذا لم يكن باستطاعتهما ان يغفر كل واحد منهما للاخر اخطاءه وتقصيره. في كثير من الاحيان تكون الفرص مواتية كي ننتقم من كل من غدر بنا يوما من كل من صادقنا بقلب صاف وهو جهم الضمير بالاحقاد. ولكننا نكف عن الانتقام لاننا لن نضر احدا سوى انفسنا نعم اخواني لاننسى. ==1== اذا سبني نذل تزايدت رفعة==0== ==0== وما العيب الا اكون محابيه ولو لم تكن نفسي علي عزيزة==0== ==0== لمكنتها من كل نذل تحاربه ==2== فالتسامح افضل من الانتقام وهناك الكثير من النوادر تدل على ذلك. كان لجعفر الصادق غلام بينما هو واقف يصب الماء على يديه اذ وقع الابريق من يده في الطشت وطار رذاذ الماء الى وجه جعفر فنظر اليه غاضبا فقال الغلام وجلا: يا مولاي والكاظمين الغيظ فقال جعفر: لقد كظمت غيظي، قال الغلام والعافين عن الناس فقال جعفر لقد عفوت عنك فقال الغلام: والله يحب المحسنين قال جعفر اذهب فانت حر لوجه الله الكريم. اذن انه لمن القوة كظم الغيظ والعفو عن الناس لذا كانت من صفة المحسنين ولو كان الانتقام افضل من التسامح لعامل الرسول الاعظم جاره اليهودي من جنس عمله الذي لم ينفك يوما عن ايذائه. يجب علينا ان نجعل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة نبراسين لنا في حياتنا واخلاقنا. قال تعالى "وانك لعلى خلق عظيم" جعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه. حورية سراج الدوسري