كنا مجموعة من الأصدقاء نمشي في عطلة نهاية الاسبوع في دولة الصين وفي مدينة بكين وفي ساحتهم الكبيبرة جدا ميدان ماوتسي تونغ .. وكان احد الصينيين يمشي وينظر في جواله وما اكثر هذه الحركة في هذه الايام ..واصطدم الرجل الصيني بأحد الزملاء بقوة ..فنظر اليه زميلنا بغضب وقال له( إيش بيك اعمى ما تشوف اطمش او مطمش يا رجل فتح عينك عندما تمشي) وبصوت عال .. طبعا الصيني لم يفهم ماذا قال زميلنا بالعربي ولكنه فهم القصد وابتسم وقال سوري واكمل سيره وذهب واستمر زميلنا في البربره لان الصدمه قوية .. فالتفت اليه كبيرنا في الرحلة وقال له إهدأ يا اخي وروّق اعصابك ويا غريب خليك اديب وكانت جملة مفيدة جدا ولها معاني كثيرة في الغربة والسفر والسياحه والترحال .. فأنت في بلادهم ولابد ان تكون صبورآ واديبا ..وكم من الامثلة حدثت عندما يقابل الانسان الاساءة بالإساءة والعنف بالعنف في بلاد الغربة والسفر. ونجد في النهاية ..هو انت الذي تتضرر من هذه المواقف من ضياع الوقت وضياع الفلوس والبهدله وضياع العطلة في امور غير محسوبة .. والافضل هو الابتسام والتسامح وكظم الغيظ. قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم(اللذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) – 134 آل عمران. وقال سيّد الخلق والبشر اجمعين رسول الله صل الله عليه وسلم (من كظم غيظا وهو يستطيع ان يمضيه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين). وقال حكيم لذة الانتقام لاتدوم سوى لحظة اما الرضى الذي يوفره العفو يدوم الى الابد وقال المثل : إن من يثأر لإهانة صغيرة يسعى وراء إهانات أكبر. وقال حكيم آخر : الدبلوماسية فن إطلاق الإبتسامات والتحيات بدل الصرخات والشتائم .. أما آداب السلوك فالقدرة على ان تتثائب وفمك مغلق. وقال الشاعر : المرء يحيا بلا ساق ولا عضد ولايعيش بلا قلب ولا أدب وقال شاعر آخر : شمس العداوة حتى يستقاد لهم وأعظم الناس احلاما اذا قدروا فيا سادة ياكرام الأدب حلى في الغنى وكنز عند الحاجة ,عون على المرؤة, صاحب في المجلس , مؤنس الوحدة,. تغمر به القلوب الواهية, وتحيا به الالباب الميته وتنفذ به الابصار الكليلة, ويدرك به الطالبون ما يحاولون., وأخيرآ نتدبر قول الله تعالى في كتابه العزيز(خذ العفو و أمر بالعفو وأعرض عن الجاهلين) – الأعراف199 وصل الله على نبينا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه اجمعين