د/سلمان حماد الغريبي كل شيء فينا وحولنا وفيك يارمضان… يذكرنا بأعز الأحباب أحبابنا الذين فقدناهم هذا العام… رحلوا عنا بِلا ميعاد… ولن يكونوا مشاركين لنا على سفرة الإفطار… فرمضان هذا العام سوف يطُل على كَثيرٍ مِنا غير كل عام… لكن…هذا قضاء ربي وحكمته الكريم الواحد المنان… ونحنُ…رضينا بالقضاء وإرادة ربنا عظيم الشأن… وطلبنا…لهم من رب الأرض والسموات الرحمة والغفران… ورفعنا أكف الضراعة للسماء لهم بالدعاء… يارب…يارحيم يارحمن لاتحرمنا وتحرمهم عفوك وكرمك وعتق رقابنا ورقابهم من النيران… في شهرٍ كريم…فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر بنسيم الجِنان… شهر الخير والإحسان وتلاوة القرآن… ◇ففي دخول أول ليلةٍ من ليالي شهر رمضان الكريم هذا العام كثيرٌ مِنا منً فقدوا أحبتهم…سوف تكون ليلتهم ليلة استثنائية ليست ككل ليلةٍ من ليال رمضان في أعوامٍ خلت…ستكون ثقيلة مُحملةٌ بالأحزان والذكريات…ذكريات الوجوه والمكان والزمان لأحباب فقدوهم من أبٍ او ام او اخ او اخت او قريب او عزيز وغالي على قلوبهم… ولكن..عليهم ان لايحزنوا ولايقنطوا من رحمة الله لأن أحبتهم اليوم في ضيافة الرحمن رب رحيم كريم غفار في شهر فضيل كشهر رمضان… فليفرحوا ويستبشروا بالخير الكثير من مالك الملك رب الارض والسموات ويُكثروا لهم الدعاء والصدقات آناء الليل وأطراف النهار في شهرٍ أولهُ رحمةٌ واوسطه مغفرةْ وآخره عِتقٌ من النار… فرمضان أحبتي…أقبل علينا مُسرعاً كعادته في كل عام فلنستقبله بفرحةٍ وسرور وصفاء ونقاء ودعاء لنا ولأحبتنا ولمن فقدنا بأن يتقبلهم الله عنده قبولاً حسن فرحين مستبشرين بما آتاهم الله في جناتٍ ونعيمٍ مُقيم مع النبيين والصدقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ويجمعنا معهم يوم التّناد… فأحبتي…هاهو رمضان منا يقترب والقلوب له فَرِحةٌ ترتقب لأن الله سبحانه وتعالى يمنحنا في كل عام فُرصة جديدة للإقبال عليه… في حين هناك من لم يعُدْ عليه فكم بالأمس القريب غالٍ وعزيزٍ فقدناه وبأيدينا تحت التراب دفناه وتلك هي إرادة الله وسنة الحياة فسبقتهم آجالهم قبلنا وساروا الى رحمة ربهم ونحن الى ماساروا إليه سائرون ولاجدال في هذا ولا مفر منه… فاللهم أرزقنا وارزق من فقدناهم على حُسن نياتنا ونياتهم وأكتب لنا ولهم الأجر والثواب والفوز بالجنة والنجاة من النار ياعزيز ياغفار ياذا الجلال والإكرام يارب العرش العظيم… وأعد علينا شهر رمضان الكريم ياكريم يامنان اعواماً واعواما مديدة وأزمنة مديدة أصحاء آمنين ولنعمتك شاكرين وبكَ مُلتزمين وأثقين لافاقدين ولا مفقودين. ◇وأخيراً◇: لادمعة تنفع ولاذكرى تفيد سوى دعوة مُحبٍ عند الإفطار وفي الأسحار لنا ولأحبتنا ولمن فقدناهم عند رب رحيم غفور عفو كريم… فلك…الحمد كُل الحمد يارب الأرباب على كل مانسعدُ به مِنك ونتألم من أجله… ولك…الشكر والفضل والمنة على ماتُعطي وتأخُذ… فاللهم…إرحم روحاً صعدت إليك وكانت تنتظر معنا بشوقٍ ليالي رمضان فرحلت إليك ولم يعد بيننا ويينها إلا الدعاء فأرحمها وأغفر لها وأنظر لها بعين عطفك ولطفك وكرمك وإحسانك وأجمعنا معها في فردوسك الأعلى من الجنة… يا خير من سُئل وأجود من أعطى وأكرم من عفا وأعظم من غفر وأوفى من وعد وأبر من يُجيب دعائنا كما وعد في هذا الشهر الكريم ويغفر لهم ولنا.