دشن معالي رئيس ديوان المظالم رئيس مجلس القضاء الإداري, صباح اليوم الأحد 14-1-1435ه حفل الافتتاح لمقر محكمة الاستئناف الإدارية بمنطقة عسير, وكان في استقبال معالي الرئيس والوفد المرافق له, معالي الشيخ مرعي بن مجدوع آل مجدوع رئيس محكمة الاستئناف وقضاة المحكمة وموظفيها . هذا وقد بدأ حفل الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم, تلاها كلمة ترحيبية لمعالي الشيخ مرعي آل مجدوع أشار فيها إلى أن المحكمة تعد رابع محاكم الاستئناف التي تتوزع عليها مناطق المملكة حيث ستَخدُمُ هذه المحكمة حالياً المناطق الثلاث : عسير وجازان ونجران وفي مجال القضاء الإداري والجزائي والتجاري, وبعد ذلك ألقاء معالي رئيس ديوان المظالم كلمة توجيهية بهذه المناسبة جاء فيها : (( لقد حبى الله بلادنا المملكةَ العربيةَ السعوديةَ قيادةً انتهجت منهجاً إسلامياً وسطاً، يستمد دستوره من الكتاب العزيز والسنة المطهرة، منذ انبثاق نور الدعوة الإسلامية المباركة على يد الإمامين محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود -رحمهما الله تعالى-، فكان مبنى تلك الدعوة انتهاجَ المنهج الإسلامي وتحكيمَ الشريعة الإسلامية، فجدّدا ما اندرس من معالم التوحيد وأقاما بذلك الشرع والعدل. وبعد هذين الإمامين – رحمهما الله تعالى- توالى على حفظ ميثاق الدعوة ملوك أجلاء وعلماء فضلاء، لم تثنهم عنها دعاوى الداعين، وأباطيل المبطلين، فصارت بلادنا المملكة العربية السعودية-ولله الحمد والمنة - منارة هدىً، تقيم شريعة الله على نور من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، يقيناً بأنها سبيل الله الموصلة إليه،والطريق القويم، والأصلح للراعي والرعية. أيها الحفل الكريم، لقد شهدنا اليوم، في مطلع هذا العام الهجري الجديد (ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسةٍ وثلاثينَ من الهجرة)، افتتاح محكمةِ الاستئناف الإدارية بمنطقة عسير ، والتي بها اكتمل توزيع محاكم الاستئناف الإدارية في مناطق المملكة، وفق آلية العمل التنفيذية لنظامي القضاء وديوان المظالم، لتصبح محاكم الاستئناف الإدارية بذلك أربعَ محاكم، تتقاسم الاختصاص المكاني للمحاكم الإدارية، تيسيراً على المواطنين، وتحقيقاً للعدالة الناجزة. وإنه ليومٌ مجيدٌ في تاريخ ديوان المظالم، يفصله عن أولى أيامه واحدٌ وستون عاماً، أو تزيد قليلاً، منذ أن كان شعبة في مجلس الوزراء، إلى أن تكامل- بحمد الله - عقد محاكمه. ومنذ أن كان رجلاً فذاً -أعني- جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- الذي كان يجلس بنفسه للمواطنين، إلى أن أصبح قضاته اليوم يتجاوزون الخمسَمائةِ قاضٍ، ومنذ أن كان صندوقاً توضع فيه الشكايات عام (ألفٍ وثلاثمائةٍ وأربعةٍ وأربعينَ من الهجرة)، إلى أن أصبحت محاكمه اليوم ثماني عشرة محكمة، تحوي كافة التجهيزات القضائية والإدارية والتقنية. إن هذا اليوم، الذي تشهدون فيه اكتمال توزيع محاكم ديوان المظالم وفق آلية العمل التنفيذية لنظامي القضاء وديوان المظالم، حقيقٌ أن نتوجه فيه بالشكر الجزيل للمولى القدير أولاً، ثم لأولي الفضل، وعلى رأس أولئك مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عبدالعزيز -حفظه الله- الذي لم يألُ جهداً ولم يدّخر غالياً، فأقدم إقدام المتوكل على الله، الواثق بكم رجالَ القضاء،فأطلق مشروع تطوير القضاء، بميزانية سخيّة، وتخطيط محكم، وكان من ثماره ما شهدتموه وتشهدونه اليوم. أيها الحفل الكريم، ليس للتطوير حدٌ يقف عنده، بل هو عملية مستمرة متجددة، فهذه المرحلة التي نعيش آخر لحظاتها اليوم في عسير هي مرحلة اكتمال عقد المحاكم الإدارية في كافة مناطق المملكة ، ومحاكم الاستئناف الأربع ، لندخل بعدها- بإذن الله - مرحلة أخرى وطَوْراً جديداً من أطوار ديوان المظالم، تُنشأ فيه المحاكم بالاستناد إلى واقع احتياج المناطق، ومدى حاجتها لمحاكم مساندة، عن طريق الإحصاءات الدقيقة للقضايا. وإنه ليطيب لي في هذا الصباح أن أزّف إليكم قرار مجلس القضاء الإداري، في جلسته (الرابعةِ والعشرين) المقامة في (الخامسِ والعشرينَ من شهر ذي الحجة من عام ألفٍ وأربعمائةٍ وأربعةٍ وثلاثين من الهجرة)، حيث جاء قراره بإنشاء محكمة استئناف إدارية في منطقة المدينةالمنورة، لتكون فاتحة المرحلة الجديدة لمحاكم الاستئناف في بقية مناطق المملكة -إن شاء الله-. أيها الحفل الكريم: اسمحوا لي أن أتوجه بحديث خاص إلى منسوبي محكمة الاستئناف الإدارية بمنطقة عسير، فأقول: أخي صاحب المعالي رئيس محكمة الاستئناف الإدارية بمنطقة عسير أصحاب المعالي قضاة الاستئناف، لقد توليتم أمراً عظيماً، أنتم له أهلٌ بإذن الله، فاجعلوا نصب أعينكم تقوى الله، فتلك وصية ربكم سبحانه للأولين والآخرين.أخلصوا في أعمالكم تكن بركة لكم في الدنيا وزاداً لكم في الآخرة.راقبوا الله فيما تقضون به بين عباده، واعلموا أنكم حَكَمٌ، فأقيموا العدل،مستعينين بالله في كل ذلك. أصحاب السعادة موظفي المحكمة، أنتم أحد أعمدة المحكمة وخير عون لقضاتها وأنتم عنوانها في استقبال مراجعيها‘ وإن حسن المعاملة منهج إسلامي أصيل، فالبشاشة للمراجعين، والسعي لخدمتهم، وإحسان القصد في ذلك، كلها معانٍ عبّر عنها القرآن الكريم في آيات عدة، وجاءت تفاصيلها في أحاديثٍ لا تحصى، فعُودوا إلى معين دينكم الإسلامي العذب، وتعلّموا تلك المعاني السامية، واعملوا بها، فذلك دينكم وواجبكم. إنني لا أجد في خاتمة حديثي إليكم أبلغ من الدعاء لكم، بأن يسددكم الله في أعمالكم، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يحفظ مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونائبيه، وقيادتنا الرشيدة، وأن يلهمنا من أمرنا رشداً، وأن لا يكلنا إلا أنفسنا طرفة عينٍ ، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير )) وبعد انتهاء الحفل أزاح ستار الافتتاح معالي رئيس الديوان معلنا بدء مهام المحكمة, ثم بعد ذلك أدلى معالي الرئيس للصحف المحلية والتلفزيون السعودي بتصريحات متفرقة وإجابات على تساؤلات الصحفيين . ثم قام معالي الرئيس يرافقه الوفد المكون من أعضاء مجلس القضاء الإداري ومدراء إدارات ديوان المظالم بأخذ جولة على مقار وإدارات المحكمة التي تحتوي على 48 مكتب سكرتارية وإدارة مساندة. يذكر أن محكمة الاستئناف الإدارية بعسير تقع على طريق الملك فهد, كما تحتوي على 13 مكتب قضائي مجهز, و 9 قضاة استئناف بما فيهم رئيس المحكمة و 53 من الموظفين ومعاوني القضاة .