ساهمت العولمة والتكنولوجيا ووسائل الاتصال في إحداث تغييرات إدارية واجتماعية وثقافية حول العالم خلال العقدين الماضيين في جميع نواحي الحياة ومن أهمها التعليم . وقد أدت جميع هذه التغييرات والتحديات إلى ظهور نظريات جديدة في القيادة التربوية سعيا الى إيجاد نماذج قيادية فاعله وقادرة على مواجهة المرحلة الجديدة التي يطالب الناس فيها بالتغيير ومن أهم تلك النظريات التربوية القيادة التحويلية والتي يرتكز مفهومها على القدرة على مواءمة الوسائل مع الغايات وإعادة تشكيل المؤسسات لتحقيق أغراض إنسانية عظيمة وتطلعات أخلاقية، ويقوم هذا النمط القيادي على إدراك الحاجات الظاهرة والكامنة للمرؤوسين والعمل على إشباع تلك الحاجات واستثمار أقصى طاقات المرؤوسين بهدف تحقيق تغيير مقصود. ومن هذا المنطلق فإن القائد التحويلي يسعى إلى زيادة وعي مرؤوسيه باحتياجاتهم وتحويل هذا الوعي بالاحتياجات إلى آمال وتوقعات، ومن ثم تتولد لديهم الدافعية لإشباع حاجاتهم فيما يتعلق بإدراك وتحقيق الذات في حياتهم العملية . وينظر كولفن للقيادة التحويلية على أنها تركز على القيم المشتركة, وتطوير المرؤوسين، وتحقيق الغايات الكبيرة، وإحداث التغيير. وتقوم القيادة التحويلية على مفاهيم ذات أصول راسخة مثل: الأمانة، الاستقامة، الشخصية، وضع اعتبار للقيم الاجتماعية والمهنية والالتزام الحقيقي بها، واحترام الفرد والتفاعل مع الآخرين. فالقائد التحويلي يملك الرؤية، الجاذبية، القدوة، التمكين، التحفيز، الاستقامة. ومن عناصر القيادة التحويلية 1- الجاذبية القيادية والتي يسلك القادة وفقاً لهذا العنصر بطريقة تجعل منهم نموذجاً يحاكيه الآخرون مع مرور الوقت فيصبحوا أهلاً للإعجاب والاحترام والثقة . 2- الدفع والإلهام أو التحفيز الملهم. يتصرف القادة التحويليون وفق هذا العنصر بطرق تعمل على تحفيز وإلهام أولئك المحيطين بهم وذلك بإعطاء المعنى والتحدي لما يقوم به مرؤوسيهم وتغليب روح الجماعة، وإظهار الحماس والتفاؤل وجعل التابعين يركزون ويفكرون في حالات مستقبلية جذابة متعددة، وفي سبيل ذلك يستخدم القائد التحويلي الرموز والشعارات لتوجيه الجهود وتوضيح توقعاته العالية من مرؤوسيه. 3- التشجيع الإبداعي يتصرف القادة بطريقة تجعلهم يحركون جهود العاملين معهم لكي يكونوا مجددين ومبتكرين وذلك بزيادة وعي العاملين بحجم التحديات وتشجيعهم على تبني وخلق مداخل وطرق جديدة لحل المشاكل، وتناول المواقف القديمة بطريقة ووجهات نظر جديدة، ووفقاً لهذا العنصر فإن القادة التحويليين يتجنبون النقد العام لأي عضو في المجموعة في حالة حدوث خطأ، ويستحثون الأعضاء على تقديم أفكار جديدة وتجريب مناهج جديدة، ولا يعرضون أفكارهم للنقد أبداً. 4- الاهتمام الفردي أو مراعاة مشاعر الأفراد ، ووفقاً لهذا العنصر يعطي القائد التحويلي اهتماماً خاصاً بحاجات كل فرد لتطويره والارتقاء بمستوى أداءه ونموه. فيعمل كمدرب وناصح وصديق وموجه ويهتم بالنواحي الشخصية لكل منهم وخلق فرص جديدة لتعليمهم، كما يجب أن يكون القائد مستمعاً جيداً يعطيهم الثقة والاطمئنان، ويقوم القائد أيضا بتفويض المهام كوسيلة لتنمية الأتباع بشرط أب يكون هذا التفويض تحت المتابعة والمراقبة لمعرفة ما إذا كانوا يحتاجون إلى توجيه إضافي أو تقييم.