حققت الهيئة العامة للطيران المدني خلال عام 2018مإنجازات غير مسبوقة أسهمت في تطوير صناعة النقل الجوي محليا وإقليميا ودوليا. وتأتي الإنجازات على مستويات متنوعة أبرزها مجال السلامة وأمن الطيران، وتطوير إنشاء المطارات وتحسين تجربة المسافر، بالإضافة إلى تطوير أسلوب العمل ومنهجية حماية العملاء وفق أحدث النظم والمعايير العالمية. أحد أبرز هذه الإنجازات هو الإطلاق التجريبي لمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ونشر لائحة حماية العملاء تحت شعار ” حقك محفوظ ” واعتماد مشروع النموذج الموحد للمطارات السعودية واستضافة المملكة لمنتدى قمة السلامة الرابع في الشرق الأوسط، وتدشين مقر المنظمة الإقليمية لمراقبة السلامة الجوية لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MENA-RSOO) ) في الرياض، واختيار العاصمة مقرا لها، بالإضافة إلى ترأس المملكة لأربع لجان فنية من أصل خمسة في المنظمة العربية للطيران المدني، كأحد الأمثلة على الحضور المؤثر والفاعل للمملكة دوليا. وانعكست هذه الإنجازات على نمو سوق الطيران المدني في المملكة وزيادة الحركة الجوية إذ بلغعدد المسافرين في مطارات المملكة عام 2018م أكثر من 98 مليون مسافر بزيادة قدرها 7.4% عن العام السابق، فيما زادت عدد الرحلات في 2018م بنسبة 3.4% عن العام السابق حيث بلغت أكثر من 773 ألف رحلة. صاحب ذلك ارتفاع في مستوى الخدمات التي تُقيم وتُقاس بشكل شهري وتطبيق معايير الجودة العالمية، والحرصعلى توفير أقصى درجات الأمن والسلامة لحركة الطيران في أجواء ومطارات المملكة. ويبرز في هذا الصدد إطلاق التشغيل التجريبي ” لمطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد والذي يبلغ مساحة مجمع صالات السفر 810,000 م2 مترا مربعا فيما تصل طاقته الاستيعابية في المرحلة الأولى ل 30 مليون مسافر سنويا، ويربط ممر للخدمات جميع الأحمال ببعضها البعض بطول 46 كيلو مترا، ويحتوي على 220 منصة إنهاء إجراءات السفر و80 منصة خدمة ذاتية. وعلى صعيد المشاريع الإنشائية والبرامج التطويرية عملت الهيئة على استكمال تطوير مطار تبوك من خلال المباني والبنية التحتية واستكمال محطة لوقوف الحافلات وساحة لوقوف الطائرات ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي وغرف تفتيش لذوي الاحتياجات الخاصة و6 مكاتب إدارية وفصل صالة المغادرة الداخلية عن الدولية، بالإضافة إلى وضع حجر أساس مطار جازان الجديد ومطارات الجوفوالقرياتوالقنفذة من خلال مشروع النموذج الموحد للمطارات. ولم تغفل الهيئة العامة للطيران المدني فئة ذوي الإعاقة إذ بحثت مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية سبل تحويل المطارات السعودية إلى مطارات صديقة لذوي الإعاقة، وتطوير جهود القطاعين فيما يتعلق بخدمة المسافرين خصوصا ذوي الإعاقة، إلى جانب عقد لقاءً مفتوحًا بعنوان “نحو مطارات صديقة لذوي الهمم العالية. وتحقيقا لأهداف رؤية المملكة في توظيف الكفاءات الوطنية السعودية, حرصت الهيئة على استقطاب والكوادر السعودية في بعض القطاعات الحيوية، وقد وجدت هذه الخطوة إشادة من المنظمة الدولية للطيران المدني إيكاو بالخطوة التي نفذتها الهيئة العامة للطيران المدني في توظيف الكفاءات من الشابات السعوديات في بعض القطاعات الحيوية التابعة للهيئة وشكرت المنظمة هيئة الطيران المدني في المملكة، لتشجيع المرأة وإتاحة فرص الالتحاق بدراسة المراقبة الجوية، مؤكدة أن هذه المبادرة تأتي لتنفيذ استراتيجية الإيكاو للمساواة في العمل. ومن أبرز إنجازات الهيئة المساهمة في نجاح موسم حج 1439 ه ، والمشاركة في مبادرة ” طريق مكة ” إذ وضعت مع الجهات المشاركة في تنفيذ هذه المبادرة خطة تشغيلية متكاملة تهدف لتنفيذ أرقى الخدمات لضيوف الرحمن وتسهيل إجراءات القدوم للحجاج وتقليص فترة إنهاء إجراءات القدوم والمغادرة لضيوف الرحمن، إلى جانب قيام الهيئة بتسخير كافة التجهيزات لاستقبال ضيوف الرحمن بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة العاملة بالمطارات، كما عملت إلى تحسين خدمات ضيوف الرحمن القادمين جوا وتسخير كل الإمكانيات في صالتي الحج والعمرة لخدمة ضيوف الرحمن وتوفير سبل الراحة والسرعة في إجراءات السفر عبر مطاري الملك عبد العزيز الدولي في جدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدنية المنورة، بالإضافة لمجمع صالات الحج والعمرة، بهدف تسهيل إجراءات القدوم والمغادرة لضيوف الرحمن، كما وفرت كافة التجهيزات لاستقبال ضيوف الرحمن بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة العاملة بالمطارات. وعلى صعيد تقديم وتوفير أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لهم وفق أحدث المعايير العالمية، أطلقت الهيئة خطة عمل مشتركة مع وزارة الحج والعمرة بهدف تحقيق أحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030، باستقبال 30 مليون معتمر، وتحسين تجربتهم وإثرائها، لتكون ذات جودة وقيمة عالية. ومن منطلق حرص على الهيئة على خدمة المسافرين أطلقت لائحة حماية العملاء من خلال مبادرة “حقك محفوظ” التي تهدف لتثقيف وتوعية المسافرين بحقوقهم، وما صاحبها من حملات وأنشطة تثقيفية لتوعية المسافرين بحقوقهم، منها تنظيم ملتقى الطيران المدني بالرياض بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة بهدف تحسين تجربة المسافرين في مطارات المملكة، ومناقشة أبرز الأساليب والآليات التي تسهم في تحقيق التعاون الأمثل بين جميع الأطراف ذات العلاقة من أجل رفع مستوى الخدمات للمسافرين وفق المعايير المستهدفة. ونفذت الهيئة العشرات من ورش العمل بهدف تطوير العمل والرقي بتجربة المسافر ومناقشة القضايا المتعلقة بأمن وسلامة الطيران منها تنظيم ورشة عمل بعنوان ” الرقي بتجربة المسافر في عالم الطيران” وتهدف لتوعية مقدمي الخدمة في المطارات للرقي بتجربة المسافر، ورفع مستوى الخدمات وفق أفضل المعايير العالمية، وتنفيذ ورشة تعريفية لشرح أحكام اللائحة التنفيذية لحماية حقوق العملاء بهدف توعية كافة المعنيين بالمطارات عن أفضل السبل لحماية حقوق المسافرين. وحرصا من الهيئة على رفع مستوى الخدمات، أطلقت مشروع النموذج الموحد للمطارات {الجوف، القريات، القنفذة} الذي يأتي تماشيا مع رؤية الهيئة في بناء منظومة مطارات حديثة بخدمات عصرية ومتقدمة، وبدأتها في توفير عامل الجهد والوقت والتكلفة حيث تحتوي على ثلاثة نماذج للأحجام “كبير ووسط وصغير” ويبلغ كاونترات إجراءات السفر ما بين 17 كاونترا و4 كاونترات للجوازات في منطقة المغادرة و6 كاونترات للجوازات في منطقة القدوم و4 جسور للركاب. وفي إطار الاهتمام بمرافق وخدمات الطيران الخاص في مطارات المملكة وتقديم أفضل الخدمات المقدمة للمستفيدين، تم تدشين صالة الطيران الخاص الجديدة بمطار الملك خالد الدولي بالرياض، الذي يعد جزء من برنامج الخصخصة لتطوير قدرات المطار، حيث تم إنجازه خلال 60 يوماً وبواقع 36 ألف ساعة عمل، ويقع على مساحة 3000 متر وبلغت أطوال الاسفلت حوالي 3 كيلو مترات، فيما بلغت مساحة المسطحات الخضراء 15 ألف متر. وفي خطوة لتجسيد الدور الريادي إقليميا ودوليا ترأست المملكة ممثلة في الهيئة العامة للطيران المدني أربع لجان فنية من أصل خمس لجان في المنظمة العربية للطيران المدني، ويأتي لما تحظى به المملكة ممثلة بالهيئة من ثقة دولية؛ إذ تعد المملكة من أكبر الداعمين للمنظمات الدولية، ومن الدول السبّاقة في دعم صناعة الطيران المدني، وتسعى إلى تطوير شتى مجالات هذه الصناعة. وترأست المملكة لجنة الملاحة الجوية بمجلس التعاون لدول الخليج العربي، حيث اختير ممثل الهيئة العامة للطيران المدني في لجنة الملاحة الجوية بمجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربي رئيسا للجنة بالإجماع، وذلك خلال الاجتماع الثالث عشر للجنة الملاحة الجوية الذي عقد في دولة الكويت، ويؤكد الاختيار حرص المملكة على تفعيل العمل الخليجي المشترك من خلال اللجان القائمة، وبهذا الاختيار ستستمر المملكة في رئاسة اللجنة للفترة القادمة، فضلا عن ترأسها للجنة خلال الفترات السابقة. ولم يقتصر نشاط وإنجازات الهيئة محليا بل امتد دوليا حيث زار وفدُ من الهيئة العامة للطيران المدني برئاسة معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأستاذ عبد الحكيم بن محمد التميمي الولاياتالمتحدةالأمريكية، التقوا خلالها مجموعة من المسئولين في مجال الطيران والنقل الجوي بعددٍ من الولاياتالأمريكية، وإثر هذه الزيارة وقعت الهيئة مع إدارة الطيران الفيدرالي بالولاياتالمتحدةالأمريكية مذكّرة تفاهم لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجالات الطيران المدني ومذكرة أخرى تهدف إلى التأهيل والتدريب وبناء القدرات في مختلف قطاعات الطيران وفي مجال السلامة والأمن وحماية البيئة في النقل الجوي، بالإضافة لتحسين عمليات الطيران المدني والاطلاع على أحدث التقنيات وأفضل الممارسات في مختلف قطاعات الطيران المدني، واجتمعت مع كبار المسئولين لأكثر من 50 شركة أمريكية متخصصة في الطيران المدني إلى جانب اجتماعات أخرى مع شركات متخصصة في بناء المطارات والخدمات الاستشارية المرتبطة بمجالات الطيران المدني وصناعة النقل الجوي بالمملكة. وفي بريطانيا.. نظمت الهيئة بالتعاون مع مجلس الأعمال السعودي – البريطاني اجتماع الطاولة المستديرة مع كبرى الشركات البريطانية في مجال الطيران المدني لبحث ومناقشة الأنشطة المتخصصة بقطاع الطيران في المملكة، واستعراض الفرص الاستثمارية الممكنة في قطاع الطيران المدني التي تتواكب مع رؤية المملكة 2030، ومستجدّات البيئة الاستثمارية ومشروعات الخصخصة المتاحة بهذا المجال. وفي كينيا.. أبرمت الهيئة حزمة من الاتفاقيات الاستراتيجية في مؤتمر الإيكان، مع عددٍ من الدول في مختلف قارات العالم وذلك على هامش المؤتمر الحادي عشر لمفاوضات الخدمات الجوية الذي عُقد في العاصمة الكينية نيروبي. وفي مملكة البحرين.. وقعت الهيئة اتفاقية خدمات جوية مع مملكة البحرين، خلال فعاليات معرض الطيران الدولي 2018م اتفاقية الخدمات الجوية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة تقنية الفضائية بهدف تعزيز مكانة المملكة على المستوى الاقليمي والدولي. وعلى صعيد الأنشطة نظمت هيئة الطيران المدني وبالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، منتدى قمة السلامة الرابع في الشرق الأوسط الذي ناقش السلامة الجوية وتحدياتها، وترأس معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، الاجتماع الأول للجنة التنفيذية للمنظمة الإقليمية لمراقبة السلامة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمشاركة رؤساء هيئات الطيران المدني بالدول الأعضاء والمكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للطيران المدني الإيكاو والمنظمة العربية للطيران المدني، وذلك بمدينة الرياض. وشاركت هيئة الطيران المدني في المؤتمر الثالث عشر للملاحة الجوية الذي تنظمه منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، حيث ناقش المؤتمر تحديث الخطة العالمية للملاحة والسلامة، لمراعاة التحديات الناشئة في منظومة الملاحة الجوية. ونتيجة لهذه الإنجازات والمبادرات التي عملت عليها هيئة الطيران المدني توجت بالحصول على شهادة الآيزو (ISO 9001:2015) ) في مجال إدارة الجودة، المعترف بها دولياً والتي تتضمن المعايير العالمية لإدارة الجودة, نظير تميز بيئة العمل بجميع القطاعات والإدارات التابعة للهيئة، والكفاءة العالية للكوادر والإلمام والمعرفة بطبيعة العمل، بالإضافة إلى اعتماد الهيئة بشكل كبير على التقنية واستخدام الإدارة الإلكترونية في إجراءاتها وأداء مهامها، وتوافق أعمال وإجراءات الهيئة مع كافة المعايير المحلية والدولية وتوثيقها وتطبيقها.