شاكر الحارثي* في ال 23 من سبتمبر في كل عام تحتفل المملكة العربية السعودية بذكرى اليوم الوطني لتأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آلِ سعود رحمه الله ؛ وهذا التاريخ يعود إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك عبد العزيز برقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351 ه، ويقضي بتحويل اسم الدولة من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) إلى المملكة العربية السعودية، ابتداءً من يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351 ه الموافق للأول من الميزان ويقابل يوم 23 سبتمبر 1932م اليوم الوطني يمثل لنا كسعوديين يوم فخرٍ وعزٍ لوطن طالما قدم الكثير لأبناءه وبناته في كل المجالات المتنوعة ؛ يومٌ نستذكر فيه بناء هذا المجد وهذا التاريخ المليء بالمنجزات لنروي لأبنائنا قصص الكفاح والبطولات بدءً من عهد مؤسس البلاد رحمه الله الذي رسم مستقبل هذه البلاد على صهوات الخيل وظهور الإبل، فما أجملها من ذكرى وما أروع أن نعيشها بقوة وفخر وأمن ورخاء. وهذا الاحتفاء يأتي ترسيخاً للاعتزاز بالدين والولاء للمليك والانتماء للوطن وتنمية للقيم الوطنية وانطلاقاً من رؤية المملكة 2030 المتضمنة تنمية القيم الإيجابية وبما شهدته البلاد من تحولات و إصلاحات نهضوية تؤكد بأننا أمام مستقبل باهر ستضاهي به السعودية الأمم والحضارات اليوم الوطنيّ هو أحد أهم المناسبات الوطنية التي يحتفل بها الشعب السعودي تعبيراً عن مدى حبّهم لبعضهم البعض ولحكامهم، مع ضرورة الحفاظ على كافة مفاهيم الوحدة، والودّ، والسلام، والتآخي بين مختلف الفئات من أبناء المجتمع. تعيش المملكة نهضةً كبيرة في مجالات متنوعة وتطورات دائمة ومتسارعة وخطط واعدة بالخير والنماء ولعل أهم مرتكز نتحدث عنه في أي دولة بالعالم هو الأمن، فالمملكة العربية السعودية كل أيامها أعياد وطمأنينة وهدوء ورخاء ولله الحمد رغم مايحيط بها من اضطرابات سياسية متنوعة- إلا أن بلادنا بفضل الله ثم بفضل حنكة قيادتها تسير قُدماً لصناعة مستقبل زاهر مليء بالآمال والطموحات التي لا حد لها وفق ما تضمنته رؤيتها المستقبلية الواعدة فإشراقة كل يوم تبشرنا بأن الوطن يمضي قُدماً بلا عراقيل ومنغصات نحو تنمية ننعم بها. المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لم يترك لنا وطناً تحفه المخاطر والعنصرية والطائفية، إنما ترك لنا واحة من الأمن والاستقرار والتماسك والنمو والالتفاف بأيدٍ أمينة وسار على نهجه أبناؤه الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله والآن عهد سلمان الحزم ومحمد العزم، فعلينا أن نكون أوفياء فخورين مدافعين منتجين وفاعلين ومحافظين على أرضنا وطاعة ولي أمرنا؛ ومنح وطننا العطاء حتى يصبح فخراً لنا بين الأمم . سر ياوطني للمجد والعلياء ونحن خلفك فخورين بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاهٍ وغدٍ مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبح له مكانة كبيرة بين الأمم وفق منطلقات وثوابت قيّمة ما زلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه في غدٍ واعد – إن شاء الله – من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل ما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية وكرامة المواطن.