عصام بن شرف المالكي يظل يوم الثالث والعشرين من سبتمبر 1932م يومًا خالدًا في سمع التاريخ، وهو اليوم الذي أصدر فيه الملك عبدالعزيز رحمه الله مرسومه الملكي رقم 2716 بتاريخ 17 جمادى الأولى 1351ه بتأسيس (المملكة العربية السعودية). إنّ اليوم الوطني للمملكة يستحضرُ في ذاكرتنا ذكرى التأسيس والوحدة والعزيمة الصلبة على النَّصْر، وإحراز التقدُّم والاستقرار والرخاء الذي نشهده يومًا بعد يومٍ، إنّه يومٌ تنادينا فيه كلمات نشيدنا الوطني بالإقدام والعِزَّة: سارعي للمجد والعلياء.. مجِّدي لخالِق السماء.. وارفعي الخفَّاقَ أخضر.. يحمل النُّور المُسطَّر.. ردِّدي: الله أكبر .. يا موطِني.. موطِني، عِشْتَ فَخْرَ المسلمين.. عاشَ الملِكْ، للعلم والوَطَن.. إنَّه يومٌ نعيد فيه تجديد البيعة والقَسَم والولاء لمملكتنا الحبيبة وقيادتها الحكيمة، يومٌ نُسَطِّرُ فيه الأمجاد، ونستحضِرُ فيه تاريخ أمتنا العظيم، يومٌ للحُبِّ والوفاء، يومٌ نربط فيه ماضينا بحاضِرنا، ونستشرفُ فيه مُسْتقبلَنا الواعِد، إنَّه يوم أُمَّة مُترابِطَة مُوحَّدَة. إنَّ يومَنا الوطَنِي يومٌ نَرفَعُ فيه علمَ التوحيد الأخضر خَفَّاقًا، وسيبقى خَفَّاقًا في الآفاق، يومٌ نَمْلكُ فيه الرؤى، ونُحقِّقُ فيه الأحلامَ، يومٌ نُواجِه فيه التحدّيات بالالتفاف حكومة وشعبًا، مواطنين وقيادة؛ لإعلاء مصالِح أُمَّتِنا. إنَّ يومَنا الوطَنِي، يوم عِزٍّ وفَخار، يوم مَجْدٍ وانتصار، يومُ عطاءٍ وبناء، يوم تضحية وفِداء، يوم أمْنٍ ورَخَاء، فلْنَستَعِدْ أيامَ مَجْدِنا، ونستهدي برُوح وَحدتنا في رَسْمِ صورة أكثر إشراقًا لِمستَقبلِنا. إنَّ روح سبتمبر، وأجواء الأشْهُر الحُرُم بما تحمله من نسائم إيمانيَّة تربطُ على قلوبنا، وتُحيي نفوسنا، وتجعلنا أكثر يقينًا بأنَّ النّصْرَ والتَّمكين للبلدِ الأمين، الذي تعاهَد قادتُه وبنوه على خِدمَةِ بيتِهِ الحرام، ورعاية ضيوفه، فكانتْ دَعوةُ إبراهيم عليه السلام مُدَّخَرةٌ لهم بتحقُّقِ الأمنِ ورَغدِ العيشِ. في يومنا الوطني، لا ننسى أن نهنئ قيادتنا الحكيمة، الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وولي عهده الأمين، سمو الأمير محمد بن نايف حفظه الله، وولي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان وفقه الله، وأن نهنئ شعبنا وأمّتنا، وأنْ نكون على العهْدِ دائمًا، بالحقِّ صادعين، وفي وجه التحديات صامدين، ولأوطاننا باذلينَ الحُبّ والعطاء.