انطلقت فعاليات مسرح المتحدثين التي يجري تنظيمها ضمن ملتقى "شغف2" في الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة، وتحكي قصصاً لأعمال شهيرة بدأت بأفكار صغيرة، حملها شغف أصحابها لتحقيق نجاحات مشهودة، متجاوزة كل التحديات والعقبات. وذكر بندر المطلق وهو منظم "تيدكس جدة" مؤسس مجموعة عربيون الإبداعية، إن بداية الطريق إلى النجاح تنطلق من الإجابة على سؤالك عن هدفك الذي تسعى إلى تحقيقه، موضحاً أن العثور على هذا السبب أو الهدف ثم تحويله إلى شغف يضع الإنسان على الخطوات الأولى في طريق التفوق. واعتبر المطلق أن الشغف، مزيج من فعل الإنسان ما يجيد فعلاً وما يحبه، ناصحاً من يريد النجاح بمحاولة التميز والبعد عن الأفكار التقليدية واكتشاف المواهب وتطويرها، وأن يكون للإنسان رسالة في ما يريد فعله أو تقديمه. وتضمنت فعاليات المسرح، جلسة حوار ناقشت دعم وتمويل المشاريع الناشئة، بحضور كل من الدكتورة سمر خان عميد كلية الأعمال بجامعة عفت، وفالح الذبياني الصحافي والمتخصص في التسويق الالكتروني، وتغريد السراج المستشارة في مجال رياد الأعمال والتعليم والمحكمة الدولية، وفواز خياط مدير برنامج كفالة تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة في البنك الأهلي. وتطرقت الدكتور سمر خان إلى أهمية دور المؤسسات التعليمية في تصحيح المفاهيم المتعلقة بريادة الأعمال بما يسهم في تطور أفكارها وبيئتها. واتفق حضور الورشة على أن العائق الأهم أمام نجاح المشروعات الناشئة هو وجود الأفكار الجيدة القابلة للتطبيق وليس نقص التمويل، إذ شدد الذبياني على أن غياب الفكرة الخلاّقة هو العائق الأكبر أمام نجاح أي مشروع ناشئ، وهو ما يحدد مصيره وتفوقه، وهو ما أكده خياط بقوله: إن الكثير من أصحاب رؤوس الأموال لم يتمكنوا من تقديم أو ابتكار أفكاراً يمكن تحويلها إلى أعمال ناجحة. وشددت السراج في هذا السياق على ضرورة أخذ زمام المبادرة، وعدم الانتظار أو التردد، ونصحت باختيار مسرعات الأعمال في بداية المشروعات لأنها الأفضل من ناحية التمويل وتجنب القروض ما أمكن ذلك. وعلى مسرح المتحدثين، قدم المصمم عمر عاشور خلاصة تجربته أمام حضور ملتقى "شغف2″، واستعرض مسيرته في تصميم الثوب السعودي، ومحاولاته للابتكار والتجديد وطرق جوانب جريئة في تصاميمه. ولفت إلى أن شغفه هو الابتكار والتفوق في التصاميم، وطموحه تقديم الزي السعودي في أبهى صوره وصولاً إلى تسويقه وتصديره عالمياً. ونصح عاشور حضور الملتقى بمواصلة الشغف وعدم التوقف عن الطموح، والاستمرار في العمل مهما كانت الصعوبات، عارضاً تجربته في مواجهة بعض التحديات الكبيرة خلال مسيرته، إلا أنها لم تثنه عن المواصلة والنجاح. وتحدثت بعد ذلك، مصممة الأزياء المستشارة وخبيرة المظهر أفنان زغبي عن شغفها بالرسم الذي قادها للتخلي عن الوظيفة المرموقة في إحدى الشركات العقارية الكبرى، وتغيير مسار حياتها بالكامل باتباع شغفها والسعي لتطوير مهاراتها فيه. ونوهت إلى ضرورة وجود البيئة الداعمة في البدايات، إلا أنها أكدت أن غياب الدعم لا يعني التوقف، بل يجب على الإنسان أن يخلق دافعه الذاتي، ويدعم طموحه بنفسه حتى يصل إلى تحقيق أهدافه. في حين استعرض سلطان بتاوي مقدم برنامج "شيء تك" التقني، تعريفه الخاص للشغف، معتبراً أنه علاقة خاصة بين الحب والتعلم. ولفت إلى ضرورة وجود البيئة الحاضنة للإبداع المحفزة على التعلم في اكتشاف الإنسان لشغفه في وقت مبكر والسعي وراءه. وقال إن مفاتيح النجاح بالنسبة إليه كانت بداية بالإيمان بالأحلام، ثم مواجهة المخاوف وتحديات البدايات، إضافة إلى مواصلة التعلم والتدرب واكتساب الخبرات، واستثمار الانسان لاختلافه وتميزه وأصالة أفكاره. وشهد ختام مسرح المتحدثين، عروض ارتجالية قدمها نجوم "الكوميدي كلوب" بمشاركة حضور الملتقى. رئيس مجلس إدارة غرفة مكةالمكرمة هشام بن محمد كعكي وعدد من أعضاء مجلس الإدارة كرموا المتحدثين وحضور جلسة الحوار ومقدمي الفقرات المتنوعة.