أ. غادة بصراوي* يتبادر لذهن من يسمع كلمة "الفصام" أن المقصود هو نفسه اضطراب " الشخصية الانفصامية" المعروف سابقا باضطراب تعدد الشخصيات الذي تناولته السينما العربية قديما ، والحقيقة العلمية أن هذا معتقد خاطئ وهناك فرق ما بين المرضين، وسأتحدث في هذا المقال عن مرض الفصام كثقافة عامة لتناسب جميع القراء. ما هو الفصام ..هو مرض عقلي حاد يتصف بالتفكك أو التفكير غير المنطقي ،كلام وتصرفات غريبة، وضلالات أو هلاوس مثل سماع الأصوات . ويبدأ عادة في سن البلوغ ويكون تشخيص الفصام بتحديد الأعراض الإيجابية التي تمتاز بأنها واضحة للعيان وأيضاً الأعراض السلبية التي لايمكن ملاحظتها بسهولة. وتصنف الأعراض الإيجابية إلى عرض الأوهام مثل الضلالات و المعتقدات الخاطئة الثابتة، وعرض الهلوسة كالبصرية والسمعية والحسية، وعرض التفكير غير منظم، وعرض السلوك الحركي الغير طبيعي حيث يعبر عن نفسه في سلوكياته اليومية بشكل غير متماشي مع الأنشطة اليومية. أما الأعراض السلبية فتصنف إلى عرض تقلص التعبير العاطفي كإنخفاض في التواصل الجسدي، وعرض انعدام الإرادة كإظهار القليل من الاهتمام في مشاركة العمل أو الأنشطة الاجتماعية، وعرض انعدام التلذذ كإنخفاض في التفاعل مع المتع الإيجابية تلعب مجموعة من العوامل الجينية والبيئية دورا هاما في تطور الفصام وتتفاوت التقديرات المتعلقة بقابلية الانتقال بالوراثة نظرا لصعوبة الفصل بين الآثار الجينية والبيئية ولكن تم التقدير بنسبة متوسطة %0.80 وتتجاوز نسبة المصابين بالفصام في المملكة العربية السعودية حوالي 200ألف مصاب بشكل تقديري وليست هناك إحصاءات أكيدة تؤكد هذا العدد. والعلاج الأساسي للفصام هو الادوية المضادة للذهان وغالبا مع الدعم النفسي والاجتماعي، وقد يتم اللجوء الى الإيداع بالمستشفى بصورة غير طوعية في حالة النوبات الشديدة وتكون تكلفتها باهظة بالإضافة الى تكلفة التشخيص الذي يتراوح بين 300 إلى 700 ريال والأدوية الموصوفة على حسب شدة الحالة قد تكلف حوالي 100 الى 350 ريال والعلاج السلوكي قد يقلل من خطر الذهان ،وهناك تدبير وقائي آخر ينصح به الا وهو تجنب المخدرات المرتبطة بظهور اعراض الفصام حيث تبلغ نسبة الفصاميين من مدمني المخدرات والكحول 50% من إجمالي الفصاميين على الرغم من عدم الاعتقاد عموما بأنه مسبب للمرض. * أخصائية نفسية