سيتردد المتابع للإعلام الجديد في محافظة الطائف في اختيار الحساب الذي سيثق به ويُعجب في طرحه عندما يتفاجأ بكثرة الحسابات المقترنة باسم المحافظة، وسيرى أنّ هذه الحسابات تختلف في مضمونها وأهدافها وما تقدّمه بين مُبدعٍ يبحث عن الجديد والمفيد، وآخر يكرّر ما عند الآخرين بعيداً عن الإبداع والابتكار، بل وقد يصل الحال ببعضهم إلى أن يصبح منصة للنقد فقط وكأنّ الطائف خالية من الأمور الإيجابية ومن المبدعين، مع أنّ الأخبار تكشف لنا يوماً بعد آخر إنجازاتٍ لأبناء الطائف وبناته في مختلف المجالات، ولن يعجز المتابع لبعض الحسابات من تصنيف بعضها على أنّها ذات قيمة ورسالة وهدف، والأخرى على أنّها تفرّغت للدعاية والإعلان وهو حقٌّ مُكتسبٌ لكل حساب بشرط أن تكون صادقة مع المتابعين فيما تُعلن عنه. وللحكم على ما تقدّمه حسابات التواصل الاجتماعي عبر منصاته المختلفة تمّ طرح بعض الأسئلة على عدد من أبرز الحسابات التي يتابعها أهالي الطائف وغيرهم من المدن المجاورة، حول ما يتمّ تقديمه عبر هذه الحسابات وهل يتوازى مضموناً مع ما يحصل عليه أًصحابها من شهرة وأموال مقابل الإعلانات والدعوات التي يحصلون عليها، بالإضافة إلى المسؤولية العظيمة التي تقع على عاتق أصحاب الحسابات نتيجة ارتباطهم المباشر وغير المباشر بمحافظة الطائف وماهي الخطوات العملية التي يقومون بها لإبراز محافظة الطائف وتحسين صورتها في أذهان الناس بعد أن تشوّهت لفترة من الزمن لأسباب كثيرة ليس المجال لحصرها، وهنا يجيب مدير المركز الإعلامي السابق لنادي وج وأحد أشهر الأسماء المعروفة في محافظة الطائف مبارك العدواني والمعروف باسم (ابن الطائف البارّ) حيث يقول: (مواقع التواصل الاجتماعي لا تكون سبباً في شهرة شخصٍ ما، مالم يكن هناك عمل على أرض الواقع من خدمة وتقديم المفيد في كافة المجالات التي أُوكِلَتْ له أو قام بها وأصبح مطلباً لها، وفيما يخصُّ الإعلانات بالنسبة لي فهي في أضيق الحدود وغالبا تكون دعماً وتشجيعاً لشباب وأبناء المحافظة، وبالنسبة لاقتران اسمي بالطائف فجميع الحسابات التابعة لي في مواقع التواصل فهي باسمي الشخصي ولكنَّ وجودي في الطائف بصفتي من أهلها يحتم عليَّ الحديث عنها وتغطية مواقعها السياحية التي أكون متواجداً فيها، ولكن من الضروري لكل من اقترن حسابه بالطائف أن يكون على قدر المسؤولية ويسعى لتقديم الجديد وإظهار الجانب المشرق لها وهم كثر وأتابعهم ولله الحمد ) فيما أجاب عبدالعزيز الزهراني – مالك حساب عدسة الطائف – بقوله: ( ما أقدّمه لا يتوازى مع ما اكتسبته سواءً من شهرة أو مقابل مادّي ، فرأيي أنّ ما أقدّمه أكثر مما اكتسبه من حيث الجهد والوقت والبحث عن المحتوى ومحاولة إيجاد الجديد والمفيد، واقتران الحساب باسم المحافظة لا شك أنّه يجعل المسؤولية والأمانة كبيرة ومن الضروري أن يكون المحتوى في إطار ما يخص المحافظة أمّا الخطوات العملية التي أقوم بها من خلال حسابي فهي تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها خصوصاً من ناحية إبراز جماليات المحافظة والتعرف على كل مميز فيها ونقل صورة شبه يومية عن الأجواء وآخر الأخبار اللي تهم الأهالي ) . من جانبه يرى صابر العصيمي – مالك حساب هنا الغربية – أنَّ أهم هدف لفتح الحساب هو تقديم المفيد والنافع للآخرين، بالإضافة إلى السعي من خلاله لتحقيق ما يريده المتابعون ويطلبونه، خصوصاً فيما يبحثون عنه ويرغبون بتوضيحه، وأضاف العصيمي قائلاً: (أسعى من خلال الحساب لنقل صورة عن الأماكن والمرافق المميزة في الغربية لأساعد كل من يرغب بزيارة المنطقة، أمَّا فيما يتعلق بالمردود المالي من خلال الحساب فليس هدفاً أساسياً، وإن حصل الإعلان فلن يكون إلا لشيءٍ متميز يخدم المتابعين ويرضي ذائقتهم، وليس من طبع حسابنا أن نعلن عن أي شيء، فالمتابعين لهم حق عليَّ ومن حقهم ألا أعلن إلا بما يليق بهم، ومن أهم ميزات حسابي أنه لم يرتبط بمحافظة معينة، فالغربية تشمل الطائف ومكة وجدة والمراكز الأخرى ولن يتردد الحساب في خدمة أهل كل هذه المراكز، ويسعى الحساب لنقل الجميل فقط ومعالجة السلبي بعيداً عن التشهير والتضخيم، وختاماً فقد تغيّرت نظرة الناس كثيراً عن محافظة الطائف وغيرها وأصبح واضحاً للناس الصورة الحقيقية لمحافظة الطائف ولعل أهم العوامل التي ساهمت في إظهار جمال المحافظة والمنطقة هي وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها تطبيق السناب شات، فشكراً لكل من ساهم بسنابه في نقل الجميل والحسن) . أمّا ماجد عسيري – مالك حساب كلنا الطائف – فيرى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي قنبلة موقوتة إذا لم تستخدم بالشكل الصحيح، فتأثيرها كبير جداً على المجتمعات والأوطان صغيرها وكبيرها، ويقول العسيري: ( من وسائل التواصل الاجتماعي كانت انطلاقتي لخدمة محافظتي الطائف وبدأت منذ ما يقارب السنتين بالعمل جاهداً على إظهار أبرز ما تتميز به وذلك بالمشاركة في كل ما يخصها من احتفالات ومهرجانات ومبادرات ومحافل وطنية، وإيصال صوت مواطنيها للمسؤولين وإيجاد الحلول لهم بقدر المستطاع، وقد اتخذ الحساب نهج المصداقية في نقل الحدث، وهذا ما جعل للحساب ظهور وتميز عند المتلقي، ولا أقول هنا أنّي وصلت إلى طريق الشهرة ولم تكن الشهرة غاية أسعى إليها بقدر غايتي لإظهار الطائف بأجمل صورة وخدمة أهله بشتى الوسائل، وبالنسبة لأصحاب الإعلانات التجارية فهم أيضاً أبناء محافظتي وأسعى لخدمتهم من خلال دعمهم بالحساب سواءً كان ذلك بمقابل أو بدون مقابل كما أن الحساب ليس حساباً شخصياً، بل حساب يحمل اسم ( كلنا الطائف ) فهو لأهل الطائف أجمع، وكان للحساب وقفته مع جنودنا البواسل على الحدود، فهم يبذلون أرواحهم دفاعاً عن الوطن ويجب علينا دعمهم ومؤازرتهم ورفع معنوياتهم والدعاء لهم حتى تزول هذه الغمة بإذن الله تعالى) . ويختم العسيري: ( منذ تأسيس الحساب واقترانه باسم المحافظة وكل ما قدمه وسيقدمه الحساب هو السعي لإظهار الطائف بالشكل الذي يليق به على جميع الأصعدة وفي كافة المجالات ومن الخطوات العملية التي أنوي القيام بها إقامة بعض المبادرات الخاصة والتي سوف يعلن عنها لاحقاً بعد الانتهاء من دراستها ليعم نفعها الجميع بإذن الله تعالى ) . وفي مقابل الإعلام الجديد أو ( السوشل ميديا ) استمعنا إلى وجهات نظر عدد من أصحاب الخبرة الواسعة في الإعلام التقليدي أو الصحافي والأسماء المؤثرة في المحافظة، لمعرفة آرائهم فيما قدّمه الإعلام الجديد للمحافظة، وكذلك فيما أصبح ملحوظاً مؤخراً وتحديداً في برنامج التواصل الاجتماعي ( تويتر ) حيث أصبح اسم الطائف يتردد كثيراً في قائمة ( الترند ) ، بالإضافة إلى كثُرة الحسابات المقترنة في اسمها بمحافظة الطائف وتأثير ذلك على المحافظة وسمعتها. وهنا يتحدث أحد أبرز الأسماء الإعلامية في الطائف وهو رئيس تحرير مجلة الطائف والصحافي المعروف بصحيفة عكاظ محمد سعيد الزهراني قائلاً: ( لا أحد ينكر تأثير الإعلام الجديد بكافة مواقعه على الرأي العام، والطائف واحدة من المدن التي تأثرت بذلك، أو كأكثر المدن.. ولكن السؤال هنا ما هو نوع التأثير هل هو إيجابي أم سلبي، وأرى أنَّ القضية نسبية، ولكن كثرتها كان له تأثير سلبي أكثر نوعاً ما، مع عدم إنكارنا لدورها وتأثيرها الإيجابي، ومن أكثر السلبيات التي أراها في وسائل التواصل الاجتماعي هو ربط اسم الطائف بالهاشتاقات وخاصة السلبية منها، وكأنّ اسم الطائف أصبح ماركة لذلك، وهذا الشيء لا نراه في هاشتاقات المدن الأخرى إلا نادراً، وبالنسبة للإعلانات فإعلامياً لا يوجد دعاية سيئة، لكن يجب احتواء هذه الحسابات وتوجيهها التوجيه الصحيح، مع احتفاظها بسياستها وآرائها ) . فيما يرى الإعلامي والكاتب المعروف فهد القرشي أنّ الإعلام الجديد حسّن كثيراً من الصورة الذهنية السلبية المأخوذة عن الطائف، ووصول اسم محافظة الورد في قائمة الترند بشكل مستمر وبطرح هادف ومعلومات وصور جميلة شيء يسعدني على المستوى الشخصي ويسعد كل شخص محب لمدينته، وكثرة الحسابات التي تحمل اسم الطائف يقدم لي كمتلقي العديد من الخيارات فأتابع الطرح الذي يناسبني وأعرض عما لا يروق لي رغم أنه قد يروق لغيري .. من جانبه تحدّث المحرر بصحيفة المدينة والذي أطلق على الطائف لقب ( باريس الحجاز) الصحافي عبدالرحمن المنصوري: ( الإعلام الجديد هو ضرورة زمن، وهناك من اتخذه موضة زمن، وجاء لا ليقدم رسالة الإعلامي الحقيقي وإنما جاء ليرضي نزعة داخلية أن يكون إعلامياً، وبالتالي أغراه الاسم والحصول عليه قبل أن يعي ماهية رسالة الإعلامي، وهذا لا يُلغي أنّ هناك أسماءً وحسابات قدّمت للمحافظة ما يبهج ويثلج الصدر من خلال الفعاليات وتقديم مادة إعلامية لا إعلانية وبالتالي عرف الناس الطائف أكثر وعرفوا معالمها وما تحتضنه من فعاليات ومن تراث ثقافي وتاريخي وتراثي وشعبي، وما يتعلق بوصول الطائف مؤخراً لقائمة ( الترند ) فالأمر يختلف حيث أنّ الذي يحمل قضية جوهرية وتخدم المجتمع أو تكون بطاقة تعريف للطائف أوإنجاز لأبنائه فهو شيء جميل، ولكنّ بعض العناوين التي لا تخدم الطائف وتكون مقترحةً من شخصٍ ما ، وبنظام ( الفزعة ) يصل الترند وبأسماء وهمية فهذا لا يخدم الطائف، أمّا الحسابات فرأيي أنّها تمثل أصحابها أولاً فكراً وتوجهاً وهدفاً، ومن حمل الانتماء الحقيقي للطائف وللإعلام ورسالته سيكون مؤثراً ومُقدَّراً، وجميل أن تكثر الحسابات وأن يبحث كل منها عن التفرد والتجديد، وهذه سمات تحملها بعض الحسابات، وإن كان البعض متشابهاً في الطرح والتناول وكأنها تصور من زاوية واحدة، فالتعدد إيجابي والتفرد أمنية، وأتمنى أن يكون هناك تنظيم، فاليوم الكسب المادي طغى على المادة الإعلامية وبالتالي فَقَدَ الإعلامُ الجديدُ رسالتَه … وجاء تعليق المرشد السياحي المعروف أحمد الجعيد من زاوية سياحية بقوله: الإعلام الجديد هو مرآة المجتمع في عصرنا الحالي، حيث ينقل لنا جميع الأحداث والفعاليات مباشرة، ونحن في الطائف نفخر بوجود حسابات مميزة في التواصل الاجتماعي والتي لها دور مميز وكبير في نشر الأخبار والتسويق للمحافظة سياحياً وكذلك للتوعية وتوثيق الحدث، وأمّا وصول الطائف لقائمة الترند في وسائل التواصل فهو شيء إيجابي ونعتز به، ونتمنى استمرار تصدر محافظة الطائف في نشر الأخبار والتغطيات الإعلامية وهذا جزء من دور أبناء الطائف لرد الجميل لمدينتهم عاصمة المصائف، وكثرة الحسابات المرتبطة بمدينة أو حدث معين لن يساهم بشكل مناسب في خدمة هذه المدينة بل سيشتت الجهود، والتسويق والإعلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو علمٌ له أركانه وتنظيمه وفي حال التعاون وتوزيع الأدوار والتخطيط الجيد سنصل إلى نتائج مميزة تخدم مدينتنا الجميلة. ويرى مدير التحرير بصحيفة " سبق المملكة " عبدالعزيز الثقفي أنّ مواقع التواصل الاجتماعي كانت في بدايتها ممتازة جداً وتمّ دعمها من الجميع وبالأخص من قبل الإعلام الورقي والإلكتروني حتى وصلت للقمة، وبعد ذلك لم تعد تخدم المحافظة، بل تخدم مصالحهم الخاصة مثل الإعلانات أو أشخاص معينين، ووصول الطائف لقائمة ( الترند ) في تويتر شيء إيجابي للتعبير عن المطالبات وما يحتاجه أهالي المحافظة، ولكن للأسف البعض يدعم ( الهاشتاق ) بمقابل مادي للإساءة وهذا ما يحدث كثيراً ليس فقط في الطائف، بل أغلب الهاشتاقات تُدعم بمقابل مادي وحسابات وهمية وهذا خطر على المجتمع يجب الحد منه. وفيما يخصُّ كثُرة الحسابات المقترنة في اسمها بمحافظة الطائف، فعلى المستوى الشخصي وقبل فترة من الزمن طالبت الزملاء مُلاك ورؤساء تحرير الصحف بأنْ يتّحدوا في صحيفة واحده لكثرة الصحف الإلكترونية التي تخص الطائف وليكون تأثيرها قوياً للتعبير عن المحافظة، ولم يحدث هذا الأمر، ومن وجهة نظري فقد فشلت جميعاً، أمّا على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص " السناب شات " فكما ذكرت سابقاً أنّه قد تمّ دعمها ولكنّها وللأسف تحوّلت لدعم المصالح الشخصية، وأقترح على محافظ محافظة الطائف أن يُنشئ قسماً مختصاً بمواقع التواصل الاجتماعي يُعبّر عن الطائف بالشكل مميز وكذلك أن يُقلّص الحسابات التي لا تدعم المحافظة حتى لا يتمّ استغلال الاسم . وبعيداً عن دفاع أصحاب الحسابات عمّا يقدّمون، وهجوم منتقديهم عمّا تعرضه تلك الحسابات، فإنّ اختلاف توجهات المُتابعين لهذا الحساب أو ذاك، بين متابعٍ يبحث عن معلومة وآخر يبحث عن منظر وأجواء جميلة وثالث يبحث عن تسلية وترفيه ورابع يهتم بالإعلانات والتخفيضات، فأهم ما يجمع هؤلاء المتابعين أن يرى صورة تعكس الوجه الحقيقي لواحدة من أجمل مصائف المملكة طبيعةً، وتظهر ما يتميز به أهلها من جوانب مختلفة، وما تحمله هذه المحافظة من تاريخ عريق وتراث وحضارة.