للدكتور/سلمان حماد الغريبي في لحظة تاريخية مباركة سمع عنها القاصي والداني انطلقت حملة مباركة لتطهير بلاد مباركة من درن الفساد و سرطان العبث الذي تشعبت أورامه و تغلغلت في جسد تنمية الوطن والمواطن وتآكلت بسببه مدخرات وثروات…فساد وعبث طال و استفحل حتى نفذ صبر الحليم وهدر كسيلٍ كاسح لا تقف أمامه حصانة قرب او نسب أو سطوة مال وجاه..سيل يعرف طريقه جيدا ..فلا يجرف امامه إلا كل فاسدٍ ذو قلب حاقد و نفسٍ جائعة .. أما الرؤوس السامية المرفوعة للعُلا بكل شموخ وصدق وامانة وقلوب حية ونفوس نقية فهي مطمئنة واثقة أن لن يلحقها أذى.. ( كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) و في خضم ذلك السيل ظهرت حسابات عديدة تنشر معلومات و تسرب أخبار عن ما حدث..تلقفتها عقول الناس على كافة مستوياتهم بشغف واندفاع و تفاعل أعمى غاب معه الهدف الأساسي من الحملة وانصرف البعض إلى الهمز واللمز واثارة القبلية و العنصرية البغيضة والجنسيات والأصول وخلافه… فكان منها… إن لم تكن لي و الزمان شورم بروم ..فلا خير فيك والزمان ترللي..عبارة انتشرت كثيرا مؤخرا..فأصبح الناس يتناقلونها ويتداولونها في مجالسهم وعلى صفحات وحسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم والعامة … ويتناقلون معها اخبار ومعلومات لانعرف صدقها من كذبها..وأصبح البعض على وجل و رعب أن يذكر اسمه أو خبره وتنشر صورته في تلك الحسابات… فيامن تعديتم الستين من اعماركم مابقي لكم…؟!فحكم ضميرك وبرء ذمتك وأدي ماعليك في حساب إبراء الذمة قبل ان تسأل في الدنيا ناهيك عن سؤال يوم الدين امام الملك الديان الذي لاتخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء…بينما العلاج اخي الحبيب… متاح قبل الفوات والترياق معروف و سهل لمن أراد أن يسلم في الدنيا و الآخرة ولاخوف من مسؤول او شرم برم او برم شرم…حاسب نفسك قبل أن تُحاسب و أبرء ذمتك و ادي ما عليك و ما اكلت بلا وجه حق واذا سوئلت فقد اديت ماعليك بنفس طيبة صافية نقية وضمير مرتاح في حساب إبراء الذمة وعندها انت امام الله اولا ثم امام الخلق براء قبل ان توسئل ويحوم حوالك أي إشتباه…حتى لو اضطررت أن تأكل في النهاية كما كان يطلقها الناس العقلاء الحكماء قديماً خبزا حلالاً مع دقة وملح أو شَرِشو وهو خيار بالخل فهو والله امرأ لك و أطيب من الشهد و العسل المشبوه من صفقات وغش واحتيال واكل مال المسلمين المال العام دون وجه حق بقوة وضعك الوظيفي اياً كان والقانون الذي به يحصل الإختلاس والإحتيال…وتنام بعد ذلك ان صحي الضمير وكل شئ عاد كما كان قرير العين مرتاح الضمير والبال وتقابل ربك بقلب صافي ونقي وضمير مرتاح وعمل طيب متقبل إن شاءالله… فأوقظ نفسك اخي الحبيب من شرود ونوم طويل وعميق مر بك دونما فكر او صحوة ضمير ومن أنفاس عكرة كريهة كانت تلهث وراء المال الحرام وكل غش ومغشوس…وتنهدات حزينة تطلقها زفرات خوف من اعماق اعماقك صباح مساء وانت تعلم بأنك مدان مدان إن لم تكن امام الناس بعد ستر الله عليك فانت مدان امام الواحد القهار مع قروب أجلك وخاتمتك إما طيبة او سيئة كل حسب عمله فأصلحها قبل فوات الأوان قبل ان تطرح في غرفة تحت الأرض لاتزيد مساحتها عن مترين في متر ملوماً محسورا ورب يتولاك برحمته وعفوه وكرمه او بحسابه وعقابه وبعدها اما جنة ونعيم او نار فيها للأبد مقيم… فأعتبروا ياأُلي الألباب…فجميعنا على درجة واحدة دون إستثناء مسافرون وإلى ربنا لامحالة راجعون…والعبرة كيف يكون سفرنا هذا…؟!ومانحمل فيه من زاد ومن امتعة مليئة بحسنات وسيئات فيؤخذ من هذه الحسنات لغيرك ويطرح من تلك السيئات من غيرك وتضاف لك كلاً حسب عمله عند رب حسيب رقيب عدل قدير… والله من وراء القصد. ■وأخيراً■من أجمل الأشعار ألتي كُتبت عن التوبة نفعني الله وإياكم بها: أُعاتب نفسي أما هزها — بكاء الأحبة في سكرتي أما هزها الموت يأتي غدا — وما في كتابي سوى غفلتي أما هزها من فراش الثرى — ظلامٌ تزيد به وحشتي ندمتُ فجئتُ لكم تائباً — تسابقني بالأسى حسرتي أتيت وما لي سوا بابكم — فإن تطردنّي فوا ضيعتي إلهي أتيتُ بصدق الحنين — يناجيكَ بالتوبِ قلبٌ حزين إلهي أتيتكَ في أضلعي — إلى ساحةِ العفوِ شوقٌ دفين إلهي أتيتُ لكم تائباً — فألحق طريحكَ في التائبين أعنه على نفسهِ والهوى — فإن لم تعنه فمن ذا يُعين أتيتُ وما لي سوا بابكم — فرحماكَ يا ربي بالمذنبين أبوحُ إليكَ وأشكو إليك — حنانيكَ يا ربي إنا إليك أبوحُ إليك بما قد مضى — وأطرحُ قلبيَ بين يديك خُطاي الخطايا، ودربي الهوى — وما كانَ تُخفى دروبي عليك تراني فتُمهلني منَّةً — وتسترُ سودَ الخفايا لديك أتيتُ وما لي سوى بابكم — ولا ملتجى منكَ إلا إليك إلهي من لي إذا هالني — بجمعِ الخلائقِ يومَ الوعيد إذا أحرقت نارُكم أهلها — ونادت أيا ربي هل من مزيد إذا كلُ نفسٍ أتت معها — إلى ربها سائقٌ وشهيد وجئتكَ بالذنبِ أسعى به — مُخِفَ الموازين عبداً عنيد إلهي إلهي بمن أرتجي — وما غيرُ عفوِكَ عني أريد عبيدُك قد أوصدوا بابهم — وما لي سواكَ إله العبيد.