ما أجمل التصافي والتلاقي والتزاور والتراحم والتضامن والتكافل والمودة كلها معان سامية تغسل عن النفس أدرانها وتزيل عن الأرواح قتامتها وتمسح عن الأفئدة أوزارها معان رائعة.. أتى بها الإسلام الحنيف بتشريعاته السامية التي من شأنها أن تخلق إنسانا فريداً وتظهر على وجه الأرض مجتمعاً جديداً شامخاً تليداً وتلك الأخلاقيات والتشريعات تظهر بصورة جلية وتبدو بملامح بهيه في شهر الصوم الفضيل. ففي بلد الإسلام والمسلمين المملكة العربية السعودية..وبين أهلها الطائعين وذويها الصائمين ترى دلالات الإيمان هامات تنير الوجوه وتشاهد هالات الوقار والجلال تعلو الرؤوس وتلمح إمارات التآخي والصفاء تفيض بها القلوب. فالمساجد عاصة بالمصلين مزدحمة بالمرتادين تعلو منها دعوات المكبرين وتهليلات المهللين وتسبيحات المسبحين. طاعة له وطمعاً في رحمته وثوابه وأملاً في قبوله توبة التائبين ورجوع العاصين واستغفار المذنبين.. ومن لهم غير أرحم الراحمين؟! سبحانك ربي دعوت عبادك إلى طاعتك فأقبلوا وفتحت لهم باب التوبة فأتوا تحدوهم الآمال ويحفهم الرجاء في صفحك وعفوك ومغفرتك وثوابك وأنت الرحيم الرحمن خالقهم وأعلم بحالهم وضعفهم فلا تحرمهم وقد أتوا إلى بابك تائبين مستغفرين وأشملهم بعفوك يا أكرم الأكرمين. عبد المنعم العبد اللطيف