عبدالمحسن محمد الحارثي يحدث التحرش الجنسي من خلال القول أو الفعل أو الإيماءات والإيحاءات ذات الطابع الجنسي. لذا أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بِسن مشروع نظام لمكافحة التحرّش خلال ستين يوماً.. ويأتي هذا الأمر مُتزامنا مع الأمر السامي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة وفق شروط وضوابط ، واستخراج رُخصة سياقة للمرأة… الجدير بالذكر أنّ مجلس الشورى قد ناقش موضوع سن قانون ضد التحرّش وانتهى الأمر ما بين مُؤيد ومعارض ، ولم يرَ النور منذ ذلك الوقت حتى جاء أمر الملك بسن مشروع نظام ووضع قانون يحمي من التحرّش. ويعتبر التحرش الجنسي فِعلاً مشِيناً بكل المقاييس ، وهو عمل غير أخلاقي ، يدل على وجود مرض نفسي، وهو:( حُبّ الجنس العُنفي). والتحرّش الجنسي يُعتبر نوعاً من أنواع الاستئساد أو التنمّر على الغير، وهو شكل من أشكال الإيذاء الجسدي والنفسي. التّحرّش ياسادة ياكرام يصدر من الجنسين الرِّجال والنّساء ، ولكنّه الأكثر يكون من الرّجال… ومن ضحايا التحرّش الجنسي والذي تعرّض له الكثير من الأطفال ذكوراًً وإناثاً ، وهذا الأمر لاحول للأطفال فيه إلا بالتثقيف الجنسي لهم وتعريفهم بكل صغيرة وكبيرة ، والبوح بما يتعرضون له من جرائم اعتداء لوالديهم، حتّى تأمن نفوسهم ، وتستقيم أخلاقهم. ومن أشكال التحرّش الجنسي وصوره: – تبادل النظرات وتكرارها بصورة غير لائقة ، وتقاسيم الوجه وتعبيراتها الجنسية ، كاللمس ، والغمز، وفتح الفم. – رمي الكلمات ذات الطابع الجنسي ، والتعليق على الشخص في ملبسه ومشيته وجسده… – الملاحقة والتتبع ، في الأسواق أو الطرقات وأماكن العمل والمنازل ، أو من خلال المركبات… – المصارحة في طلب الجنس ، والترقيم ، وتوجيه دعوات لتناول طعام العشاء سواء كان ذلك بصورة ضمنيّة أو علنية. – التحرش عن طريق مجموعة التواصل الاجتماعي ، وطلب التعرّف ، والمقابلة ، والاختلاط. وللتحرّش الجنسي صوراً للابتزاز ، والتهديد، بعرض صور أو فيديوهات وتسجيلات. وهُنا نُهيب بمن يتولّى وضع القوانين والتشريعات بأن تشمل كلا الجنسين ؛ حتّى يستتب الأمن الجنسي، ويستحضر الجميع بأنّ القانون سيطول كُل من يتطاول على الغير. ولنا في وزارة التعليم المأمول بأنْ تُكثّف من برامجها التربوية من خلال مناهج التربية.. ولنا أيضاً في معلمينا ومعلماتنا أن يستشعروا المسؤوليّة العُظمى في توجيه النشء تنشئة دينية تحافظ على القيم الإسلامية والآداب الإنسانية ، حتّى تترسّم تلك القيم في أقوالهم وأفعالهم وتصرفاتهم. يقول الشاعر: هممتُ وهمّت ثمّ هابت وهِبتُها….. حياءً.. وكِلانا بالحياءِ جديرُ. فالإنسان ليس معصوماً من الوقوع في الخطأ ، ولكنّهُ قد يتحصّن من ذلك ، بتمسّكه بعاداته وتقاليده التي تربى عليها.. والحياءُ شُعبةٌ من الإيمان.. ومن لم يستحِ يفعل ما يشاء .. والقانون له بالمرصاد!!