لقي الحفل الكبير الذي أقامه نادي مكة الثقافي الأدبي ، للأديب القاص عبدالله التعزي ، بمناسبة فوزه بجائزة النادي في دورتها الثالثة بمجال القصة القصيرة ، لقي هذا الاحتفاء الأدبي المتميز إشادة كل من حضره من أعلام الفكر والأدب ، حيث أكد الأديب الناقد الدكتور عبدالمحسن القحطاني ، أن هذا الحفل كان تكريماً للقصة القصيرة بذاتها وليس تكريماً للفائز بالجائزة فحسب ، وأن الحفل كان موفقاً في كل المناحي .. وبارك الأديب الناقد الأستاذ جبير المليحان لنادي مكة الثقافي الأدبي نجاح هذه الاحتفالية ، مشيراً إلى أن جائزة نادي مكة حققت صدى كبيراً في وسطنا الثقافي ، وغدت أحد معالمه المهمة التي تدفع إلى التنافس والإبداع .. من جهته عبر الأستاذ محمد عبدالله بودي ، رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي ، عن إعجابه بهذه الاحتفالية التي استقطبت نجوم الثقافة والأدب ، وكانت عرساً لكتاب القصة القصيرة ، وقدمت نموذجاً مشرفاً في الإبداع الأدبي .. كلمة النادي : وكان الاحتفال الذي أقيم في مقر الغرفة التجارية بمكةالمكرمة مساء الخميس 8/8/1438ه، قد بدأ بكلمة أمانة الجائزة ، ألقتها الدكتورة أمل القثامي ، نيابة عن أمين عام ورئيس لجنة الجائزة الدكتور حامد الربيعي ، حيث أشارت إلى أن القصة القصيرة لم تنل حظها من الجوائز ، ومن هذا المنطلق رأى مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي ، أن تخصص جائزة النادي في دورتها الثالثة للقصة القصيرة .. وقد وفقت لجنة الجائزة في اختيار المحكمين للنتاج القصصي الذي تمّ تقديمه للمشاركة في الجائزة ، من (12) قاصاً من كتاب القصة القصيرة المعروفين ، حيث شارك في التحكيم الدكتور سحمي الهاجري ، والأستاذ جبير المليحان ، والدكتور حسين المناصرة . وأجمع المحكمون على تميز القاص عبدالله التعزي في كتاباته ، حيث لمسوا في مجموعاته القصصية الثلاث التي تقدمت للمسابقة وهي : ( لون الظلام )، (سيد الطيور) ، ( كائنات الليل ) ، عدداً من الايجابيات منها : اتقان السرد القصصي على نحو لافت . ما تضمنته تلك الأعمال من أبعاد تاريخية وحضارية ورموز ثقافية عميقة . التميز في مجال الوصف المشهدي . سلامة اللغة وجاذبيتها بدلالاتها الإيحائية وتراكيبها السردية المتقنة . واختتمت الدكتورة أمل القثامي كلمتها بتهنئة الفائز الأديب عبدالله التعزي الذي ترك بصمة لافتة في فن القصة القصيرة بالمملكة العربية السعودية .. سيرة الفائز : وكانت الفقرة الثانية فيلم عن سيرة المحتفى به الأديب القاص عبدالله التعزي ، من إعداد وإخراج الأستاذ حامد العباسي ، الأستاذة نادية مناخة. قراءات نقدية : ثم قدم الأستاذ أحمد الشدوي قراءة نقدية في قصص التعزي ، أشار فيها إلى الخصائص التكوينية المتفردة في إبداعه القصصي ، وما يقوم عليه سرده من متخيل، وخطاب متمرد ، ونهايات مباغته ، وعتبات غامضة من شدة الوضوح ، وشخصيات تفقد خواصها النقدية لتنتقل إلى عالم بين بين .. كما قدمت الأستاذة مستورة بنت مسفر العرابي ، قراءة نقدية في المجموعة القصصية الفائزة ( كائنات الليل ) حيث لمست مجموعة من السمات الموضوعية والسردية والفنية والجمالية ، ومنها : السمة المأساوية ، سمة الشاعرية ، سمة الغرابة ، سمة التناوب والتقاطع بين أكثر من قصة ، سمة البناء الدائري ، سمة التذكر والاسترجاع. حوار : وتضمن برنامج الحفل حواراً مع المحتفى به الأديب عبدالله التعزي ، أجراه الأستاذ محمد بودي ، أوضح من خلاله التعزي أن حس وموهبة الأديب لا تتعلق بالمهنة الحياتية التي يمارسها ، وأن عدم امتلاكه موهبة الشعر دفعه إلى القصة بعد أن قرأ الكثير من الشعر والقصص العربية والعالمية الكثيرة ، وأنه كاتب مكي سكنته مكة وحملها معه إلى كل بقاع العالم ، وأن القالب القصصي يتحدد من خلال فكرة القصة ، وأنه لم يتوقع فوزه بجائزة نادي مكة الثقافي الأدبي .. كما كان للمحتفى به كلمة أعاد فيها الفضل إلى رضى أمه عليه ، وإلى قبيلة من القصاصين والشعراء والنقاد والمثقفين والإعلاميين ، الذين دفعوا وأخذوا بيده في كل مجموعة من المجموعات التي شارك فيها بالجائزة. التكريم : وفي نهاية الاحتفال شارك كبار الحاضرين للمناسبة ، أمين عام ورئيس لجنة الجائزة الدكتور حامد الربيعي ، في تقليد المحتفى به ميدالية الجائزة ، وتقديم وثيقتها ، وشيك بمبلغ مائة ألف ريال قيمة الجائزة .. كما تم تكريم أعضاء لجنة تحكيم الجائزة وأعضاء لجنة الجائزة ، وأعضاء لجنة احتفال الجائزة والمتعاونين .