ماجد الهُذَلِي كَثِير ما أكتب وأتحدث عَن الصحة النفسيّة ولا أخفيكم سراً فأنا مغرم بها ومرغم عليها… فهي أحد جوانب حَيَاتِي كإنسان فلكل إنسان حياة تقسم لعدد من الجوانب تتكامل فيما بينها فالحياة الأسرية والاجتماعية والرياضية العلميّة والعملية …. الخ ، كلّ تلك الجوانب بقصد أو غيّر قصد تتقاطع وتتداخل فيما بينها لتكونك أنت وحينما يشغل تفكيرك جانب أكثر من الآخر في حياتك فتأكد أنه هُو الأكثر أهميّة لكونه يظهر على السطح ولو في الوقتَ الراهن . أوردت هذه المقدّمة لكون أحد الأصدقاء أثناء حديثنا عَن الصحة النفسيّة وواقع العلاج الدوائي والنفسي لدينا وصفني بالشخص المُفرط القلق وإني أٌحمل المواضيع أكثر مما تحتمل وأعتقد أنه تورع وتمنع عَن قَوْل أنت شخصيّة لديها وسواس . وذلك بعد أن شبّهت الخطوات الَتِي تسيّر بها وزارة الصحة بمن يملك قدمين قويتين ويريد المشاركة بسباق تحمّل ويراهن على الفوز بينما أحد تلك القدمين القويتين تقصّر عَن الأخرى بفارق كَبِير جداً هنا يَكُون التأكد من الفوز محسوم في حال أن المتنافسين لا يمتلكون أقدام ..! وكنت أقصد أن الاهتمام الكبير بالجوانب الجسديّة دون النفسيّة يجعل الأمر كَذَلِك ببساطة ، فمستشفيات الصحة النفسيّة في الغالب لا تساعد على الاستشفاء أبداً بل أعتقد لوكان لدينا دراسات تبيّن الواقع لوجدنها تعزّز الاضطراب النفسي فلا يُوجد فيها خصوصيّة للمريض على الرغم مَن أن نظام الرعاية النفسيّة أورد الخصوصية كحق من حُقوق المريض فهل مَن الخصوصية وجوّد مَن خَمْسَة الى عشْرة مرضى بالغرفة الواحدة وأن كَانت كبيرة …!؟ وهل من الخصوصية أن يُناقش المريض في المرور أمام كلّ المرضى …!؟ دعونا مَن هذا كلّه فَقَد أكون مفرّط القلق. ولنأخذ التدخلات الطبيّة والإفراط في التشخيص وصَرف الدّواء فتجد مريض قلق أو رهاب يُعالج بالدواء مُنذ خَمْسَة عشْر عام أو أكثر ولم يحال للعلاج النفسي ولم يكون الخيار الأول له! أو تجد طفل لم يبلغ الخامسة مَن العُمر يُصرف لهٌ دواء (الرسبريدال ، الريتالين) على الرغم مَن عدم وجوّد أدلة علمية داعمه له . لن نخوض كثيراً في جانب التشخيص والعِلاج الدوائي فهو باب كَبِير قد يفتح أبواب أكبر منه مثل شركات الأدوية والفساد فِيهَا وصرفها على الأبحاث والمؤتمرات وتقديمها الهدايا فأخشى أن أُوصِّف بالجنون بدلاً مَن الوسواس .ولننتقل للعمل الجليل الَّذِي تم وهو اللائحة التنفيذية لنظام الرعاية الصحيّة والذي قَد دعوت لمراجعته بأكثر مَن مقال ، وأُرسل لجميع المستشفيات لتفعيله ولكن بدون أن ترسل النماذج المخصّصة لتفعيلة فجل مَن لا يسهو…! أخيراً وبناءً على ما ذْكرت وما عَنْه سكت لا أعلم إذا كُنت أعاني مَن الوسواس أم القلق المُفرط . فهل مَن المُفترض أن أتعود وأتبلد لأتعايش مَع هَذَا الجانب من حَيَاتِي . زبدة الْكَلام ( مُصِيبَة إذا كان العلاج أسوأ من المرض )