أوضح الباحث في التاريخ الإسلامي عضو مبادرة معاد الأستاذ غسان نويلاتي أن ما عاشته مكةالمكرمة من نمو عمراني أدى إلى توسعها منذ بداية العهد السعودي يحتاج إلى توثيق من مؤرخ رسمي يختص بتوثيق معلوماتها والتغييرات التي حدثت فيها، مضيفا أنه لدى ملاحظة التطور الذي حصل في الخمسين سنة الماضية ومدى الجهد الذي يحتاجه توثيقيا حتى يضبط تاريخيا. وأكد نويلاتي أن على الجهات المسؤولة في مكة مسؤولية مواكبة هذا الحراك وتوثيق هذا التطور سيرا على نهج المتقدمين الذين لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة إلا اهتموا بها وسجلوها. وبين نويلاتي في حديثه على مسرح مهرجان الحارة المكاوية أول أمس أنه أحصى 200 مؤرخ لمكة من عام 244ه وحتى اليوم كما كتب في تاريخها ما يوازي ألف مخطوط ولم يطبع منها ما يوازي حتى 20 % من تاريخها وما يتعلق بها. وتعرض نويلاتي في محاضرته التي أدارها الإعلامي والكاتب الصحفي المطوف أحمد حلبي لبناء المدينة وما ذكره المؤرخون عنها موضحا أن البناء الذي لم يتوقف من ساعتها هو البناء الإبراهيمي، فهي 4 آلاف سنة من البناء حتى وقتنا الحاضر ، كما عرج على مكانة الكعبة وكيف كان الأنبياء يحجون إليها كما ذكر نبينا خاتمهم. وذكر نويلاتي أن أول عمل تنظيمي عمراني اقترن بأمنا هاجر عليها السلام حين أذنت للقبائل بالنزول عندها على أن يكون الماء لها، كما أبان دور نساء بعدها كأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها والسيدة زبيدة. وأبان نويلاتي أن توسع المدينة أسهم فيه عناية قريش بالتجارة ومعاهداتها مع القبائل العربية ودور الأوقاف في المدينة فكان كل من له شأن يوقف لصالح تنمية المدينة كما أن مكة عرفت بأسواقها واشتهر منها نحو 30 سوقا بعضها بقي حتى عام 1300ه وكانت تبدأ مع دخول الأشهر الحرم.