تحتفل مملكتنا اليوم بذكرى توحيدها المجيد، وهي مناسبة تاريخية رسّخت عزّ هذا الوطن وأسست لنهضته بالإيمان، والتضحية، والشجاعة، والإخلاص والانتماء. لتكون هذه القيم، التي حملتها الأجيال منذ توحيد المملكة إلى اليوم، منارة للازدهار، ومرجعا أساسيا نستمد منه مرتكزاتنا ومبادئنا، مستذكرين تضحيات أجدادنا وآبائنا الذين صنعوا تاريخ وطننا وأضاؤوا طريقنا نحو المستقبل. مناسبة تاريخية عزيزة تمرّ علينا، ويحقّ لنا ونحن نستذكرها أن نقف وقفة عزّ وافتخار بقيادتنا التي أثبتت حكمتها الدائمة، وحرصها على حماية الوطن، وتأسيس ركائز استقراره، وعزّه ومنعته، والارتقاء به من إنجاز وطني إلى آخر وصولا به إلى مصاف الدول المرموقة بين الأمم، إلى أن أصبحت مملكتنا محطّ أنظار العالم، بما تتمتع به من استقرار، وازدهار متنامٍ. واليوم تواصل قياداتنا الحكيمة – حفظها الله – مسيرة العطاء وفق رؤى طموحة على المستويين الداخلي والخارجي؛ فعلى المستوى الداخلي تضع قيادتنا أمن المواطن ورفاهيته وتوفير كلّ مقومات الحياة الكريمة له نصب أعينها، من خلال تعزيز أسس الدولة الحديثة، وتحقيق التنمية المستدامة على كلّ الصعد سواء أكانت اقتصادية أم اجتماعية أم تعليمية أم غيرها. وعلى المستوى الخارجي ترسّخت مكانة مملكتنا دوليا، لتحافظ على موقعها المحوري بوصفها واحدة من الدول الأكثر نموا واستقرارا، الملتزمة بقيمها ومبادئها في الدفاع عن الحقّ بإيمان وحزم، لتكون مملكتنا أنموذجا يحتذى ومثالا على الدول التي يعوّل عليها عالميا لإرساء الأمن والسلام بين شعوب المنطقة والعالم من خلال انحيازها للحق، ودعمها المستمر للقضايا العادلة. إنّ الانطلاق من انتمائنا لهذا الوطن، وولائنا المطلق لقيادتنا الحكيمة، وإيماننا العميق بالدور المنوط بنا كمواطنيين سعوديين لمواصلة النهضة التي تعيشها مملكتنا الحبيبة، يحتّم علينا أن نتحمّل مسؤولياتنا على النحو الأمثل، متسلحين بفخر كبير بهويتنا الإسلامية السعودية، وإدراك واعٍ لأهمية الدور الذي يقع على عاتقنا، كلّ في موقعه ومكانه في هذا الوطن الحبيب. فمنذ توحيد مملكتنا وضعت قياداتنا الحكيمة ثقتها في الإنسان السعودي، معوّلة على ما يتميّز به من انتماء وحكمة وتفانٍ في سبيل الوطن، فكان دورنا، وسيظل بإذن الله، محوريا في سبيل بناء مجتمع واعٍ، قائم على مبادئ الحقّ والعدل والمساواة التي أسس لها ديننا الحنيف، ورسّختها رؤى قياداتنا بحكمة وبعد نظر، وقدرة على فهم الحاضر و المستقبل. ولعلّنا في خضمّ ما يشهده العالم من تحوّلات وتغيّرات مطّردة، ندرك جميعا أن تعاوننا على الحقّ، وعملنا المشترك، وجهودنا المخلصة الموحدة، هي إحدى الضمانات الأساسية للنجاح، وتحقيق تطلعات قياداتنا الحكيمة بما ينسجم مع رؤية مملكتنا الطموحة 2030. وهي الرؤية التي نهضت على فهم واعٍ لمتطلّبات المرحلة، وقدرة فذّة على استشراف المستقبل وما يحمله من فرص وتحديات، والتي كان من أهمّ ركائزها التأكيد على دور رأس المال البشري في تدعيم أسس النهضة والتطوّر والازدهار. لقد وفّرت حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظها الله- لنا سبل الرفعة ومقوّمات النموّ المستدام، فأولت كلّ القطاعات الحيوية في المملكة أهمية كبرى، ليكون وطننا قويا بحكمة قيادته وانتماء أبنائه، عزيزا بكرامته، لا شيء يحدّ طموحه، ولا عوائق تمنع نموّه وازدهاره، وليس علينا سوى أن نكون مخلصين لهذا الوطن وقيادته، مدفوعين بطموح غير محدود للمشاركة في مسيرة نموّه وازدهاره غير المحدودتين إن شاء الله، فالأمم القوية اليوم هي التي تدركُ قيمة الوقت، وتعي أهمية العلم، وتؤمن بأنّ الحضارة لا تقوم دون عمل جادٍ، وسعي دؤوب نحو تحقيق الرؤى بعزم وإخلاص. وإذا كانت الأوطان تُبنى بحكمة قيادتها، وانتماء أبنائها وإخلاصهم، فليس أجلّ قدرا ولا أكثر حكمة من قيادتنا لندين لها بالولاء، وليس أكثر عزّا وكرامة من هذا الوطن لنعمل في سبيل رفعته بعزم وإخلاص.