تعززت فرص التوصل إلى حل لأزمة البرنامج النووي لإيران، بعد استئناف الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، محادثاتها مع طهران. ويأتي ذلك في إطار الأجواء الإيجابية التي أحاطت بالملف منذ وصول الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى نيويورك وإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نظراءه في الدول الست «5+1». وقال روحاني، في مؤتمر صحافي في نيويورك، إنه يريد أن تؤدي المحادثات مع الدول الست الكبرى إلى نتائج ملموسة خلال فترة قصيرة، معلنا إن إيران ستقدم خطتها في المحادثات مع الدول الست الكبرى في جنيف الشهر المقبل، ومشيرا الى إن تحسن الأجواء بين إيران والولايات المتحدة يمكن أن يؤدي الى تحسن العلاقات. ووصف كبير مفتشي الوكالة هرمان ناكيرتس في ختام اجتماع عُقد في فيينا امس، المحادثات مع إيران حول برنامجها النووي بال»بناءة جداً». وأضاف: «اتفقنا على أن نلتقي من جديد في 28 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وسنبدأ عندئذٍ المحادثات الأساسية حول سبل حل كل المشاكل العالقة». وعقد اجتماع فيينا بعد نحو 10 ساعات على الاجتماع التاريخي في نيويورك بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره الأميركي جون كيري. وعقد الوزير الإيراني في ختام اجتماعه مع ممثلي الدول الست، خلوةً لمدة نصف ساعة مع كيري، صرح بعدها بأن الطرفين أكدا ضرورة اتخاذ خطوة جادة والتعهد سياسياً بالسير إلى الأمام للوصول إلى حل للقضية النووية، مشيراً إلی أن «اللقاء كان جدياً ونأمل في أن يساهم بحل الخلاف في الزمن المناسب». ولفت ظريف إلى أن كيري تحدث عن عزم الرئيس الأميركي باراك أوباما على حل القضية النووية الإيرانية واحترام حقوق الشعب الإيراني باستخدام الطاقة النووية لأهداف مدنية. وزاد: «قلنا لهم إننا ملتزمون بتعهداتنا وعليهم أن يلتزموا بتعهداتهم وأن يتطلعوا إلى طريق الحل وأن يتحلوا باليقظة والنظرة المستقبلية في سياستهم الخارجية وأن يأخذوا حقوق الشعب الإيراني بعين الاعتبار». وأشار الوزير الإيراني إلى أن المجتمعين في نيويورك أكدوا التزامهم بالوصول إلى حل وإقرار حقوق الشعب الإيراني «كما شددنا بدورنا على حق إيران في تخصيب اليورانيوم وضرورة إزالة الهواجس إزاء سلمية البرنامج النووي الإيراني وحرمة الاستفادة من السلاح النووي كما أكد قائد الثورة الإسلامية سابقاً». وأعرب ظريف عن أمله في تلتزم كل الأطراف بالبحث عن «طريق للحل يحظى بالقبول لنتمكن من دفع العمل باتجاه تسوية هذا الملف الذي لم تكن هناك أي ضرورة لوجوده». وأبلغت مصادر إيرانية مطلعة «الحياة» بأن ظريف طالب وزراء خارجية الدول الست بعدم التركيز علی نتائج آخر مفاوضات بين الجانبين في ألما آتا والتوجه نحو صياغة جديدة لقواعد اللعبة بما يحقق لكل طرف هدفه كما أن ظريف أبلغ كيري بوجهة النظر تلك خلال خلوتهما. وأشارت المصادر إلى أن ظريف تقدم باقتراح جديد خلال اجتماع نيويورك، يقضي بوضع برنامج لمدة سنة، يستند إلی التزام إيران بالشفافية الكاملة حيال برنامجها النووي والعمل بالمواثيق والقوانين الدولية في مقابل تعهد الدول الكبری بإلغاء كل العقوبات الاقتصادية علی إيران وإنهاء بحث الملف النووي الإيراني في مجلس الأمن. من جهة أخرى، ألقى الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، كلمة افتتاح اجتماع وزراء دول حركة عدم الانحياز على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، عبّر فيها عن إدانة الحركة الحظر الذي تفرضه دولة على أخرى، مشدداً على قدرة الحركة على أداء دور أساسي على الساحة الدولية. وقال روحاني إن الحركة «لا ترضى ولا تسمح بفرض أي عقوبات من قبل أي دولة على أخرى». كما أعرب روحاني عن رفض الحركة «استخدام العنف ضد أي بلد في العالم»، مشدداً على قدرتها أداء دور مهم بالتعاون مع الأممالمتحدة. ودان كل أنواع الاحتلال من قبل دولة أو نظام ضد بلد آخر، وندّد ب»احتلال فلسطين»، مشيراً إلى أن هذا الأمر تدينه الحركة بشدة، داعياً إلى «اتباع سياسات متعقلة لا فرض عقوبات على الدول».