سؤال مهم لكل أب وأم أقدّمه لكم اليوم سؤال يحتاج لوقوف مع النفس . من المؤكّد أن الكل يعرف أبناءه ، لكن دعونا لا نتعجل الإِجابة . جميعنا لديه ما يشغله ووقتنا بالكاد يكفى فبيّن ثمان ساعات عمل ومَثلها نَوْم وباقي مثلها ثمان فكم منها يخصص للجلوس مع الطفل أو الأبناء ؟ وهل الجلوس معهم بفاعليه وتفاعل؟ ، متى كانت أخر مرة جلست مع أبناءك وتحدثت معهم عن همومهم ومصاعبهم وأفراحهم !!؟ متى كانت أخر مرة أشترك الأبويين والأبناء بحوار هادف أو نقاش موضوع عام او خاص !!؟ متى كانت أخر مرة تشارك الأبويين والأبناء لعبة جماعية !!؟ أنا لا اطلب مِنكُم أن نٌمضى كل الوقت بالمنزل ولكن خصصوا لهم وقتاً لا يعكر صفوه ولا يشغله مباريات كرة القدم ولا مسلسلات وأفلام ولا أجهزتنا الذكيّة ومواقع التواصل الاجتماعي ، ما أريد أن يصل إليكم هو أن يكون الوقت الذي تمضيه معهم فاعل ومؤثر … بقى أن أخبركم أن المقال ولد عندما راجعت عيادتي أم وطفلتها ومربيتها وأثناء أخذ التاريخ كَانت المربية تُصحح للأم معلومات عن طفلتها ، نعم لقد كانت المربية أقرب بكثير من الأم حتّى أن سلوك الطفلة وتوجهها كان أكبر وأعمق للمربية.
الآن اسألوا أنفسكم بصدق هذه الأسئلة : هل أعرف ما هي المادة المفضلة عند أبني ؟ من هو المعلم المقرب له ؟ ما أسم صديقة المقرب ؟ ما هي أكلته المحببة ؟ ما هي شخصيته المحبوبة أو قدوته؟ جاوب على هذه الأسئلة ومن ثم أسألها لأَحَد أبناءك وقارن بين ما تعرفه فعلياً وما سوف تتعرف عَلَيْه . حالياً ستٌحدد صدق أجابتنا على السؤال المطروح هل تعرف أبنك ؟ إذا لم تكن تعرّفه فالوقت أصبح متاح أمامك لتتعرف عليه وإذا كنت تعرفه فهي فُرصة لتتقرب منه أكثر وأكثر ، ففي الصحيح عن الرّسول صل الله علية وسلم أنه قال : "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ ومَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رعيتها ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".