قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار اليوم الخميس 24 شعبان 1436ه الموافق 11 يونيو 2015م، بزيارة إلى مقر أرامكو السعودية في الظهران. وكان في استقباله معالي وزير الصحة ورئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، معالي المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، والمهندس أمين بن حسن الناصر، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المكلّف، حيث قام سموه بجولة في مواقع الشركة شملت مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي. ووقع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار معالي وزير الصحة ورئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، معالي المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، اتفاقية شراكة بين الهيئة والشركة تتضمن برنامج العمل التنفيذي لمشاركة أرامكو السعودية في برنامج عيش السعودية كشريك استراتيجي من خلال قيام برنامج "عيش السعودية" بتنظيم رحلات إلى مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي – بعد افتتاحه في العام القادم – بما لا يقل عن 5000 طالب وطالبة خلال العام الواحد من مختلف مناطق المملكة. وبهذه المناسبة أكد سموه في كلمته التي ألقاها خلال حفل التوقيع في الظهران أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن إطار التعاون الوثيق والشراكة المميزة بين الهيئة وأرامكو السعودية في مجالات السياحة الآثار والتراث الوطني، والتي أثمرت عن عدة نتائج من أبرزها؛ التعاون في التنقيب الأثري في المنطقة الشرقية، وتوقيع اتفاقية التعاون المشترك في مجالات المحافظة على الآثار وتبادل الخبرات في الأبحاث والدراسات المسحية والميدانية والتطوير الإداري والاستثمار السياحي، وتوقيع اتفاقية التعاون لاستعادة الآثار الوطنية التي خرجت من المملكة بطرق غير مشروعة، إضافة إلى رعاية أرامكو السعودية لمعرض روائع الآثار السعودية في المتاحف الخمسة بالولايات المتحدةالأمريكية. جائزة لأرامكو السعودية وأشار سموّه إلى منح جائزة رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الخاصة هذا العام لأرامكو السعودية ضمن جوائز التميز السياحي، والتي تمنح من الهيئة للجهات التي قدمت إسهاماً استثنائياً في التنمية السياحية، وذلك لإسهامها في دعم عدد من المبادرات والفعاليات السياحية والتراثية. وقال سموه بأن برنامج عيش السعودية يعدّ برنامجا وطنياً هاماً يجول بالنشء في مناطق المملكة والمواقع التي انطلقت منها الوحدة الوطنية، بهدف التعرف على تراث وطنهم ومعالمه التاريخية والحضارية والسياحية، ومن ثم عقد الروابط مع هذه المواقع والتعايش معها لا السكن فيها فحسب، وعدم الاكتفاء بالقراءة عنها في الكتب فقط، بل تكوين ذكريات جميلة مرتبطة ببلادهم من خلال هذه الرحلات. ثمّن سموّه دور أرامكو السعودية في البرنامج كونها شريكا رئيسًا وفاعلاً، كما أثنى على تعاون بقية الجهات المشاركة في البرنامج، وفي مقدمتها وزارة التعليم، وإمارات ومجالس التنمية السياحية في المناطق، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة الثقافة والإعلام، ودارة الملك عبد العزيز، والخطوط الجوية السعودية، وشركة ناس، وشركة الاتصالات السعودية. من جانبه أشاد معالي الأستاذ خالد الفالح، وزير الصحة ورئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، بفكرة برنامج عيش السعودية، وتحدث عن ثلاث مزايا استراتيجية لمبادرة عيش السعودية. هي التجديد الحضاري للمملكة والجزيرة العربية، وقال في ذلك: "إن هذه المبادرة ستسهم في التعريف ببعد التراث الحضاري للمملكة بشكل أكبر في الوطن والعالم، ومن ثم ستعمق مشاعر الفخر والإعتزاز لدى الشباب بانتمائهم لهذا الوطن العريق والمتنوع بأرضه وتاريخه وحضارته." أما المزية الثانية التي سلط الفالح الضوء عليها في كلمته فهي تحويل هذا التجديد الحضاري إلى ركيزة ثالثة يمكن تسميتها بالسياحة الثقافية، تضاف إلى الركيزتين الأساسيتين في قطاع السياحة الوطني، وهما السياحة الدينية المتمثلة في ملايين الزيارات السنوية التي يقوم بها المسلمون من شتى أنحاء المعمورة للحرمين الشريفين، والسياحة الترويحية التي يقوم بها المواطنون والمقيمون لمواقع جميلة شتى من شطئان وجبال ومدن داخل المملكة. وقال معاليه: "أما ثالث هذه المزايا، فيتمثل في الأثر الاقتصادي والفرص الوظيفية التي يمكن لقطاع السياحة المزدهر أن يستحدثها داخل المملكة. ففي أحيان كثيرة يغفل العاملون خارج قطاع السياحة عن الأهمية الاستراتيجية لهذا القطاع، فمجالات السفر والسياحة تسهم بأكثر من 7 تريليون دولار سنوياً للاقتصاد العالمي وتساند نحو 270 مليون وظيفة، وقطاع السياحة في الواقع يعتبر أحد أسرع القطاعات الاقتصادية نمواً في العالم، ولنا أن نستشهد بتجربة دبي الناجحة التي استطاعت خلال أقل من 20 سنة أن تكون بارزة على خريطة السياحة العالمية. جدير بالذكر أن برنامج عيش السعودية سيتيح للمشاركين من الطلبة والطالبات زيارة الفعاليات التي تنظمها أرامكو السعودية، وبخاصة فعاليات إثراء المعرفة في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى زيارة بعض منشآت أرامكو السعودية والتي تحددها الشركة بتنسيق مُسبق، وذلك بهدف إطلاع المشاركين على طبيعة أعمال الشركة ولقاء بعض العاملين فيها. وستساهم أرامكو السعودية بموجب الاتفاقية في تمويل البرنامج، إضافة إلى مشاركتها في اللجان الإشرافية للبرنامج. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قد أعلن خلال كلمته في حفل افتتاح مشروع تطوير البجيري بالدرعية التاريخية الذي أقيم برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – مساء الخميس (20 جمادى الثاني 1436ه)، عن إطلاق "برنامج عيش السعودية". ووقع سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أولى شراكات البرنامج مع وزارة التعليم، الخميس (25 رجب 1436ه الموافق 14 مايو 2015م). نبذة عن برنامج "عيش السعودية": يهدف برنامج عيش السعودية إلى تقوية المواطنة وارتباط المواطن بالوطن، من خلال تعريف الشباب على منجزات الوطن، وتقوية ترابط المواطنين من خلال تمكينهم من التواصل المباشر والتعريف على ثقافاتهم المختلفة، وبناء القدرات الشخصية والمعرفية وزرع القيم الإيجابية لدى النشء والشباب والتوعية بدورهم في التعريف بوطنهم، بالإضافة الى تعريف الشباب عن قرب على تراث وطنهم الحضاري والذي تعبر عنه الاف المواقع التاريخية والاثرية والحضارية والحياة الاجتماعية والثقافات المتنوعة التي تميز كل منطقة من مناطق المملكة. يشمل البرنامج في مرحلته الأولى فئة الشباب وبخاصة طلاب المدارس الثانوية والجامعات، ويشمل الشباب من الجنسين ومن مختلف مناطق ومدن المملكة، ويتم اختيار الشباب المشارك بناء على معايير يتفق عليه مع الشركاء، وسيشمل البرنامج في مراحل لاحقة فئات المجتمع الأخرى.