افتتح معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس الندوة التي نظمها كرسي البر للخدمات الانسانية اليوم الأحد بعنوان " نجوم الرياضة ودورهم في ترسيخ ثقافة العمل الإنساني وسط الشباب " وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية بحضور نخبة من نجوم الرياضة والإعلام الرياضي السعودي. وقد بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى عميد كلية المجتمع المشرف العام على كرسي البر بالجامعة الدكتور خالد بن يوسف برقاوي كلمة رحب فيها بالمشاركين في فعاليات الندوة من نجوم الرياضة والإعلام الرياضي في المملكة، موضحا أن تنظيم الكرسي لهذه الندوة يندرج تحت الأهداف الرئيسة التي يعمل الكرسي البر على تحقيقها من أجل تعزيز ثقافة العمل الإنساني والخيري بصفة عامة ووسط الشباب على وجه الخصوص باعتباره القطاع الأهم الذي يعول عليه في الاضطلاع بقيادة العمل الإنساني الخيري لما يمتلكه قطاع الشباب من إمكانيات تجعله القوة المحركة الأولى للعمل الإنساني والخيري، بعد أن أثبتت التجارب إدراك هذا القطاع ووعي شباب وشابات الوطن بأهمية هذا العمل ودوره في المساهمة في سد احتياجات المجتمع وتحقيق الاستقرار الاجتماعي المنشود، مستشهدا بالعديد من التجارب الناجحة التي أسهم فيها شباب الوطن ذكورا وإناثا بدورهم الفاعل في هذا الجانب، وعبّر عن بالغ شكره وتقديره لمعالي مدير الجامعة على متابعته الدائمة لأنشطة وبرامج كرسي البر لتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها لخدمة المجتمع . بعدها تحدث معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس في كلمة التي استهلها بالترحيب بالمشاركين والحضور، مؤكدا معاليه أنه ليسَ غريباً أن يحتضنَ صرحٌ أكاديميٌّ علميٌّ عريقٌ فعاليةً رياضيةً شبابيةً، لسببينِ اثنينِ، أولُهما: أنَّ الجامعاتِ قد تجاوزتْ مرحلةَ التلقينِ إلى مرحلةِ التكوينِ، وصارتْ تؤمنُ بأنَّ مهمتَها التربويةَ مركبةٌ لا مفردةٌ، فهي معنيةٌ بتنشئةِ هذا الجيل الشبابيِّ نشأةً متكاملةً، عمادُها المعرفةُ والبحثُ، ولكنّها مردوفةٌ بسائرِ ما يكونُ به الإنسانُ إنساناً من أخلاقٍ، وصفاتٍ، ومهاراتٍ، وبنيةٍ جسديةٍ، وصحةٍ روحيةٍ إلى غيرِ ذلك من جوانبِ الكمالِ الإنسانيِّ. وثانيهما: أنَّ الرياضةَ اليومَ لم تعدْ مجرَّدَ حراكٍ بدنيٍّ، بل أصبحتْ مفهوماً إنسانياً واسعاً، وبات الرياضيونَ في كلِّ أنحاءِ العالمِ يمثِّلونَ جزءاً من الحَرَاكِ المدنيِّ بكافَّةِ أشكالِهِ. لأجلِ هذين المعْنَيَيْنِ لم يكن غريباً ولا عجيباً أن تحتضنَ جامعةُ أمِّ القرى ندوةَ (دورِ نجومِ الرياضةِ في ترسيخِ ثقافةِ العملِ الإنسانيِّ وَسْطَ الشبابِ). وقال معاليه : إن دينُنا الإسلامي الحنيفُ أولى العملَ الإنسانيَّ اهتماماً خاصًّا لما له من آثارٍ عظيمةٍ في نفوسِ الأفرادِ والجماعاتِ والمجتمعاتِ, تتجلَّى في توثيقِ صلاتِ التراحمِ والتواصلِ والتكافلِ الاجتماعيِّ, وترسيخِ قيمِ التضامنِ والترابطِ والعملِ من أجلِ الآخرينَ، مشيرا إلى أن قوام هذا العملِ الإنسانيِّ هو العنصرُ الشبابيُّ، والمتتبعُ للأعمالِ التطوعيةِ الإنسانيةِ في شرقِ العالمِ وغربِهِ يجدُ أن الشبابَ هوَ عِمادُهُ، ومادُّتُهُ، وروحُهُ، وقلبُهُ. وأكد معالي مدير جامعة أم القرى أن الشبابُ السعوديُّ ضرب أمثلةً رائعةً في هذه الميادينِ، وما خبرُ سيولِ جُدَّة عنا ببعيدٍ، فقد قدَّم فيها شبابُنا وشابّاتُنا صورةً مشرقةً من التلاحمِ والعطاءِ والتطوُّعِ والعملِ الإنسانيِّ المثمرِ. وبين معاليه أن الرياضةُ باتت اليومَ شغلاً شاغلاً لدى الشبابِ، وباتَ رموزُها (نجوماً) و(قدواتٍ)، مما يحمِّلُهُم مسؤوليةً كبيرةً، ويجعلُهُم أمامَ واجبٍ أخلاقيٍّ كبيرٍ، والتزامٍ مجتمعيٍّ مهمٍّ، ومن هنا جاءتْ هذه الندوةُ التي ينظّمها كرسي البرِّ للخدماتِ الإنسانيةِ بجامعةِ أمِّ القرى لتوظِّفَ هذه المنزلةَ للرياضيينَ لدى الشبابِ، في تفعيلِ الدورِ الشبابيِّ في العملِ الإنسانيِّ، وذلك من خلالِ استعراضِ صورٍ مضيئةٍ لاهتماماتِ نجومِ الرياضةِ السعوديينَ بالعملِ الخيريِّ والإنسانيِّ والتطوعيِّ، وهي صورٌ حيةٌ يستعرضُها الرياضيونَ أنفسُهُم، ويتحدثونَ بها إلى الشبابِ حديثَ قلبٍ إلى قلبٍ. وفي ختام كلمته رفع شكرِه الجزيلِ لمقام خادمِ الحرمين الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيزِ أيَّدَهُ الله، داعياً المولى أنْ يسدِّدَه في المهمةِ العظيمةِ التي اضطلعَ بها عبرَ (عاصفةِ الحزمِ) لحمايةِ الوطنِ والمنطقةِ من شرورِ العابثينَ والمجرمينَ، والشكرُ موصولٌ لعَضُدَيْهِ وساعِدَيْهِ: وليِّ العهدِ، ووليِّ وليِّ العهدِ، حفظهما اللهُ وأيَّدَهما. كما عبر عن شكره لصاحبَ السموِّ الملكيِّ أميرَ منطقةِ مكةَالمكرمةِ الأميرَ خالدَ الفيصلِ على حفاوتِهِ الدائمةِ بالجامعةِ وأنشطتِها، كذلك توجه بالشكر أيضا لمعالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيّل، الذي ما فتئَ يحثُّ الخطى ليرسُمَ لجامعاتِ المملكةِ ومدارسِها واقعاً أفضلَ وأجملَ. معربا عن شكره للمشاركين في هذه الندوة من نجوم الرياضة والإعلام الرياضي السعودي وكذلك للقائمين على كرسي البرِّ للخدماتِ الإنسانيةِ على حُسنِ تنظيمهم، متمنيا أن تخرج هذه الندوة بالتوصيات المأمولة منها . عقب ذلك استهلت الجلسة ألأولى للندوة والتي عقدت برئاسة وكيل الجامعة للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع الدكتور هاني بن عثمان غازي لمناقشة محور " الشباب والعمل الإنساني والخيري: نماذج من تجارب الشباب السعودي " بمشاركة عضو الاتحاد السعودي الدكتور فهد تركستاني والكابتن والنجم ماجد احمد عبدالله والإعلامي الرياضي احمد صادق ذياب، حيث استعرضت الجلسة أبرز تجارب الشباب السعودي في مختلف مجالات العمل الإنساني والخيري والتطوعي، واسهام نجوم الرياضة والإعلام الرياضي في هذا الشأن . ثم ناقشت الجلسة الثانية التي أدارها المحاضر بقسم الإعلام بالجامعة ولاعب نادي الوحدة سابقا الكابتن حاتم بن عبدالحميد خيمي وبمشاركة الاستاذ سليمان بن عواض الزايدي والإعلامي تركي العجمة والاعلامي فيصل الجفن والكابتن فيصل أبو اثنين والكابتن عيسي المحياني محور" دور الرياضة والرياضيين في النهوض بالعمل الإنساني والخيري "تحدثوا خلالها عن دور مختلف ضروب الرياضة في دعم ونشر وترسيخ ثقافة العمل الإنساني في مجتمع المملكة العربية السعودية, كما استعرضوا خلالها المشاركة الملموسة في المجال الإنساني والخيري عبر النماذج الرائدة التي قدمها نجوم الرياضة في المجتمع السعودي وإسهاماتهم في هذا الجانب . وفي الختام كرم معالي مدير الجامعة نجوم الرياضة والاعلام الرياضي المشاركين في فعاليات هذه الندوة .