سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة وفَّقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: قرأت في صحيفتكم العدد 15114 وتاريخ 14 ربيع الثاني 1435ه مقالاً للأستاذ سلمان بن محمد العُمري بعنوان (التخبيب: بواعثه وآثاره) فوجدته مقالاً رائعاً لامس جرح كثير من المشاكل الزوجية، وعالج مشكلة خطيرة لطالما كانت سبباً في انهدام كثير من البيوت ألا وهي (التخبيب) وهي كبيرة من كبائر الذنوب، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك وأفسد قلب امرأة على زوجها، وعبداً على سيّده، ففي الصحيح «لعن الله من خبّب امرأة على زوجها ولعن الله من خبّب رجلاً على امرأته». وفي سنن أبي داود «ملعون من خبّب امرأة على زوجها أو عبداً على سيّده» وفي رواية «ليس منا من خبَّب امرأة على زوجها أو عبداً على سيّده». قال الألباني: صحيح. والإفساد غالباً ما يكون بالقول والحث على التمرد والعصيان والعناد، وأغلب المشاكل الزوجية تأتي من ذلك، ولا بد أن نعلم أن الإنسان قد يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً فيفسد بين زوجين، فتهوي به تلك الكلمة في نار جهنم والعياذ بالله. وقد يصدر ذلك من الأقارب أو الأصدقاء فيفسدون العلاقة الزوجية حسداً وغيرةً وربما جهلاً فيحرض الزوج على زوجته إما بطلاقها أو بالتزوّج عليها.. أو يحرّض الزوجة على زوجها بعصيانه وهجره.. سعياً للإفساد بينهما.. فيجب على الزوجين العاقلين ألا يسمعا لكلام الوشاة، ولا يسمحا لأحدٍ أن يتدخل في علاقتهما الخاصة، فهما أقدر الناس على حلّها، ولا بأس من استشارة الأمين المحب الناصح الحكيم. ويجب مراعاة الله في النصائح التي تقدّم للزوجين، وأن تحل تلك المشاكل بالنقاش والحكمة والدعاء. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.