أكد متخصص في الشأن العقاري على موثوقية عمليات التثمين والرقابة عليها كبحاً لجماح زيادة الأسعار بمناطق ومحافظات المملكة وجدة على وجه الخصوص وإيجاد متخصّصين يقومون بعمليات التثمين لتجنيب المستثمرين دفع مبالغ إضافية تزيد عن قيمة العقار الحقيقية مما ينعكس بالإيجاب على الاقتصاد الوطني من جهة وتشجيع الاستثمار في المجال العقاري من جهة أخرى وتحسين مناخه وتوفير الحوافز والتسهيلات اللازمة . وأشار رئيس طائفة العقار بمحافظة جدة خالد بن عبدالعزيز الغامدي إلى أنه للنهوض بصناعة العقار بالمملكة نجد أن وضع قواعد وتنظيم للتقييم العقاري وإرساء معايير واضحة ومحددة وثابتة للتقييم العقاري والمقيمين لتحقيق العدالة ورفع الأداء وتنظيم السوق من الأهمية بمكان لافتاً إلى أن قرار مجلس الوزراء القاضي بالموافقة على إنشاء الهيئة السعودية للمقيّمين المعتمدين قوبل بالارتياح التام من الأوساط الاقتصادية في المملكة لتحقيقه هدف تقييم العقارات والمنشآت الاقتصادية والمعدات والممتلكات المنقولة ونحوها وتطوير مهنة التقييم ورفع مستوى العاملين فيها. وعد القرار خطوة تنظيمية لأعمال تقييم العقارات والمنشآت الاقتصادية في ظل المطالبات بوجود مثل هذه الهيئة لتكون أعمال التقييم نظامية وتحت إشراف جهة متخصصة ورسمية مشدداً على دور الهيئة الذي سيركز على المساهمة في الحد من ارتفاع أسعار العقار وتقييمه بالسعر العادل مما سيجعل صغار المستثمرين الذين يبحثون عن أسعار عادلة يحققوا أرباحاً معقولة كما أن انتشار الوعي العقاري المثالي بكل شرائح المتعاملين بالسوق سيزيد من استقرار السوق والتقليل من المضاربات والمخاطر فيه . وفي الوقت الذي يواجه فيه التثمين العقاري في المملكة تحديات كبيرة داعيا إلى أهمية تأهيل كوادر وطنية قادرة على التعامل باحتراف في مجالات التثمين العقاري بالسوق المحلي الذي أصبح يتحدث بلغة الحسابات والتحليلات المنطقية وليس الشائعات ورغبات الآخرين في ظل قصور الوعي بأهمية التثمين العقاري الذي يكبد المستثمرين دفع مبالغ إضافية تزيد عن قيمة العقار الحقيقية وذلك نتيجة عدم قدرة المستفيدين من التثمين العقاري على اختيار المثمن المناسب للعقار المناسب لغياب المعايير الموحدة لممارسة مهنة التثمين العقاري ومعايير عمل للحكم على أداء وعمل المقيمين . وأفاد أن عدد المكاتب العقارية بمدينة جدة وفقاً للإحصائيات المعلنة من الغرفة التجارية الصناعية بجدة تصل إلى 1500 تقريباً مسجلة رسمياً بالغرفة التجارية الصناعية بجدة وتملك سجلات تجارية ويوجد قرابة 2000 مكتب غير مرخصة ولا تمل سجلات تجارية وهذا ما يسبب عدم توفر المعلومات بالسوق وغياب تعاون المتعاملين في هذه المهنة فيما بينهم مشيراً إلى أن المثمن العقاري يلعب دوراً هاماً وحيوياً ويعد المثمن هو عين الممول في السوق العقاري ويوفر معلومات وبيانات هامة للممول عن السوق العقاري والتي تساهم في اتخاذ قرار إئتماني سليم يتعلق بالمخاطر التي يتم التعرض لها عن طريق التمويل العقاري. وقال : إن التثمين عملية هامة جدا وذات تأثير كبير على القطاع العقاري، والتثمين الجيد المعد من قبل مثمن محترف والذي تم فيه إتباع كافة الإجراءات المعتمدة يوفر الحماية اللازمة لكافة الأطراف سواء المستثمرون أو الممولون أو العملاء أو شركات التأمين أو القطاع العقاري أو القطاع المالي والاقتصاد ككل ومن المهم إتباع أفضل المعايير في اختيار المثمن العقاري ومن أهمها ضرورة توفر الاستقلالية بحيث لا يمارس المثمن أعمال الوساطة بجانب التثمين العقاري وأن يكون التثمين العقاري النشاط الرئيسي والوحيد للمنشأة والتأكد من مستوى التعليم والخبرة والممارسة والسمعة وتوفر المراجع . وعد التثمين حجر الزاوية وأحد العناصر الأساسية في المنظومة العقارية ويحتاج لقدر كبير من التأصيل العلمي والعاملين في هذا المجال والمهتمين به بحاجة ماسة لورش عمل ودورات مكثفة يتعرفون من خلالها على المبادئ والأسس العلمية للتثمين العقاري وتطبيقاتها في الواقع العملي ليكونوا قادرين على ممارسة هذه المهنة باحتراف وفعالية وإكسابهم المفاهيم والأسس العلمية والمهارات العملية في مجال التثمين والتقييم العقاري وفق منهجية متكاملة لإعداد كوادر عالية التخصص والمهنية . وشدد على سعي طائفة العقار بمحافظة جدة لإيجاد تثمين عقاري يقوم على المهنية والاحترافية والنزاهة انطلاقاً من معطيات أساسية كنوعية العقار وموقعه ومساحته ومستوى المنطقة وجودة الأعمال الهندسية والتشطيبية الداخلية والخارجية وحالة العرض والطلب ووظيفة العقار أو الغاية المرجوة منه وإمكانية نقل الملكية والعديد من العناصر الأخرى التي قد لا تبدو ظاهرة للعيان حيث تقوم الطائفة بتقييم العقار بواسطة خبراء في مجال التقييم والتثمين العقاري . من جانبه رأى المثمن العقاري المعتمد خليفة المسلماني أن عملية التقييم العقاري بحد ذاتها مؤثرة على الوضع الاقتصادي للدولة وعلى عمليات التمويل والاقتراض من المؤسسات المالية وكذلك معيشة الفرد المستفيد فالتثمين العقاري يلعب دورا مميزاً ورئيسياً في عملية الاستدانة من المؤسسات المالية أو عند البيع والشراء مشيراً إلى أن للتثمين العقاري تأثيرات اقتصادية عميقة ويعتمد في المقام الأول على النزاهة وعدم المحسوبية ومعطيات السوق بشكل عام ناهيك عن نوعية العقار وموقعه ومساحته ومستوى المنطقة وجودة الأعمال الهندسية والتشطيبية الداخلية والخارجية وحالة العرض والطلب بالمنطقة والهدف من العقار كسكني أو تجاري أو إداري وإمكانية نقل الملكية حسب القوانين المتبعة بالدولة وعناصر أخرى ذات حرفية وتخصصية ترجع إلى كفاءة المثمن ومتابعة القوانين والتعديلات الحاصلة والتي من شأنها أن يحصل كل طرف من الأطراف على النزاهة والحرفية والرأي المستقل في عملية التثمين . وأكد على أهمية إكساب المشاركين المفاهيم والأسس العلمية والمهارات في مجال التثمين والتقييم العقاري وفق منهجية متكاملة لإعداد كوادر عالية التخصص والمهنية من خلال تدريسهم مهارات التثمين عن طريق اتباع المنهج العلمي المتكامل لأعمال التقييم العقاري ومعاييره المتبعة دولياً وإكسابهم بعض المهارات مثل التوقع المستقبلي بالنسبة للعقارات وهي ضرورية في تحديد سعر العقار . وقال : أن الوضع يقتضي تقنين مهنة التثمين العقاري وذلك من خلال التشريعات والأنظمة الإدارية التي تحمي المهنة وتنظمها وتتماشى مع وضع السوق واحتياجات المجتمع وأن يتم تشديد الرقابة على المتعاملين في سوق التثمين العقارية لضمان الشفافية في عمليات البيع والشراء ولكي يتمكن القائمون على القطاع من التحكم في أسعار السوق فلا ترتفع الأسعار بشكل عشوائي وبأسلوب لا يخضع لأسس ومعايير من شأنها زيادة نسبة التضخم في البلاد . من جانبه أفاد المثمن العقاري المعتمد أحمد الكبيسي أن أزمة التثمين العقاري الخاطئ ترتكز على عدة محاور يجب مراعاتها عند وضع القانون الجديد لتفادي تضخم المشكلات مستقبلاً بما يهدد القطاع ويقوض كافة أركانه بغياب القيم المنظمة لعمليات البيع والشراء ويجب تقييد عمل المثمنين على من يمتلكون مكاتب عاملة في هذا الشأن الأمر الذي يترتب عليه متابعة شاملة ودائمة للسوق العقارية ويفيد بشكل جدي في خروج التثمين بشكل أكثر دقة وأقرب للصواب . وأكد ضرورة اعتماد المثمن من قِبل كافة مؤسسات القطاع العام والخاص وضرورة منح المثمن العقاري رخصة موثقة من وزارة العدل تثبت مزاولته للمهنة ، ما يترتب عليه القضاء على المتطفلين على هذا القطاع وأن يتمكن المسؤولون من محاسبة المثمن المقصر من خلال متابعته بشكل دقيق وبصورة مستمرة .